أنواع الحال في اللغة العربية

أنواع الحال في اللغة العربية

تُعرّف الحال في النحو العربي بوصف يبين هيئة الفاعل إلى جانب كونه مفعولاً منصوبًا. تختلف الحال عن النعت ولها ثلاثة أنواع رئيسية، وهي: حال مفرد، حال جملة، وحال شبه جملة. وفيما يلي تفاصيل هذه الأنواع.

الحال المفردة

تُعتبر الحال المفردة من أكثر الأنواع شيوعًا، ولكنها تخضع لعدة شروط حتى تُعتمد. ومن أبرز هذه الشروط:

  • يجب أن تكون الحال نكرة: يُفضل أن تكون الحال نكرة، ولكن يمكن أن تُستخدم معرفة بشرط أن تُفسر كنكرة، كما في قول المعلم: “أجيبوا أيّها الطلّاب الأوّل فالأوّل”، حيث يمكن فهمها على أنها “أجيبوا مرتّبين”.
  • أن تكون الحال مؤقتة: ينبغي أن تكون الحال وصفًا مؤقتًا وليس ثابتا، كما في قولهم: “نظر الناس إلى القمر منيرًا”، حيث تُعتبر “منيرًا” صفة مؤقتة. ومع ذلك، يشار إلى وجود بعض الاستثناءات، مثل قول الله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا}، حيث “مفصلاً” تُستخدم كصفة ثابتة.
  • يجب أن تكون الحال مشتقة: وفق القاعدة العامة، يجب أن تأتي الحال من المشتقات، لكن يُسمح بإمكانية وجودها ككلمة جامدة بشرط تأويلها بمشتق. وقد ذكر العلماء حالة محددة لهذه الحالات، ومنها:
    • أن تظهر تفاعلاً، مثل: “قابلتهم وجهًا لوجه”؛ بمعنى أنهم تقابلوا وجهًا لوجه.
    • أن تدلّ على ترتيب، كما في: “قلّب المعلم الدفتر صفحةً صفحة”؛ بمعنى أنه قلّبه بشكل مرّتّب.
    • أن تدلّ على تشبيه، مثل: “ظهرت الحقيقة بدرًا”؛ بمعنى أنها ظهرت بوضوح.
  • أن تكون الحال هي ذاتها صاحبها، كما في: “جاء الطفل ضاحكًا”.

تتعدد الحال المفردة، حيث يمكن أن تُستخدم أكثر من حال لوصف نفس الفاعل، كما في: “جاء المسافر باسمًا متفائلًا”. وقد تتعدد الحال وصاحبها معًا، مثل: “جاء أحمد وسعد متفائلَين”. كما يمكن أن تتباين الحال مع تعدد أصحابها، كما في: “جاء خالد وأسامة ضاحكين مستبشرين”.

الحال الجملة

تنقسم الحال الجملة إلى نوعين؛ جملة اسمية وجملة فعلية. وفيما يلي تفاصيل كلاً منهما:

الجملة الاسمية

تأتي الحال الجملة على شكل جملة اسمية يمكن تأويلها بمفرد. على سبيل المثال: “جاء الرجلُ ثغره باسم”، فالجملة (ثغره باسم) يمكن تأويلها بمفرد، كأن يُقال “مبتسمًا”. ولكن يجب توافر عدة شروط لاعتماد الجملة الاسمية كحال، ومنها:

  • يجب أن تكون الجملة خبريّة: أي ليست إنشائية (التي تشمل الطلب والنهي).
  • ضرورة وجود رابط بين الجملة وصاحب الحال، مثل الضمير المستتر أو الظاهر، أو واو الحال.
  • عدم بداية الجملة بأدوات تدل على الاستقبال، مثل سوف أو السين أو أدوات الشرط.
  • عدم صحة كون الجملة تعجبية، كما في: “جاء زيد أكرم به”، فهذا استعمال لا يعد حالًا.

الجملة الفعلية

تعمل الجملة الفعلية أيضًا كحال، كما يعبر عن ذلك في قولهم: “جاء الولد يضحك”، حيث يمكن تأويل الجملة الفعلية (يضحك) بكلمة مفردة واحدة وهي “ضاحكًا”. لكن لكي تكون الجملة الفعلية حالًا، هناك شروط يجب توافرها، منها:

  • يجب أن تكون الجملة خبريّة.
  • عدم توقع دخول أدوات الاستقبال على الجملة الفعلية.
  • وجود رابط بين الجملة وصاحب الحال، والذي يكون عادة ضميرًا.

الحال شبه جملة

تشير عبارة شبه الجملة إلى الظرف والجار والمجرور، حيث لا يتم المعنى إلا بوجودهما. في سياق الحال، تعني أن حال شبه الجملة مستندة إلى حال محذوفة. فعلى سبيل المثال، في جملة: “رأيتُ العصفور على الشجرة”، الجار والمجرور “على الشجرة” يتعلقان بحال محذوفة تقديرها “مستقرًا”.

وكذلك، في جملة: “شاهدتُ الطائرَ فوق الشجرة”، فإن شبه الجملة “فوق” يتعلق بحال محذوفة أيضاً، تقديرها “مستقرًا”. ويشير “التعليق” هنا إلى الربط بين شبه الجملة والمعنى المراد في الجملة.

إعراب الحال وفقًا لنوعه

فيما يلي إعرابات للأحوال بحسب نوعها لتوضيح كيفية إعرابها:

  • الحال المفردة: في جملة “جاء الطفلُ ضاحكًا”، تُعرب كلمة “ضاحكًا” حالًا، ويُقال إعرابها: حال منصوبة وعلامة نصبها الفتحة الظاهرة.
  • الحال الجملة الاسمية: في عبارة “جاء الطفل وهو يضحك”، الجملة الثانية “وهو يضحك” تُعرب حالًا، ويُقال إعرابها: جملة اسمية في محل نصب حال.
  • الحال الجملة الفعلية: في عبارة “جاء الطفل يضحك” تُعرب “يضحك” كجملة فعلية، ويُقال إعرابها: جملة فعلية في محل نصب حال.
  • الحال شبه جملة: في جملة “رأيتُ العصفور على الشجرة”، و”رأيتُ العصفور فوق الشجرة”، الجار والمجرور يتعلقان بحال محذوفة تقديرها مستقرًا.

تدريبات على أنواع الحال

فيما يلي تدريبات على أنواع الحال لمساعدة الطالب على فهم كيفية التعرف عليها وتمييزها عن التمييز والنعت.

استخراج الحال المفردة من الجملة

استخرج من الآية الآتية حالًا مفردة وأعربها:

  • {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ}.
    • الحل: في الآية السابقة، الحال المفردة هي “لاعبين”، وعند الإعراب يُقال: حال منصوبة وعلامة نصبها الياء لأنه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد.

استخراج الحال الجملة من الجملة

استخرج من الآية الآتية حالًا جملة وأعربها:

  • {لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَىٰ}: جملة “وأنتم سُكارى” تُعرب حالًا، وهي جملة اسمية، يُقال في إعرابها: جملة اسمية في محل نصب حال.

إعراب الحال في الجملة

ما إعراب الجملة الفعلية في العبارة الآتية؟

  • جاء الطالب يحمل كتبه: جملة (يحمل) في العبارة السابقة جملة فعلية، إعرابها حال، يُقال: جملة فعلية في محل نصب حال.

تعليق الحال شبه الجملة

حدد شبه الجملة في الجملتين الآتيتين وأعربه:

  • شاهدتُ السمك في الماء: العلاقة مع حال محذوف تُقدّر حسب السياق، يمكن تقديرها بـ”سابحًا”، فيكون تقدير الكلام: “شاهدتُ السمك سابحًا في الماء”، يُقال في الإعراب: جار ومجرور متعلقان بحال محذوفة تقديرها سابحًا.
  • شاهدتُ العنبَ فوقَ الدالية: هنا، “فوق” هو ظرف مكان، ويحتاج إلى حال محذوفة تُقدّر بـ”مستقرًّا”، يُقال في إعرابه: ظرف مكان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة ومتعلق بحال محذوفة تقديرها: مستقرًا.

تُعرف الحال بأنها وصف يبين هيئة صاحب الحال، وتكون علامة نصبها دائماً، ولها ثلاثة أنواع مختلفة: المفرد، الجملة (اسمية أو فعلية)، وشبه الجملة، كما تم توضيحه من خلال الأمثلة والتدريبات السابقة.