أنواع الاشتقاق ومعناه في اللغة العربية

يبحث العديد من المهتمين بلغة الضاد ودارسيها عن جوانب الانشقاق ضمن تلك اللغة الغنية. يعتبر الاشتقاق من الظواهر اللغوية الهامة، فهو مصدر رئيس لاستخراج المفردات. يسلط هذا المقال الضوء على مفهوم الاشتقاق كما اتفق عليه علماء اللغة، ويستعرض الأنواع المختلفة والانقساميات المرتبطة به.

تعريف الاشتقاق في اللغة العربية

يمكن تقسيم تعريف الاشتقاق في العربية إلى تعريف لغوي وآخر اصطلاحي، وفيما يلي توضيح لكليهما:

  • الاشتقاق لغويًا يُشتق من الفعل “شَقق” بموجب توافق معاجم اللغة العربية، ومصدر هذا الفعل هو “الشَق”، الذي يعني الصدع أو الفراق، والمعنى الدقيق قد يختلف بين كونه واضحًا أو غير واضح. يُعرف الشق أيضًا كنقطة التفريق، وأصله يعبر عن نصف الشيء.
  • أما الاشتقاق اصطلاحًا، فيعني أخذ كلمة ومن ثم تقليب تصاريفها للعودة بها إلى صيغتها الأصلية.

شاهد أيضاً:

أنواع الاشتقاق في اللغة العربية

قسم العلماء الاشتقاق إلى أربعة أجزاء، وهو تصنيف يعتمد على تفصيل فكرة أن الاشتقاق هو وسيلة لإنشاء فرع من أصل معين، وفيما يلي تفصيل الأنواع الأربعة للاشتقاق:

  • الاشتقاق الصغير، المعروف أيضًا بالاشتقاق الصرفي. عرَّف السيوطي هذا النوع بأنه أخذ صيغة من صيغة أخرى لكن بشرط توافقهما في المعنى والتركيب والمادة الأصلية، بحيث تعبر الصيغة الثانية عن معنى الصيغة الأصلية، مع إمكانية اختلافهما في شكل الكلمة أو أحد حروفها.

كما عُرّف هذا النوع على يد عبد الواحد وافي بأنه ارتباط كل أصل ثلاثي في اللغة بمعانٍ عامة تتواجد في كل كلمة تحتوي على الأصوات الثلاثة مرتبة بحسب الطريقة التي تم ترتيبها بها في أصل الكلمة.

  • الاشتقاق الكبير، أو التقاليب، وهو يختلف عن ما يعرف بالاشتقاق الأكبر المعروف بالنحت. يُعرف الاشتقاق الكبير بأنه يتضمن لفظين متناسبين في المعنى ومتوافقين في حروفهما الأصلية، دون اعتبار لترتيب تلك الحروف، بحيث يتواجد تشابه في المعاني واتفاق في الحروف.

ابن الجني كان أول من عرّف الاشتقاق الكبير وسمّاه بهذا الاسم، حيث أعد فصلًا خاصًا له، يوضح فيه أنه يستند إلى أخذ أصل من الأصول الثلاثة، ويقوم بعرض تقاليبها الستة بمعنى واحد، حيث تتجه التقليبات من الأصل الثلاثي إلى مدلول عام. كما يعتقد ابن الجني أن هذه التراكيب تنم عن الشدة والقوة.

  • الاشتقاق الأكبر، الذي أضافه السكاكيني كقسم جديد، يختلف عن ما يطلق عليه ابن الجني. يتميز الاشتقاق الأكبر بأنه يتمثل في الأبدال اللغوية، حيث لا يقتصر الارتباط على الأصوات ذاتها، بل هو مقيد بنوعها وترتيبها فقط، سواء تم الاحتفاظ على الأصوات أو استبدالها بأخرى تتوافق مع النوع.

أيضًا يُفهم الاشتقاق الأكبر على أنه اتفاق في النوع، خاصةً في حالات تقارب مخرجات الحروف.

  • الاشتقاق الكبار، والذي يُعرف أيضًا بالنحت أو الاختزال. هذه التسمية أطلقها بعض المحدثين، وتعني أخذ كلمة من كلمتين أو أكثر، على أن تتوافق الكلمة المأخوذة مع المعنى واللفظ للكلمات المأخوذ منها.

وفي تقسيماته، تناول العلامة عبد الله أمين هذا النوع من الاشتقاق في كتاباته، بينما قدم الباحث حسن جبل قسمًا خامسًا أطلق عليه “الاتباع” في كتب اللغة، وهو قسم لم يُورد بشكل وافٍ من قبل أي باحث آخر.

يتمثل الاشتقاق الكبار في تقصير كلمتين أو أكثر؛ إذ يتم حذف أحد أو أكثر من حروفهما، ثم تجميع ما تبقى من أحرف كل كلمة لتشكيل كلمة واحدة تعبر عن دلالات معينة.

يمكن تقسيم الاشتقاق الكبار إلى عدة أنواع، منها: النحت الفعلي (الذي يُظهر حدوث شيئاً ما من الجملة)، النحت الإسمى (حيث يتم دمج كلمتين لصياغة اسم جديد)، النحت النسبي (المرتب بالمدن أو الأشخاص)، والنحت الوصفي (الذي يصف صفة معينة من كلمتين).

شاهد أيضاً:

فوائد الاشتقاق في اللغة العربية

يمكن تلخيص أهمية وفوائد الاشتقاق في اللغة العربية بالنقاط التالية:

  • توضيح معاني الأسماء التي تناقلتها العرب وأصلها.
  • تمييز الأصيل من الدخيل في اللغة العربية.
  • زيادة الثروة اللفظية للغة مما يسهم في نموها وتطورها.
  • حماية اللسان العربي من الانكماش والاندماج مع الزمن.
  • إثراء الحس الجمالي للغة العربية الذي يتجلى من خلال الصوتيات التي تحمل دلالات متميزة.

في الختام، قدم المقال نظرة شاملة حول مفهوم الاشتقاق في اللغة العربية، معرفًا إياه لغويًا واصطلاحًا، مع عرض للأنواع والانقسامات المختلفة، وبيان فوائد هذا المفهوم في إثراء اللغة.