أبعاد الإنفاق الحكومي
تتعدد أوجه الإنفاق الحكومي من دولة إلى أخرى، وفيما يلي بعض هذه الأوجه:
الرعاية الصحية
يُعتبر الإنفاق الحكومي على الرعاية الصحية من أبرز أوجه الإنفاق الحكومي في مختلف الدول. يشمل هذا الإنفاق البرامج الصحية المختلفة، وتوفير التأمين لمواطني الدولة، بالإضافة إلى تطوير البنية التحتية لهذا المجال الحيوي من خلال بناء المستشفيات والمراكز الصحية في أنحاء البلاد، وتوفير العلاجات والأدوية اللازمة.
الدفاع الوطني
تستثمر العديد من الدول مبلغًا كبيرًا في برامج الدفاع الوطني، إذ تتبوأ هذه البرامج مكانة بارزة ضمن أولوياتها للحفاظ على أمن الوطن والمواطنين. تتضمن أوجه الإنفاق في هذا المجال رواتب العسكريين والعاملين في الجهات الأمنية، بالإضافة إلى تكاليف التسلح وتحديث الأسلحة.
التعليم
يُعتبر الإنفاق على التعليم، بما في ذلك التعليم الابتدائي والثانوي والعالي، من الجوانب الأساسية في الإنفاق الحكومي. تخصص الدول جزءًا كبيرًا من ميزانياتها لتعزيز هذا القطاع، من خلال إنشاء مدارس وجامعات جديدة، وتقديم مناهج تدريبية متطورة، وتوفير جميع الظروف المناسبة الهادفة إلى تحسين العملية التعليمية.
نفقات متنوعة
تقوم الحكومات بتوجيه نفقات متنوعة بهدف تحسين مستوى الخدمات المقدمة لمواطنيها، ومن هذه النفقات:
- شراء الخدمات والسلع التي لا توفرها المؤسسات العامة لصالح المواطنين.
- تنفيذ مشاريع البنية التحتية مثل الطرق والجسور والسدود، فضلاً عن شبكات المياه والصرف الصحي والاتصالات.
- إطلاق برامج التحسين الاقتصادي التي تهدف إلى دعم بعض القطاعات الاقتصادية والعمالة.
- تنفيذ برامج إعادة توزيع الدخل وتعزيز الرفاه الاجتماعي.
- تخصيص رواتب الموظفين وتطبيق برامج الحماية الاجتماعية، مثل الضمان الاجتماعي.
- توفير برامج الرعاية الاجتماعية، كبرامج رعاية الأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة وبرامج دعم البطالة.
- تطوير برامج التدريب والتوظيف.
- تقديم برامج الإسكان الاجتماعي، حيث تعمل بعض الدول على تخصيص مساكن مدعومة لمحدودي الدخل.
فهم الإنفاق الحكومي
يُعتبر الإنفاق الحكومي من المدخلات الأساسية لاحتساب الميزانية العامة للدول. عندما تتجاوز إيرادات الدولة النفقات، تحقق الميزانية فائضًا. وفي حال تساوي الإيرادات والنفقات، تكون الميزانية متوازنة. أما عند زيادة النفقات عن الإيرادات، فإن الميزانية تتجه نحو العجز.
تشير الأبحاث الحديثة إلى وجود تفاوت كبير في معدلات الإنفاق الحكومي بين الدول، حيث يكون الإنفاق في الدول ذات الدخل المرتفع أعلى بكثير مقارنة بالدول ذات الدخل المنخفض. يتركز هذا الإنفاق في تلك الدول على برامج الحماية الاجتماعية والتعليم والرعاية الصحية، وغيرها من المجالات.
إن قياس الإنفاق الحكومي على مر الزمن بناءً على العملة المستخدمة ليس دقيقًا، حيث لا يأخذ في الاعتبار التضخم والنمو السكاني والاقتصادي. ولذلك، يقاس الإنفاق الحكومي كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي للدول مع مرور الوقت.
أنواع الإنفاق الحكومي
يمول الإنفاق الحكومي بشكل رئيسي من خلال الضرائب المباشرة أو غير المباشرة، ومن خلال الاقتراض الذي قد تلجأ إليه الدول من مواطنيها أو من جهات خارجية. يمكن تلخيص أنواع الإنفاق الحكومي على النحو التالي:
- الإنفاق الجاري
وهو إنفاق قصير الأجل يشمل تكاليف الأجور والمواد الخام.
- الإنفاق الرأسمالي
وهو إنفاق طويل الأجل لا يتطلب تجديدًا سنويًا، ويشمل النفقات المتعلقة بالأصول المادية مثل البنية التحتية، كالطرق والجسور والمستشفيات والمدارس. وغالبًا ما يُشار إليه برأس المال الاجتماعي.