أنماط الموسيقى المختلفة في منطقة المغرب العربي

أشكال الموسيقى في المغرب العربي

يتنوع المشهد الموسيقي في المغرب العربي بفضل التنوع الجغرافي والثقافي للمنطقة. فيما يلي استعراض لأبرز الأنواع الموسيقية الموجودة هناك:

موسيقى الملحون

تُعتبر موسيقى الملحون واحدة من أبرز الأنواع التقليدية في المغرب، إذ يبدعها بشكل أساسي الحرفيون والسكان المحليون من الطبقة الوسطى. تتشكل موسيقى الملحون عادةً في قالب شعري يتضمن جزئين رئيسيين؛ المقدمة ثم المحتوى الشعري، ويمكن أن تتخذ أشكالًا متعددة. تُستخدم مجموعة من الآلات التقليدية لإنتاج هذه الموسيقى، مثل العود، والدربكة، والكمنجة.

يعود الفضل إلى عبد الرحمن المجذوب الذي يُعدّ من أوائل كتّاب الملحون، وقد وافته المنية في عام 1568م. تبقى أشعاره الصوفية حاضرة في الثقافة المغربية، حيث تُعتبر جزءًا أساسيًا من التراث الشعبي. ومن بين الأسماء الأخرى في ساحة الملحون، نجد الحاج الحسين التلالي، بالإضافة إلى التهامي المدغري الذي ألف عددًا كبيرًا من الأغاني التي لا تزال تُؤدى حتى اليوم.

موسيقى الكناوة

تنحدر موسيقى الكناوة من مناطق جنوب الصحراء الكبرى، وتُعتبر من أكثر الأنواع شعبيةً في المغرب، حيث تتميز بطابعها الروحي. يترافق هذا النوع من الموسيقى مع طقوس خاصة تُمارس أثناء الأداء.

تُعدّ موسيقى الكناوة فريدة من نوعها؛ حيث تُستخدم في طقوس تهدف إلى طرد الأرواح الشريرة من جسد الإنسان في احتفال يُسمى (الليل)، الذي يمتد طوال الليل. يتضمن الاحتفال تقديم أحد الحيوانات كقربان لضمان تواجد الروح، ثم تُستكمل الطقوس الأخرى.

الموسيقى الأندلسية

يعود أصل الموسيقى الأندلسية إلى القرن التاسع الميلادي في مدينة قرطبة، وقد انتقلت إلى المغرب بفضل المسلمين الأندلسيين الذين هُجِروا إثر محاكم التفتيش الإسبانية. تتواجد هذه النوعية من الموسيقى في عدة مدن شمالية مغربية، مثل تطوان، وفاس، وطنجة، وشفشاون، حيث تُعتبر هذه المناطق مهد الأوركسترا الأندلسية المعروفة عالميًا.

تستخدم الموسيقى الأندلسية العديد من الآلات الموسيقية، مثل طبلة الدربكة، وجيتار العود، والربابة. احتفاءً بهذا النوع الموسيقي، يُقام مهرجان الموسيقى الأندلسية الأطلسية سنويًا في مدينة الصويرة في شهر أكتوبر.

الموسيقى الأمازيغية

تتميز الموسيقى الأمازيغية بالتركيز على مواضيع الغزل والانتقاد، ولا تلتزم بنمط معين من الكلمات. تتنوع اللهجات المستخدمة في هذا النوع من منطقة إلى أخرى في المغرب، وتُرافق هذه الموسيقى رقصات خاصة بها. يُستخدم فيها أيضًا عدد من الآلات الموسيقية الوترية، مثل الناي و آلة القُمبري التي تُصنع من عود مزود بثلاثة أوتار.