أنواع الفونيمات
تنقسم الفونيمات إلى نوعين أساسيين:
الفونيم التركيبي (القطعي)
يُعرف الفونيم التركيبي بأنه الوحدة الصوتية التي تُعتبر جزءاً أساسياً من دلالة الكلمة، رغم أنها تظهر بشكل منفصل عن أي سياق. ومن الأمثلة على ذلك: الكاف، الباء، التاء، الثاء، والسين.
تشمل الفونيمات التركيبية الأنواع التالية:
- الصوامت
هي الأصوات التي يتعرض فيها تيار الهواء المنبعث من الرئتين إلى مستوى عالٍ من التضييق والتوتر، وقد يحدث لها احتكاك أو غلق في بعض الأحيان.
- الصوائت
تتميز هذه الأصوات بخروج الهواء في مجرى مستمر عبر الحلق والفم، وأحياناً الأنف، دون أن يكون هناك عائق يمنع تدفق الهواء بشكل كامل.
الفونيم غير التركيبي (غير القطعي)
هذا النوع يشير إلى الخصائص الصوتية أو الظواهر الصوتية التي تحمل دلالات في الكلام المستمر.
وتندرج تحت هذا النوع الأنواع التالية:
- التنغيم
يُعرَف التنغيم بأنه التغير في ارتفاع وانخفاض الصوت استنادًا إلى الظروف المحيطة، مع تنويع الأداء وفقًا لمقام العبارة المنطوقة.
- النبر
يعبر عن النشاط الذي يحدث في جميع أعضاء النطق في الوقت نفسه.
- الفواصل أو المفصل
تشير إلى سكتة خفيفة بين الكلمات أو المقاطع داخل الحديث، تهدف إلى الفصل بين لفظ وآخر.
تعريف الفونيم
توجد العديد من التعريفات للفونيم حسب المدارس اللغوية المختلفة، ومن بين هذه التعريفات، نجد ما يلي:
- الفونيم وفق المدرسة الفيزيائية
يُعرَف بأنه مجموعة من الأصوات في لغة معينة تتشابه في الخصائص، ولا تسمح لأي منها بالظهور في نفس الموقف الصوتي مع غيره.
- الفونيم حسب التوزيع التكاملي
هو مجموعة من الأصوات المتشابهة صوتياً في توزيع تكاملي، حيث لا يمكن أن يظهر أحدها في كلمة معينة في نفس السياق.
- الفونيم وفق المدرسة الذهنية أو النفسية
يُفهم كمفهوم الصوت الذي يتبادر إلى الذهن، وهو يقابل الجانب الصوتي المدرك للصوت العضوي.
- الفونيم وفق المدرسة الوظيفية (الفونولوجيا)
يُعتبر وحدة صوتية أصغر (مميزة) تُستخدم لتمييز معنى كلمة عن أخرى.
مكونات الفونيم
قسم اللغويون مكونات الفونيم إلى فئتين:
- فئة ترى أن الفونيم يتكون من مكونات تجسد مختلف سياقات الفونيم والتحققات الصوتية، حيث تُسمى ألوفونات. وبالتالي، يحتوي الفونيم على ألوفونات متشابهة، أو تنوعات صوتية يخضع استخدامها لموقعها في الكلمة. أما الألوفونات، فهي أعضاؤه التي تشبه الآخرين وتوزع بمعايير تكاملية.
- الفئة الأخرى تؤكد أن مكونات الفونيم هي مجموعة من الخصائص والسمات تُعرَف بالملامح التمييزية، وهذه تعتبر خصائص صوتية تفصل بين معاني منطوقة مختلفة.
أهمية الفونيم في علم اللغة
تتجلى أهمية الفونيم من خلال الأهداف العديدة التي يحققها، ومنها:
- يساعد الفونيم في تمييز الكلمات عن بعضها البعض، مما يوضح قدرته على التفريق بين الكلمات على المستويات الصرفية والنحوية والدلالية. فعلى سبيل المثال: تختلف كلمة “صام” عن “نام”، بسبب وجود فونيم الصاد في الكلمة الأولى وفونيم النون في الكلمة الثانية، وكذلك الفروق بين “مِنْ” و “مَنْ”.
- يعتبر الفونيم وسيلة أساسية لتعلم اللغات الأجنبية وتعليمها، ويعود ذلك إلى عدد الفونيمات في كل لغة.
- تُعد الفونيمات وحدات صوتية تُحدد باستخدام رموز كتابية معينة، مما يُساعد في تطوير أنظمة كتابية دقيقة ومنظمة للغات.
الفرق بين الفونيمات التركيبية وغير التركيبية
يمكن تلخيص الفروق الأساسية بين الفونيمات التركيبية وغير التركيبية بما يلي:
- الفونيم غير التركيبي يتمتع بقدرة أكبر على البقاء مقارنة بالفونيم التركيبي، إذ يمكن أن يتعرض الفونيم التركيبي للتغيير أو الزوال بسبب التطورات اللغوية والتاريخية بينما يستمر الفونيم غير التركيبي في الوجود.
- الفونيم غير التركيبي يعد أكثر ثباتًا لدى الأفراد الذين يعانون من اضطرابات في الكلام، مثل بعض أنواع الحبسة.
- يُعَد الفونيم التركيبي أكثر فعالية في الأداء الدلالي من الفونيم غير التركيبي، حيث إن العلاقة بين الفونيمات غير التركيبية والقيم الدلالية أضعف من العلاقة بين الفونيمات التركيبية.
- تؤدي الفونيمات غير التركيبية دورًا هامًا في تحديد حدود القواعد اللغوية، حيث ترتبط بشكل أكبر بالتعبير عن المعاني القواعدية أكثر من ارتباطها بالمعاني المعجمية.