هناك العديد من أنواع ارتجاع المريء، وعلى الرغم من كون آثارها وأعراضها مُتشابهة بشكل عام إلا أنها تتفاوت في الحدة وقد يطرأ عليها بعض التغيرات، فكل نوع من هذه الأنواع له علامات تُميزه عن غيره، كما أن هذه الحدة في الأعراض تتدرج تصاعديًا كلما كان نوع ارتجاع المريء أكثر خطورة أو تقدم، وعبر موقع سوبر بابا سنتناول كافة المعلومات عن أنواع ارتجاع المريء.
أنواع ارتجاع المريء
ارتجاع المريء أو الارتجاع المريئي هو حالة مرضية مُزعجة يتم فيها رجوع الحمض المعدي إلى المريء، وذلك يتسبب في بعض الآلام الحارقة في مناطق متفرقة على طول الجهاز الهضمي والتنفسي، ولكن تعد أكثر المناطق تأثُرًا وتضررًا بالارتجاع هي ما خلف عظمة الصدر.
على الرغم من كون هذا المرض يُصيب كافة الفئات العمرية ولا يُفرِق بين ذكرٍ أو أُنثى إلا أن حالات الإصابة به تكثُر لدى السيدات الحوامل، وذلك بسبب الاضطرابات الهرمونية والحمضية التي تُصيبهم نتيجة ما يحتوي عليه جوفهم من جنين، مشيمة، إفرازات وغيرها من الأمور التي تُعد دخيلة على الجسم.
لارتجاع المريء العديد من الأسماء، فالبعض يُلقب هذا المرض بارتجاع حمض المعدة، أو حرقة المعدة بالإضافة إلى الارتجاح الحامضي المريئي والارتداد الحامضي، تتكاثر المُسميات ولكن في نهاية الأمر كل الطُرق تؤدي إلى روما كما يُقال، فمها كان مُسمى هذه الحالة المرضية لن تختلف أسبابها وأعراضها وحتى درجاتها.
السبب الأول والرئيس للإصابة بالارتجاع المريئي يكمن في ضعف العضلة العاصرة والتي تُعرف باسم الصمام، فوظيفة هذا الصمام هو السماح بدخول الطعام إلى المعدة، ومنع حدوث العكس وخروج الطعام أو العُصارات منها، وضعف هذه العضلة يتسبب في رجوع الأطعمة والأحماض المعدية بعكس الاتجاه من المعدة إلى المريء.
ضعف هذه العضلة التي تُعد حاجز الصد الأول والمنيع والتي تمنع رجوع الطعام للأعلى مرة أخرى ينتج عنه بعض الأعراض التي تُنهك من تُصيبه، ولكن قبل التعرف إلى الأعراض وطُرق العلاج وجب التعريف بأنواع ارتجاع المريء، وهي لا تعد أنواعًا في واقع الأمر بقدر اعتبارها درجات لهذه الحالة المرضية، فتشتمل هذه الدرجات أو الأنواع بالترتيب على الآتي:
- الارتجاع المريئي الخفيف Mild GERD
- ارتداد المريء المعتدل Moderate GERD
- ارتجاع حمض المعدة الشديد Severe GERD
- سرطان المريء والآفات السرطانية الناتجة عن الارتجاع المريئي Esophageal Cancer
سنتناول فيما يلي من سطور هذا المقال كافة المعلومات الخاصة بكل مرحلة ونوع من أنواع ارتجاع المريء، وذلك من ناحية الأعراض، طرق العلاج، بالإضافة إلى المخاطر، ونبدأ بالحديث عن المراحل بترتيب خطورتها بشكل تصاعدي.
اقرأ أيضًا: متى تختفي أعراض ارتجاع المرئ
1- الارتجاع المريئي الخفيف
يعد هذا النوع من أنواع ارتجاع المريء وهو المرحلة الأولى للإصابة بهذا المرض، فهذا الارتجاع ناتج عن كون الجزء السفلي للمريء ملتهب بشكل بسيط وخفيف، وفي الكثير من الأحيان يتم الخلط بين هذه الحالة وبين الإصابة بالحرقة بعد تناول بعض الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الزيوت، وتشتمل أعراض هذه الحالة على كل ما يلي:
- الشعور بحرقة قادمة من المعدة.
- ألم يتفاوت في حدته يُصيب منطقة الصدر.
- الإحساس بتواجد كُتلة في مؤخرة الحلق.
- ظهور بعض المأكولات والسوائل في الفم مرة أخرى بعد بلعها.
على الرغم من كون الإصابة بالارتجاع المريئي الخفيف (باللغة الإنجليزية Mild acid reflux) يتسبب في الكثير من الأعراض المُزعجة والتي من دورها أن تُعيق نهج الحياة اليومية، إلا أن هذه الحالة لا يتم التعامل معها باستخدام العلاجات والعقاقير.
فدائمًا ما يوصي الأطباء المرضى فور تشخيصهم بهذا النوع من أنواع ارتجاع المريء بتغيير نمط الحياة بعض الشيء، فالالتزام ببعض النصائح التي يُقدمها الطبيب المختص لمصابي الارتجاع المريئي الخفيف من دوره أن يُساهم في إنهاء هذه الحالة عن بكرة أبيها، ومن أمثلة هذه النصائح كل ما يلي ذكره:
- تجنب تناول المشروبات التي تعمل على تهييج ارتجاع المريء مثل: القهوة، المشروبات الروحية، بالإضافة إلى عصائر الفواكه الحمضية مثل البرتقال، الليمون والفراولة، فجميعها بإمكانها أن تُشعل معدتك.
- محاولة الالتزام بنظام صحي متوازن بعيد عن الأطعمة الغنية بالتوابل والمواد عالية الدهنية، كما أن التوقف عن تناول الطعام قبل النوم بمدة لا تقل عن ثلاث ساعات من أهم نصائح مواجهة وعلاج الارتجاع المريئي في درجته الأولى.
- رفع الرأس بوسائد إضافة قبل النوم لجعل عملية عودة الطعام للأعلى أصعب، مع تناول بعض مضادات الحموضة التي لا تحتاج إلى وصفات طبية.
2- الارتداد الحمضي المعدي المتوسط
يعد هذا النوع من أكثر أنواع ارتجاع المريء انتشارًا، فأثبتت الدراسات العلمية أن ثُلث حالات المُصابين بالارتجاع المريئي يُعانون من الارتداد من النوع الثاني، والفرق الرئيسي بين الارتجاع المريئي البسيط والارتداد المتوسط أو المعتدل هو كون الأعراض في المرحلة الثانية تتكرر بمعدل أسرع من الحالة الأولى، فخلال الأسبوع تحدث الأعراض عدة مرات.
الجدير بالذكر أن تكرار الأعراض ينتج عنه في نهاية المطاف تهيج المريء والتهابه بشكل أكبر، وهذا يُساهم بشكل كبير في تطور الإصابة بالارتجاع المعدي ووصوله إلى مراحل أعلى أكثر حدة وخطورة، ولكن فكرة العلاج هي العامل المُشترك بين النوع الأول والثاني لارتجاع المريئي.
ففي النوع الثاني من أنواع ارتجاع المريء ينصح الأطباء مُصابي هذه الحالات باتباع النصائح والإرشادات، وذلك في سبيل تغيير أسلوب الحياة اليومي، ولكن مع الالتزام بالنصائح يتم وصف بعض الأدوية المُثبطة للأحماض، وهو ما لا يحدث في الارتجاع الخفيف.
هذه العلاجات يتم تناولها بشكل يومي، والسبب في ذلك هو كون الأعراض أكثر حدة بطريقة غير محتملة في هذه المرحلة، والجدير بالذكر أنها نفس أعراض المرحلة الأولى ولكن بشكل أقوى، والالتزام بالبرنامج الغذائي ضروري، فتغيير الروتين اليومي وحده لن يُجدي، وفي أغلب الأحيان يقوم مُقدم الرعاية الصحية باستخدام مضخة البروتون وحاصرات الهيستامين في العلاج.
اقرأ أيضًا: الفرق بين التهاب المريء وارتجاع المريء
3- ارتجاع أحماض المعدة الشديد
الإصابة بالنوع الثالث من أنواع ارتجاع المريء يعني أنك تُعالج بالفعل من الارتداد الحامضي للمعدة، وتستخدم بعض العلاجات التي قام مُقدم الرعاية الصحية بوصفها وتقديمها لك، وفي هذه الحالة ينتج عن صراع المريض مع الأعراض الحادة للارتجاع مُضاعفات خطيرة على رأسها الالتهاب التآكلي للمريء، وكلما تأخر المريض في العلاج ظهرت تطورات أكثر خطورة.
على الرغم من كون هذه الحال من الحالات المُتقدمة للإصابة بالارتجاع إلا أنها تُعتبر حالة مُنتشرة في الواقع، فنسبة 15% من المُصابين بالارتجاع يقعون في هذه المرحلة، وعند الإصابة بهذه الحالة تظهر عدة أعراض مختلفة أخرى أكثر حدة تتمثل في كل ما يلي:
- الإصابة بسُعال لا يتوقف ولا يتحسن حتى مع محاولة علاجه.
- بحة في الصوت وظهوره بشكل خافت.
- احتقان الحلق بشكل حاد.
- صعوبات بالغة في البلع.
- ربو جديد ومُتفاقم.
- نوم مُتقطع وأرق شديد.
تظهر هذه الأعراض كأعراض إضافية على الأعراض الأولية مثل رجوع الطعام إلى الفم، الشعور بحرقة في المعدة، الإحساس بألم في منطقة الصدر ووجود كُتلة مُزعجة في الحلق، وهي الأعراض التي تظهر بدورها بشكل أكثر حدة مما كان الحال عليه في المراحل السابقة من أنواع ارتجاع المريء.
اقرأ أيضًا: تجربتي مع التهاب المريء
4- السرطان المريئي والارتجاع المُتقدم
هذه المرحلة تُعد النوع الأخطر بين أنواع ارتجاع المريء، وهي مرحلة لا يصلها إلا من لم يقم بمعالجة المرحلة الثالثة والارتجاع الشديد لأحماض المعدة لسنين طوال، وجاء في العديد من الدراسات أن شخص من كل عشرة أشخاص مُصابين بالارتجاع المريئي لسنوات طويلة مُعرضين للإصابة بسرطان المريء، وهي نسبة مرتفعة جدًا في الواقع.
الآفات المريئية السرطانية والمرحلة الرابعة التي تُعرف باسم مريء باريت لها القُدرة على التحول إلى سرطان كامل الأركان يفتك بالمريء فتكًا، وفي هذه الحالة تتزايد الأعراض في شدتها لتبلغ مستويات تجعلك غير قادر حتى على تناول الطعام والتنفس بشكل طبيعي، والنوم بشكله القديم سيكون من ذكريات الأيام الخوالي، فالأعراض الجديدة تشتمل على الآتي:
- انسداد المريء بالطعام الذي يتم تناوله.
- تزايد حِدة السعال لدرجة تسبب بجروح في الحلق.
- بلوغ حرقة المعدة أقصى مستوياتها.
- آلام مُستمرة في الصدر.
- صعوبة النوم بشكل أفقي دون الاتكاء على وسادة عند الظهر.
- ارتجاع السوائل بشكل أكبر مما كان الوضع عليه.
في هذه الحالة يجب على الفور التوجه للطبيب المختص وتلقي العلاج المُناسب، والجدير بالذكر أن الخطة العلاجية قد يُرافقها مع الأسف الشديد بعض العمليات الجراحية التي تهدف إلى استئصال بعض مناطق المريء، وكلما انتشر السرطان أكثر كانت احتمالية التخلص من الحنجرة بأكملها أكبر، فلا تُعرض نفسك للوصول إلى هذه المرحلة.
الجدير بالذكر أن هناك العديد من الحالات التي يزيد عندها خطر الإصابة بالارتجاع المريئي وتطوره، وعلى رأس هذه القائمة يأتي التدخين، وتناول العقاقير التي تحتوي على الأسبيرين، بالإضافة إلى فتق الحجاب الحاجز وتأخير تفريغ المعدة من خلال عملية التبرز.