أنماط الكوميديا في المسرح
تتسم أنواع الكوميديا المسرحية بتنوعها وغناها، ومن أبرز هذه الأنماط ما يلي:
الكوميديا السوداء
يركز هذا النوع من الكوميديا على معالجة مواضيع مؤلمة مثل الموت والمرض. تعتبر هذه الموضوعات حساسة وجادة، لذا يتم تناولها بطريقة كوميدية حيث يسهم الضحك في تخفيف التوتر وآلام الأفكار المرتبطة بها. يشير النقاد الأدبيون إلى أن الكوميديا السوداء تعود جذورها إلى العصور اليونانية القديمة، ويعتقد بعض علماء الاجتماع أنها تلعب دوراً إيجابياً في رفع معنويات المظلومين.
الكوميديا الهزلية
تُعتبر هذه الكوميديا جزءاً من الأنماط الدرامية التي تركز على شخصية أو أكثر، تتميز هذه الشخصيات بصفاتها الهزلية الواضحة والتي تؤثر على تصرفاتهم ورغباتهم. اشتهر هذا النوع في أواخر القرن السادس عشر، ثم تم دمجه لاحقاً مع كوميديا الأخلاق.
الكوميديا الأخلاقية
تنتمي هذه الكوميديا إلى نوع السخرية الواقعية الذي انتشر في الأدب الإنجليزي بين عامي 1660 و1710. تتناول موضوعات التعليق على الأخلاق والتقاليد الاجتماعية، وغالباً ما تركز على المجتمعات المعقدة من طبقة النخبة. تتميز الحبكة في هذا النوع بأنها ثانوية أمام الحوار الذكي الذي يسخر من المجتمع. تعتبر أعمال موليير من أبرز هذه الكوميديا، مثل مسرحية (مدرسة الزوجات) التي تنتقد نفاق النظام الحاكم في فرنسا آنذاك.
الكوميديا الرومانسية
تتركز هذه الكوميديا على المشاعر، خصوصاً الحب والعلاقات بين الشخصيات الرئيسية. كما تعكس الصعوبات والتحديات التي تواجه الأبطال، وتتطور القصة لتظهر كيفية تخطي الشخصيات لهذه التحديات، وعادةً ما تنتهي النهاية بسعادة لجميع الأطراف. يشمل المشهد الأخير احتفالاً أو وليمة تستمتع بها الشخصيات. يعود أصل هذا النوع إلى عهد الملكة إليزابيث، ومن أبرز الكتّاب الذين اعتمدوا هذا الأسلوب هو ويليام شكسبير، خاصة في مسرحيته (كما يحلو لك).
الكوميديا الشعرية
برزت هذه الكوميديا في القرنين السابع والثامن عشر، وتركز على التحديات والتجارب التي تمر بها شخصيات من الطبقة الوسطى وسبل تجاوزها. رغم أن قصتها عادةً ما تكون سعيدة، فإن الهدف منها هو إظهار مشاعر الجمهور بدلاً من إثارة ضحكهم. تبرز الكوميديا الشعرية فكرة أن الطبيعة الإنسانية تميل إلى الفضيلة، لكن يمكن أن تتعرض للتضليل من خلال النماذج السيئة، ومع ذلك، يمكن العودة إلى المسار الصحيح من خلال مشاعر النبل.
الكوميديا التراجيدية
يجمع هذا النوع بين عناصر التراجيديا والفكاهة بصورة متقنة، حيث تنتهي القصة بطريقة مفاجئة وعادةً ما تكون نهاية سعيدة. يتناول هذا النمط الأحداث المأساوية التي تشبه واقع الحياة. تعتبر مسرحية (تاجر البندقية) لوليام شكسبير من أبرز أمثلة هذه الكوميديا.