أنواع الأقسام في القرآن الكريم ومفهومها

أنواع القسم في القرآن الكريم

يتضمن القرآن الكريم أنواعاً متعددة من القسم، حيث يبلغنا الله -تعالى- بها وفق صور مختلفة، وتتعلق هذه الأنواع بالقسم ذاته أو بما يُقسم به. وفيما يلي بعض الأشكال المذكورة:

  • القسم بالله -تعالى- نفسه.

كما في قوله -تعالى-: (فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ).

  • القسم بالقرآن الكريم، كقوله -تعالى-: (ص* وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ).
  • القسم بأحد مخلوقاته، مثل قوله -تعالى-: (وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا).
  • القسم بالآيات القرآنية باستخدام “لا” النافية وفعل القسم، كما في قوله -تعالى-: (لَا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ).

أما بالنسبة للمقسم عليه، فقد يكون واحداً من الأمور الآتية:

  • أصول الإيمان مثل وحدانية الله -سبحانه وتعالى-.

كما في قوله -تعالى-: (وَالصَّافَّاتِ صَفًّا* فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا* فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا* إِنَّ إِلَهَكُمْ لَوَاحِدٌ).

  • إثبات أن القرآن حق.

كما يتضح في قوله -تعالى-: (لَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ* وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيم* إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ)، أو تأكيد نبوة النبي -صلى الله عليه وسلم- كما في قوله -تعالى-: (يس* وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ* إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ).

  • نفي صفات سلبية وُصِف بها النبي -صلى الله عليه وسلم- من قبل المشركين، كما في قوله -تعالى-: (ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ* مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ).

تعريف القسم

في اللغة، يُعرف القسم بأنه اليمين أو الحلف، وهذان المصطلحان يحملان نفس المعنى. أما في الشريعة، فهو التزام النفس بالامتناع عن فعل شيء أو عدم القيام به. وجمع القسم يسمى أقساماً، ويعتبر من الأدوات التي استخدمها القرآن الكريم لإقامة الحجة على الكافرين والمكذبين.

فوائد القسم في القرآن الكريم

تحمل الأقسام في القرآن الكريم فوائد متعددة، منها:

  • يعد القسم وسيلة استخدمها العرب لتأكيد الأمور، حتى وإن كانت معروفة للجميع أو لم يسبق لهم التعرف عليها، إذ أن القرآن نزل بلغة العرب الفصيحة.
  • يقوم القسم بزيادة يقين المؤمن.

فنرى أن استخدام المؤكدات لتدعيم يقين المؤمن مشروع، كما يتضح في قول سيدنا إبراهيم: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ).

  • القسم بأشياء عظيمة يعكس عظمة الله وقدرته وكمال علمه؛ وبهذا فإن البراهين على صحة القسم تكون موجودة في المقسم به.
  • يوجه القسم انتباه القارئ إلى ما يُقسم به بشكل أكبر، إذ إن الله لا يقسم إلا بشيء عظيم.

خصائص أسلوب القسم في القرآن الكريم

تحمل الأقسام العديد من الخصائص، منها:

  • جمالية التعبير.

اختار الله -تعالى- من اللغة العربية ما هو الأجمل والأكثر وضوحاً لتيسير فهم القارئ، مما يترك أثراً عميقاً في القلب والنفس، مع توافق المعنى التام.

  • دقة التصوير.

تنبع دقة التصوير من جمال التعبير، حيث يُستخدم أسلوب التشبيه والاستعارة والكناية بطريقة تتسم بالإبداع، مما يشعر القارئ بأنه يعيش تلك اللحظات ويشارك في الأحداث بأحاسيسه بالكامل.

  • قوة التأثير.

تنجم قوة التأثير عن الخصائص السابقة، إذ تؤثر القراءات في عقل القارئ وقلبه في الوقت ذاته، لأن القرآن يتوجه إليهما معًا.