أنواع الصيام المختلفة وأحكامها

أنواع الصوم

من حيث التعيين وعدم التعيين

يمكن تقسيم الصوم إلى نوعين، بناءً على مدى التعيين: صوم مُعَيّن وصوم دين. فيما يلي شرح لكل منهما.

الصوم المُعَيّن

هذا هو الصوم الذي حُدد له وقت معين. ويتمثل التعيين في شكلين:

  • التعيين الإلهي: وهو الصوم الذي حدده الله تعالى مثل صوم شهر رمضان وصوم التطوع.
  • التعيين الشخصي: وهو الصوم الذي يُحدد فيه الشخص وقته مثل صوم النذر في وقت معين.

صوم الدين

يشير صوم الدين إلى الصوم الذي لا يتم تحديد وقت معين لأدائه، مثل قضاء صيام رمضان وكفارات مثل كفارة القتل والظّهار وكفارة اليمين وكفارة الإفطار في رمضان، فضلاً عن صوم اليمين الذي يُفترض فيه شخص حلف على صوم أسبوع. كما يشمل صوم النذر غير المقيّد بوقت وصوم المتمتّع بالحج في حال عدم ذبح الهدي، أو صيام التعويض عن ارتكاب محظور أثناء الإحرام في الحج أو العمرة.

للمزيد من المعلومات حول صوم الدين، يُمكن الاطلاع على المقالات التالية:

  • ((كيفية قضاء الصيام)).
  • ((ما هي فدية الصيام)).
  • ((كم مقدار كفارة الصيام)).

من حيث الحكم التكليفي

تنقسم أنواع الصيام وفقاً للحكم التكليفي إلى أربعة أقسام، بحيث تكون الأمور المتعلقة بكل قسم إما واجبة أو مستحبة أو مكروهة، وقد تكون محرمة في حالات معينة. وفيما يلي تفصيل هذه الأقسام.

الصوم المفروض

الصوم المفروض هو الواجب، ويتضمن صوم رمضان وقضائها، ونذر وكفارات. وينقسم إلى نوعين:

  • ما ينبغي فيه التتابع: وهو الصوم الذي يتطلب استمرار الأيام مثل صوم رمضان، وذلك بناءً على قول الله تعالى: “شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ… فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ”. إذ أن أيام الشهر مرتبطة ببعضها، من ثم يجب تتابع أيام صوم رمضان، كما يتطلب الأمر تتابع الصيام في كفارات القتل غير المتعمد والجماع في نهار رمضان والنذور المحددة.

للمزيد عن صيام رمضان والصيام المتتابع، يمكنك الاطلاع على المقالات التالية:
((ما معنى صوم رمضان)).
((صيام شهرين متتابعين)).

  • ما لا يجب فيه التتابع: وهو ما يجب صيامه بصورة متفرقة، مثل قضاء رمضان، حيث ليس من الضروري التتابع وفقاً لجمهور الفقهاء، وذلك استناداً لقول الله تعالى: “وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ”. ويراعى استحباب التتابع لتسهيل قضاء الفرض، وطبيعة الحج وكفارات الحلق وجزاء الصيد في حال الإحرام.

الصوم المندوب

يشير إلى الصوم الذي وردت النصوص باستحبابه. ومن أنواعه:

  • صيام نبي الله داود عليه السلام، حيث كان يصوم يوماً ويفطر الذي يليه.
  • صيام يوم عاشوراء، حيث يُكفّر ذنوب السنة السابقة، ويتفضل أن يُسبق بيوم التاسع.

للمزيد من التفاصيل حول صيام يوم عاشوراء، يمكن الاطلاع على المقالة: ((ما هو صيام عاشوراء)).
وللمزيد عن صيام شهر محرم، تحقق من المقالة: ((صيام شهر محرم)).

  • صيام ستة أيام من شهر شوال؛ حيث ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: “مَن صامَ رَمَضانَ ثُمَّ أتْبَعَهُ سِتًّا مِن شَوَّالٍ، كانَ كَصِيامِ الدَّهْرِ”.

للمزيد من التفاصيل حول صيام الست من شوال يمكنك الاطلاع على المقالة: ((صيام ستة من شوال)).

  • صيام الأيام التسع الأولى من شهر ذي الحجة، وأفضلها يوم عرفة.

للمزيد حول صيام العشر الأوائل من ذي الحجة راجع المقالة: ((فضل صيام العشر الأوائل من ذي الحجة)).
ولتصحيح ما يخص صيام يوم عرفة، استعرض المقالة: ((ما هو فضل صيام يوم عرفة)).

  • الصيام في ثلاثة أيام من كل شهر، كما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: “أَوْصَانِي خَلِيلِي بثَلَاثٍ…صَوْمِ ثَلَاثَةِ أيَّامٍ مِن كُلِّ شَهْرٍ”.

للمزيد من التفاصيل حول صيام ثلاثة أيام من كل شهر، تحقق من المقالة: ((فضل صيام ثلاثة أيام من كل شهر)).

  • صيام أيام من أول شهر شعبان، حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يُكثر من الصيام فيه.

للمزيد حول صيام شعبان، يمكنك مراجعة المقالات التالية:
((الصيام في شهر شعبان)).
((فضل صيام شعبان)).

  • الصيام في سبيل الله؛ فالشخص الذي يصوم يوماً قربة لله يُؤمن بوقايته من عذاب النار.

للمزيد من التفاصيل حول الصيام في سبيل الله، يُمكن الاطلاع على المقالة: ((صيام يوم في سبيل الله)).

للمزيد من المعلومات حول صيام النفل والتطوع، تحقق من المقالات التالية:

  • ((تعريف صوم التطوع)).
  • ((فضل صيام التطوع)).

الصوم المكروه

يوجد عدد من النصوص التي تشير إلى كراهية تخصيص أيام معينة بالصوم أو مواصلة الصيام. وفيما يلي تفاصيل هذه الأيام.

إفراد يوم الجمعة بالصيام

ذهب جمهور الفقهاء إلى كراهة إفراد يوم الجمعة بالصيام؛ فهناك نصوص تنص على أنه يوم عيد، عدا عن أن الفقهاء لفهموا بعض الأحاديث كتحذير لمن يفرد هذا اليوم بالصيام. ومع ذلك، عند المالكية، فإن تخصص يوم الجمعة بالصيام ليس مكروها إذا تم صيام يوم قبله أو بعده.

للمزيد من التفاصيل حول صيام يوم الجمعة ويوم السبت، يمكن الاطلاع على المقالة: ((صيام يوم الجمعة والسبت)).

تخصيص يوم السبت أو الأحد بالصيام

اتفقت كلمة الفقهاء على كراهية إفراد يوم السبت بالصيام، إلا إذا توافق مع يوم مشهود، لتفادي التشبه باليهود. نفس الأمر ينطبق على يوم الأحد، حيث يُستحب صيام يوم قبله أو بعده للتخلص من الكراهية.

إفراد يوم النيروز والمهرجان بالصيام

يُعد يومي النيروز والمهرجان أعياداً للفرس، لذا يُكره تخصيصهما بالصيام كتفادٍ لما يسبب توافقهم في عيدهم.

صوم الوصال وصيام الدهر

تتعلق الكراهية هنا على حالتين:

  • صيام الوصال: يشير إلى الاستمرار في الصيام بعد غروب الشمس، وقد أكدت آراء الفقهاء أنه مكروه.
  • صيام الدهر: يشير إلى الصيام طوال العام مع استثناء الأيام المحرمة، وهو أيضاً مكروه خوفاً من تأثر الشخص سلباً في الالتزامات الدينية والواجبات.

الصوم المحرّم

ما يُحرّم صومه

تحظر الشريعة الإسلامية صيام يوم عيد الفطر والأضحى. كما يُمنع صيام أيام التشريق ولا يجوز للمرأة أن تصوم تطوعاً بدون إذن زوجها، ويُحظر الصوم في حال فقدان الصحة.

حكم صيام يوم الشك

تفصيل اختلاف علماء الأمة حول صيام يوم الشك جاءت كما يلي:

  • قول الحنفية: يؤكدون كراهية صيام يوم الشك.
  • المالكية: يعبرون عن الكراهية أيضاً إلا إن جاء تواؤم مع عادة المسلم.
  • الشافعية: يعتبرونه محرماً ما لم يكن موافقاً لعادات المسلم.
  • الحنابلة: يرون في وجوب صيام يوم الشك إذا تسببت عدالة في رؤية الهلال بالغمام.

تعريف الصوم

يتعلق مفهوم الصوم في اللغة بالجذر اللغوي “صَوَمَ”، الذي يدل على الإمساك. أما اصطلاحاً، فإن الصوم هو الإمساك عن المفطّرات من الفجر حتى غروب الشمس، مصحوباً بالنية.

للمزيد من التفاصيل حول تعريف الصيام، يمكن الاطلاع على المقالة: ((تعريف الصيام لغة واصطلاحاً)).

أركان الصيام

يتكون الصيام من ركنين أساسيين: الإمساك والامتناع عن المفطرات، وتستمر هذه العملية من الفجر إلى غروب الشمس. أما الركن الثاني فهو النية، التي لا بدّ من استحضارها قبل الفجر.

للحصول على مزيد من المعلومات حول أركان الصيام، يرجى مراجعة المقالة: ((ما هي أركان الصيام)).

شروط وجوب الصيام

هناك شروط يجب تأكيدها قبل أن يكون الصيام واجباً على المسلم، ومن أهمها:

  • الإسلام.
  • البلوغ.
  • العقل.
  • القدرة على الصيام، والتي تشمل:
    • الشيخوخة.
    • المرض.
    • الحمل والإرضاع.
    • السفر.

للتفاصيل، يمكن مراجعة المقالة: ((ما هي شروط الصيام)).

مفسدات الصيام

تتضمن مفسدات الصوم الأمور التالية:

  • الجماع.
  • الأكل والشرب عمدًا.
  • الإبر المغذية.
  • إنزال المني بفعل مختار.
  • القيء المتعمد.
  • الحيض والنفاس.

للمزيد من المعلومات عن مفسدات الصيام، يُمكنكم الإطلاع على المقالات التالية:

  • ((ما هي مبطلات الصيام في شهر رمضان)).
  • ((ما هي مفطرات الصائم)).

آداب وسنن الصيام

توجد آداب وسنن يجب على الصائم الالتزام بها، مثل تأخير السحور وتعجيل الإفطار، وبدء الإفطار بما كان يفطر عليه النبي صلى الله عليه وسلم. يُستحب أيضاً الإكثار من النوافل وأعمال الخير، ولا سيما في العشر الأواخر من رمضان.

الحكمة من الصوم

تكمن الحكمة في الصيام في كونه وسيلة للتقرب إلى الله، بالإضافة إلى كونه سبيلاً لتهذيب النفس وكسر الشهوات. يساهم الصيام في تعزيز الأخلاق وتنمية التعاطف.

للمزيد حول أثر الصيام، يمكن الاطلاع على المقال: ((أثر الصيام على سلوك المسلم)).

فضائل الصيام

تمتاز فضائل الصيام بعظمة الأجر والثواب حيث إن الله وحده هو من يجزى الصائمين. كما أن للصائم فرحتين: فرحة الإفطار وفرحة اللقاء مع الله.

للمزيد من المعلومات حول فضائل الصيام، يمكنك الاطلاع على المقالة: ((فضل الصيام)).

وللحصول على مزيد من التفاصيل بخصوص الصيام وأحكامه، يرجى مراجعة المقالات التالية:

  • ((مفهوم فقه الصيام)).
  • ((ما هي احكام الصيام)).