أنواع التربة المختلفة وأهميتها

التربة

تغطي الكرة الأرضية طبقة رقيقة وهشة من التراب تُعرف بالتربة، وهي الطبقة الخارجية التي تكسو سطح الأرض. تتكون هذه الطبقة نتيجة تأثير عوامل بيئية وبيولوجية وكيميائية على المواد الصخرية المفتتة، التي تغيرت بفعل هذه العوامل وأصبحت ترابًا. تختلف المكونات الصخرية الأساسية للتربة، حيث ترتبط هذه الاختلافات بالتفاعلات الحاصلة بين الغلاف الجوي، والغلاف المائي، والغلاف الحيوي، بالإضافة إلى الغلاف الصخري.

يمكن وصف التربة بأنها خليط من المكونات العضوية والمعدنية التي تمتزج في حالتيها السائلة والغازية. من المهم الإشارة إلى أن العناصر المكونة للتربة تحتفظ بمسامات بين الحبيبات، ما يؤدي إلى تفكك وترابط حبيبات التربة. تضم هذه المسامات الهواء (الحالة الغازية) والماء (الحالة السائلة)، وتختلف كثافة التربة من نوع إلى آخر، حيث تتراوح كثافة معظم الأنواع بين 1-2 جرام/سنتيمتر مكعب.

تركيبتها

تعتبر التربة عنصرًا أساسيًا في نجاح عملية الزراعة، إذ تشكل البيئة الأولى لنمو النباتات. لذلك، تُدرس خصائص التربة وأنواعها ومنسوب المياه السطحية في مناطق الزراعة، لضمان نجاح الزراعة. لكي تكون التربة ملائمة، يجب أن تستوفي مجموعة من الشروط منها:

  • يجب أن يصل درجة تركيز الحموضة (pH) إلى حوالي سبعة.
  • يجب أن تكون درجة التوصيل الكهربائي (EC) للأملاح الذائبة في محلول التربة أقل من 2500 ميكروموز/سم عند درجة حرارة 25 درجة مئوية.
  • يجب أن تكون نسبة الكلوريدات أقل من مئتي جزء في المليون.
  • يجب أن تكون نسبة الكالسيوم أقل من خمسة بالمئة من وزن التربة في حالة الجفاف.

العوامل المؤثرة في تكوينها

المناخ:

يعتبر المناخ عاملًا حيويًا في تكوين التربة، حيث يعتمد تكوينها بشكل كبير على الظروف المناخية. تتنوع خصائص التربة بناءً على أنماط المناخ، ومن أبرز العوامل المناخية المؤثرة هي: عملية نقل التربة، ودرجات الحرارة، ونسبة الرطوبة، بالإضافة إلى عوامل التجوية مثل التعرية والحت.

في المناطق الجافة، تلعب الرياح دورًا أساسيًا في تحريك الكثبان الرملية والجسيمات المحيطة، غالبًا ما تكون هذه المناطق تفتقر إلى المساحات الخضراء. كما يؤثر حجم ونوع الترسبات على تكوين التربة، حيث يتأثر كل ذلك بحركة الأيونات والجزيئات، مما يسهل تشكيل طبقات التربة. أيضًا، تلعب التقلبات الموسمية ودرجات الحرارة دورًا في فاعلية المياه وتأثيرها على المواد الأصلية في الطبقات الصخرية.

التضاريس:

تمتلك خصائص التضاريس تأثيرًا كبيرًا على درجة حرارة ورطوبة التربة. كلما زادت حدة انحدار سطح الأرض أمام أشعة الشمس، ارتفعت درجة حرارة التربة، مما يجعلها أكثر عرضة للنحت والتعرية. بينما توفر المناطق السهلة أو المنخفضة كمية أكبر من الترسبات المنقولة بفعل الماء.

أيضًا، تختلف طبيعة التربة الموجودة بجوار الأنهار والسهول عن غيرها، بسبب تأثير الفيضانات والدلتا. كما يؤثر جريان المياه والرياح على تحريك المواد في التربة، مما يعزز الترسيب وانتقال المواد من مكان لآخر.

العوامل البيولوجية:

تلعب الكائنات الحية مثل النباتات والحيوانات دورًا هامًا في تكوين التربة، حيث يساعد تحلل الكائنات الدقيقة والحيوانية على خلق مسامات بين حبيبات التربة، مما يسهل دخول الرطوبة والغازات إلى الطبقات السفلية.

تساعد جذور النباتات أيضًا في فتح أنفاق داخل التربة، مما يسهل امتصاص العناصر الغذائية. كما تُساهم الفطريات والبكتيريا في تحويل المركبات الكيميائية المعقدة إلى مركبات سهلة الامتصاص، ما يعزز تغذية التربة.

العامل الزمني:

يُعتبر العامل الزمني أحد العوامل الأساسية في تكوين التربة، حيث يُكمل تأثيره مع باقي العوامل الأخرى التي تؤثر في تطوير خصائص التربة.

أنواع التربة

يمكن تصنيف التربة إلى عدة أنواع بناءً على معايير شكلية ونظام تصنيف أمريكي هو معيار سول.

من حيث الشكل:

وفقًا لشكلها، تصنف التربة إلى الأنواع التالية:

  • التربة البنية: تتميز بقدرتها على دعم نمو العشب بشكل جيد، ولكن يجب فحص نظام الصرف ودرجة حموضتها، وتحتوي على دودة الأرض في أعماقها.
  • الصلصال: يفتقر هذا النوع إلى دودة الأرض ويُعرف بلونه الرمادي واحتفاظه بالماء.
  • التربة الرسوبية: تعاني من نقص في قدرتها على إنتاج العشب الجيد وتفتقر طبقاتها العليا إلى المواد الغذائية.
  • التربة الجيرية: تشبه التربة التي تُغطى بطبقة من الطباشير، حيث تمزج بين الأبيض والبني.
    • التربة العضوية: تمتاز بقدرتها العالية على الاحتفاظ بالرطوبة وتحتوي على نسبة كبيرة من المحتوى العضوي، ويمكن أن تكون حامضية.
  • تربة المستنقعات: تُعرف بحموضتها العالية وغناها بالعناصر الغذائية اللازمة للنباتات.
  • التربة الكلسية: تحتوي على نسبة مرتفعة من مادة الكلس والطباشير.

خصائص التربة

  • حد الأفق: هو الجزء السفلي من أي طبقة، وبعده تتغير الصفات المورفولوجية للتربة.
  • المرونة: تشير إلى استجابة حبيبات التربة للالتصاق معًا وتعتبر علامة على مقاومتها للعوامل المحيطة.
  • اللون: يعد من الخصائص الأولية التي تهم الباحثين، بحيث يتميز كل نوع من التربة بلونه الخاص.
  • القوام: يختلف حسب أحجام الحبيبات، ويندرج تحتها أنواع مثل الرملية والطينية.
  • بنية التربة: تشير إلى خصائص التربة الطبيعية والكيميائية، وتعتمد على ترتيب الحبيبات.
  • درجة تركيز الهيدروجين (درجة حموضة التربة، ويرمز لها بـ pH).