أنواع التوحيد وأهميتها في العقيدة الإسلامية

توحيد الألوهية

توحيد الألوهية يُعرف بأنه توجيه العبادة إلى الله -عزَّ وجلَّ- وحده دون أي شريك. ويتجلى هذا النوع من التوحيد في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ). وفيما يلي بعض الأمثلة على توحيد الألوهية:

  • تخصيص الله -عزَّ وجلَّ- بعبادة السجود، وعدم السجود لغيره.
  • تخصيص الله -عزَّ وجلَّ- بالاستعانة، وعدم الاستعانة بأحد سواه.
  • تخصيص الله -عزَّ وجلَّ- بدعاء وعمل العبادة، وعدم توجيه الدعاء لغيره.
  • تخصيص الله -عزَّ وجلَّ- بعبادة الصيام، وعدم إشراكه في ذلك.

توحيد الربوبية

توحيد الربوبية يُعرف بأنه الإيمان بأن الله -عزَّ وجلَّ- هو سيد كل شيء، وهو الوحيد القادر على إدارتها. فهو الخالق، والمالك، والرازق، والمحيي، والمميت. وأحد الأدلة على هذا النوع من التوحيد هو قول الله عز وجل: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ). وفيما يلي بعض الأمثلة على توحيد الربوبية:

  • الإيمان بأن الله -عزَّ وجلَّ- هو الرازق الوحيد.
  • الإيمان بأن الله -عزَّ وجلَّ- هو الخالق، ولم يكن له شريك في ذلك.
  • الإيمان بأن الحياة والموت بيد الله -عزَّ وجلَّ- وحده.
  • الإيمان بأن النفع والضر بيد الله -عزَّ وجلَّ- وحده.
  • الإيمان بأن الله -عزَّ وجلَّ- هو المعطي والمَانع الوحيد.

توحيد الذات والصفات

توحيد الذات والصفات يُعرف بأنه إفراد الله -عزَّ وجلَّ- بما وصف به نفسه في القرآن الكريم أو على لسان نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، من إثباتٍ ونفيٍ، دون تحريف أو تعطيل أو تكييف. وما يدل على هذا النوع من التوحيد هو قول الله -عزَّ وجلَّ-: (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا ۖ وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ ۚ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ). وفيما يلي بعض الأمثلة على توحيد الأسماء والصفات:

  • إفراد الله -عزَّ وجلَّ- بالقدرة المطلقة، إذ أن القدرة من صفاته الثابتة التي لا تتغير، كما جاء في قوله -تعالى-: (إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).
  • إفراد الله -عزَّ وجلَّ- بالعلم المطلق، حيث أن صفة العلم تُعتبر من الصفات الثابتة في القرآن والسنة، وقد وصف الله -عزَّ وجلَّ- نفسه قائلاً: (وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ).
  • إفراد الله -عزَّ وجلَّ- بالحياة المطلقة، حيث يُعتبر وصف الحي من أسمائه الحسنى، كما قال الله -عزَّ وجلَّ-: (اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ).

توحيد الذات

توحيد الذات يُعرف على أنه ينصّ على أن الله -عزَّ وجلَّ- هو واحد في ذاته. وقد أشار بعض العلماء إلى أن هذا النوع من التوحيد يمثل قسمًا مستقلًا، بينما اعتبره آخرون جزءًا من توحيد الربوبية. ومن النصوص الشرعية التي تدعم توحيد الذات هو قول الله -عزَّ وجلَّ-: (لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ).

توحيد الأفعال

توحيد الأفعال يُعرف بأنه يؤكد أن الله -عزَّ وجلَّ- هو الواحد في أفعاله، وأنه المصدر الوحيد لوجود جميع الممكنات في الكون، سواء كان ذلك بوساطة بشرية أو بدونها. ومن الأدلة على توحيد الأفعال هو قول الله -عزَّ وجلَّ-: (إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ ۗ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ ۗ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ). وفيما يلي بعض الأمثلة على توحيد الأفعال:

  • أن الله -عزَّ وجلَّ- خلق السماوات والأرض دون أن يكون له شريك.
  • أن تسخير الشمس والقمر والنجوم هو بيد الله -عزَّ وجلَّ- وحده.

في الختام، قسم العلماء توحيد الله -عزَّ وجلَّ- إلى عدة فئات رئيسية، تشمل توحيد الألوهية الذي يعني اختصاص العبادة لله وحده، وتوحيد الربوبية الذي يتضمن الإقرار بأن الله -عزَّ وجلَّ- هو مالك الكون ومدبره. بالإضافة إلى توحيد الذات والصفات الذي يعني تخصيص الله بما وصف به نفسه في القرآن الكريم والسنة النبوية، وتوحيد الذات الذي يشير إلى وحدانية الله في ذاته، وأخيرًا توحيد الأفعال الذي يعني أن الله هو الموجد الوحيد لكل الممكنات.