أنواع التذوق الأدبي وأنماطه

ما هو التذوق الأدبي؟

يمكن تعريف التذوق الأدبي على أنه القدرة الفطرية التي يمتلكها الإنسان لتقدير الجمال في الأعمال الفنية، وخصوصًا الأدبية منها. يُعتبر التذوق الأدبي من الموضوعات النقدية المهمة التي تتناول مفهومي الحسن والقبح في النصوص الفنية اعتمادًا على أسس الجمال، مما يجعله جزءًا من ما يُعرف اليوم بالنقد الجمالي. يُشير المؤرخون إلى أن نشأة التذوق الأدبي كانت مرتبطة بظهور الأدب نفسه، خاصةً في المجالس الشعرية التي كانت تجمع بين النقاد والكتّاب.

أنواع التذوق الأدبي

تكمن أهمية التذوق الأدبي في كونه وسيلة لكل من المبدع والمتذوق لفهم العمل الأدبي والتفاعل معه، وإدراك مواطن الجمال فيه ومن ثم الحكم عليه. وقد قام النقاد بتصنيف الأنواع المختلفة من التذوق الأدبي، ومنها:

التذوق الشخصي

يتميز هذا النوع من التذوق بتفاوت الآراء بين الأفراد؛ حيث يُظهر كل شخص ذوقه الخاص الذي يختلف عن غيره. يُعزى هذا الاختلاف إلى عدة عوامل، من أهمها الثقافة. يعتمد النقد الذاتي على هذا الذوق الشخصي والمشاعر والتجارب الذاتية، ويكون تعبيرًا عن انفعالات الناقد من إعجاب أو استياء تجاه نصوص معينة.

التذوق العام

يمثل التذوق العام نوعًا من الذوق المشترك بين مجموعة من الأفراد الذين يمرون بتجارب وظروف واحدة. يتشارك أبناء الجيل الواحد في بيئة معينة هذا النوع من الذوق، حيث يؤثر عليهم السياق الثقافي والاجتماعي، مما يخلق ذوقًا عامًا يوحد بينهم، ويمكن أن يتغير هذا الذوق بالاتساع أو الضيق، أو الضعف والازدهار.

التذوق الأعم

يشمل هذا النوع من التذوق جميع البشر، إذ يعبر عن حبهم للجمال سواء كان طبيعيًا أو صناعيًا. هذا القدر المشترك بين النفوس البشرية يتيح لها التفاعل مع نصوص أدبية معروفة وشخصيات بارزة مثل: هوميروس، وشكسبير، والمعري، والمتنبي، مما يُعزز من الإعجاب بين المتعلمين والأدباء.

التذوق المثقف

يتمتع التذوق المثقف بطابع خاص؛ فهو يتجاوز الموهبة الفطرية ويحتاج إلى ثقافة ومعرفة واسعة بالأدب وفنونه. هذا النوع من الذوق يُهذب من خلال الدراسة المستمرة والتفاعل مع روائع الأدب، حيث يقوم بإصدار أحكام أدبية مستندة إلى النصوص المتاحة له. يُعتبر هذا الذوق مزيجًا من الموهبة والخبرات الثقافية المتراكمة عبر الأجيال، مما يُثَقِّف حس التمييز لدى الفرد.

التذوق العادي

أما التذوق العادي، فهو يعتمد على الحكم تجاه العمل الأدبي من خلال القدرات الفطرية أو مجرد الحاسة. يعتبر هذا النوع من التذوق أحيانًا سطحيًا، حيث يفتقر إلى العمق والتفصيل، وبالتالي يمكن أن يصفه البعض بالقصور أو البدائية. يُشار إلى أن التذوق يعتبر ملكة لا غنى عنها للنقاد، حيث يُساعدهم على التعرف على مواطن الجمال في النصوص الأدبية.