الشعر في اللغة العربية
يعتبر الشعر أحد الأشكال الفنية الأدبية العربية التي ظهرت منذ القدم. إنه تعبير إنساني يتميز بكونه كلامًا موزونًا ذو تفعيلة معينة، ويشترط فيه وجود القافية. يستخدم الشعر الصور الأدبية والفنية، ويلجأ إلى الرمزية، حاملاً في طياته أعمق المعاني، والتشبيهات، وجمال الكلمات. يُكتب الشعر من قبل الشاعر كوسيلة للتعبير عن أفكاره، ومشاعره، وأحاسيسه، القضايا الإنسانية التي تهمه، ومشكلاته. كان الشعر لسان العرب في التعبير عن أحوالهم، وثقافاتهم، ومميزاتهم، وتاريخهم، وحروبهم. وعندما أخذ الكلام شكلاً موزونًا، أصبح يُعرف بالشعر؛ لأن العرب شعروا بجماليته. وقد قال ابن منظور: “الشعر منظوم القول الذي غلب عليه الوزن والقافية، وإن كان كل علم شعراً”.
بحور الشعر
بما أن الشعر يُعرَف ككلام موزون له قافية محددة، فإن القصائد الشعرية تنتمي إلى وزن وتفعيلة معينة، يُطلق عليها مصطلح البحر الشعري. تتكون أبيات القصيدة من تفعيلة واحدة مرتبطة ببحر محدد من بحور الشعر العربي. وهناك ستة عشر بحرًا للشعر، منها: المتدارك، المتقارب، المجتث، المقتضب، المضارع، الخفيف، المنسرح، السريع، الرمل، الرجز، الهزج، الكامل، الوافر، البسيط، المديد، والطويل.
أنواع الشعر في اللغة العربية
موضوعات الشعر
تتنوع القصائد الشعرية من حيث الموضوع، والفكرة، والهدف من نظمها. ومن أبرز الموضوعات التي تعالجها القصائد ما يلي:
- الشعر المسرحي: وهو شعر موضوعي يتسم بالوحدة العضوية، حيث تُرتب الأحداث بشكل زمني أو سببي، وقد ظهر في عام 1870. يتمثل في مسرحيات كُتبت بشكل شعري أو نثر مسجوع وتحتوي على مقطوعات غنائية عديدة.
- الشعر الملحمي: إنه شعر أسطوري ازدهر في عصر الشعوب البدائية، وهو يمزج بين الواقع والخيال والتاريخ. يتناول عادةً موضوعًا بطوليًا يرتبط بفكرة قومية، وغالبًا ما يستعرض الحروب والدفاع عن الوطن وتمجيد أبطالها.
- الشعر الغنائي: هو شعر ذاتي يُعتبر من أقدم أنواع الشعر، ويُعرف بالشعر الوجداني، حيث يصبغ بالتعبير عن المشاعر النقية كالحب، والحزن، والفرح، والبغض، ويرتبط أيضًا بالموسيقا والغناء.
- الشعر القصصي: يتألف من قصة تُعرض شعريًا، وتجتمع فيه العناصر الأساسية للقصة مثل السرد، وتقديم الأحداث، والوصف، والحوار، والنهاية.
شكل الشعر
تختلف أنواع الشعر في شكلها، ومن هذه الأنواع:
- الشعر الحر: يُعتبر نوعًا حديثًا من الشعر، حيث لا يلتزم بالقافية أو الوزن أو بحرف الروي. بدأ في بغداد عام 1947، ويتيح للشاعر حرية اختيار الوزن، مما يمنحه إمكانيات واسعة في تشكيل البيت الشعري.
- الشعر العمودي: يُعتبر الأساس لكافة أنواع الشعر الأخرى، ويتميز بتألفه من مجموعة أبيات، كل بيت يتكون من مقطعين يُسمى الأول الصدر والثاني العجز.
- الشعر المنثور: كما عرفته نازك الملائكة، هو مجموعة شعرية لا تعتمد الوزن والقافية التقليديتين. يُعتبر العديد من القراء العرب أن هذه الأعمال ليست شعراً بالضرورة، بل هي نثر فني، ومع ذلك تجد صدى بينهم حيث أنها تُعتبر مادة شعرية دون تسميتها شعرًا بشكل صريح.
- الشعر المرسل: هو شعر موزون بلا قافية معينة، حيث يلتزم بتفعيلة واحدة لخدمة موضوع محدد.
- الشعر الرباعي: يمثل نوعًا خاصًا من الشعر يتكون عادة من أربعة أبيات، تتفق في الوزن والقافية، وتحمل مضمونًا يختتم بانتهاء هذه الأبيات. من أشهر شعراء الرباعيات: الخيام، وصلاح جاهين، وجلال الدين الرومي. والرباعيات تنقسم إلى عدة أنواع، منها: الرباعيات المعوجة، الرباعيات الخاصة، الرباعيات المنطقية، الرباعيات المرفلة، والرباعيات المردوفة.
لغة الشعر
يمكن تصنيف الشعر من حيث اللغة إلى نوعين، هما:
- الشعر العامي: وهو الشعر الشعبي المروي أو المكتوب بلغة لا تعبر عن الفصحى، وإنما باللغة العامية المستخدمة بين الناس.
- الشعر الفصيح: هو الشعر المكتوب باللغة العربية الفصيحة.
أغراض الشعر
تتعدد أغراض الشعر ومحتوياته، ومن أغراضه الرئيسية:
- شعر الغزل: يتناول موضوع الحب، وغالبًا ما يُكتب في حب النساء.
- شعر الوصف: يقوم على وصف الأشياء والأشخاص، مما يساعد القارئ على تصوره كما هو في الحقيقة حين يقرأه.
- شعر المدح: يتضمن الثناء على أصحاب الشأن بما يُستحسن من صفاتهم.
- شعر الرثاء: يبرز محاسن ومناقب الراحلين، ويظهر مشاعر الحنين لذكراهم.
- شعر الهجاء: يتكون من إنكار المحاسن والصفات الحميدة عن شخص أو قبيلة ما.
- شعر الحكمة: يحتوي على معاني مستمدة من الحكمة.
- شعر الاعتذار.
- شعر الفخر: يمجد الشخص لنفسه، أو لقبيلته، ومكانتهم وبطولاتهم.
فيديو الشعر العربي
شاهد الفيديو لتتعرف أكثر عن الشعر العربي: