تُعرف الثقافة العامة بأنها مجموعة المعارف والعلوم التي يكتسبها الفرد، مما يسهم في تطوره الشخصي. تُقسم الثقافة العامة إلى عدة أنواع، ويستطيع الأفراد اكتسابها على مدار حياتهم من خلال الاطلاع، والقراءة، والسفر، ومتابعة الأخبار، وغيرها من المصادر التي تؤثر في تشكيل هويتهم الشخصية.
أنواع الثقافة العامة
تتوزع الثقافة العامة إلى عدة أنواع، وسنستعرضها في الفقرات التالية:
الثقافة المادية
- تعتبر الثقافة المادية أحد المكونات الأساسية للواقع الاجتماعي المحيط بالفرد، حيث تشمل الأشياء التي يمكن للإنسان لمسها وصناعتها واستخدامها وبيعها وشرائها، بالإضافة إلى ما يجده الفرد في الطبيعة أو ما تم إجراء تعديلات عليه.
- ترتبط الثقافة المادية بالسمات الخارجية، وأظهرت بعض الدراسات الهادفة إلى دراسة الإنسان أن الثقافة المادية تشير إلى المنتجات اليدوية التي تساهم في العلاقة بين التاريخ والمجتمع والثقافة.
- تمثل الأشياء التي يحتاجها الإنسان للبقاء على قيد الحياة، وتنظيم العلاقات الاجتماعية، والتعبير عن هويته ومكانته الاقتصادية، فضلاً عن تأثيرها على صحة الأفراد النفسية.
- إذا اختفى البشر عن وجه الأرض، ستختفي الثقافة المادية تدريجيًا، ولكن مدى تأثيرها يتفاوت بين المجتمعات. وقد شهدت الثقافة المادية تغيرات ملحوظة عبر العصور، من أبرزها:
- التحول الأول الذي حدث بين عامي 1200 و1450، حيث انتقل الإنسان من جمع الغذاء إلى إنتاجه.
- تغيرت الثقافة المادية بشكل كبير في عام 1800 بعد الثورة الصناعية، حين بدأ استخدام الطاقة الحرارية والغاز والفحم والنفط في التصنيع.
- التغيير الثالث الذي شهدته الثقافة المادية كان مع بدء استخدام الطاقة النووية.
علاقة الثقافة المادية بعلم الأنثروبولوجيا
يدرس علم الأنثروبولوجيا تطور الإنسان عبر العصور والمناطق، مع التركيز على الثقافة المادية للفرد وفهم تأثير التغيرات فيها على تطور المجتمعات.
علاقة الثقافة المادية بعلم الاجتماع
يركز علم الاجتماع على الجوانب الاجتماعية المتعلقة بالثقافة المادية، بهدف فهم التفاعلات الحياتية للفرد والوسائل التي يستخدمها لخلق الأشياء واستخدامها أو تبادلها، مع عدم إغفال الأثر الاجتماعي لهذه المواد على سلوكيات الأفراد.
علاقة الثقافة المادية بعلم الآثار
- يتناول علم الآثار دراسة الثقافة المادية لفهم طبيعة الحضارات القديمة ونمط حياتهم اليومي.
- تعتمد ثقافة علم الآثار على جمع القطع الأثرية من أماكن وأزمنة معينة لاستكشاف جوانب الثقافة التي تزول سريعًا.
- كما تُساهم هذه الأبحاث في تطوير نظريات مهمة، مثل نظرية الانتشار الثقافي.
الثقافة غير المادية
- تشير الثقافة غير المادية إلى الجوانب غير المحسوسة التي يشعر بها الأفراد دون القدرة على لمسها أو التأكد من وجودها ماديًا.
- تتضمن هذه الثقافة الفكر والقيم والمعتقدات، والتي تلعب دورًا هامًا في تكوين المجتمعات، مثل العادات والتقاليد والموسيقى والطعام، وترتبط بمسائل أخرى.
اللغة والثقافة غير المادية
- تتأثر الثقافة غير المادية بلغة المجتمع وتؤثر عليها بصورة متبادلة، فهناك علاقة وثيقة بينهما، حيث تؤثر اللغة بشكل كبير على رؤية الأفراد للمجتمعات.
- وبناءً عليه، تسهم اللغة في تشكيل الثقافة غير المادية في المجتمع، إذ تعكس اللغة ثقافة المكان وقد تتطور مع تطور الثقافة الاجتماعية.
- على سبيل المثال، هناك شعوب تفتقر إلى كلمات تدل على الأرقام، مما يجعلهن غير قادرات على تطوير نظام رياضي يعكس ثقافتها، نتيجة عدم الحاجة لذلك.
الثقافة غير المادية والسلوكيات
- تعكس سلوكيات الأفراد الاتجاهات والقيم الاجتماعية، وبالتالي تؤثر سلوكيات الأفراد في الثقافة غير المادية.
- وهو ما يتوصل إليه الفرد عبر نشأته الاجتماعية، إذ يتعلم الأسس والثوابت المجتمعية التي يؤثر بها في تفاعلاته مع الآخرين.
الثقافة غير المادية والرموز
- تُعد الثقافة غير المادية إحدى أشكال الموروثات التي تشير إليها بعض الرموز، وهي وسيلة للتواصل بين الأفراد وتعتمد عليها المواقف المختلفة طوال حياتهم.
- تتكون الرموز الحرفية خلال تطور الثقافة لتدل على ثقافة معينة، أو تتجاوز الحدود لتعبر عن مفاهيم محددة.
الثقافة المثالية
- تعتبر الثقافة المثالية من أكثر أنواع الثقافة أهمية، فهي التصور النمطي للثقافة التي قد يصعب تطبيقها بشكل حقيقي.
- تشمل القيم والمبادئ الأخلاقية التي تتطلع المجتمعات والأفراد إلى تجسيدها في الحياة اليومية، ويتواجد ذلك في المناهج الدراسية والخطب العامة.
- ترتبط الثقافة المثالية ارتباطًا وثيقًا بالثقافة الحقيقية، حيث أن الأخيرة هي ما يطبقه الفرد من المثالية في سلوكياته الحياتية.
الثقافة الحقيقية
تُعرف الثقافة الحقيقية بأنها ما يمارسه الإنسان ويستخدمه في حياته اليومية مستندًا إلى القيم والمبادئ المثالية، وتظهر عبر تفاعلاته الاجتماعية، لكن جزءًا منها قد يبقى غير مستخدم.