أنواع الكفاءة الذاتية وتفسيرها

أنواع الكفاءة الذاتية

تستند نظرية الفعالية الذاتية لباندورا على الفكرة القائلة بأن الأفراد يميلون إلى المشاركة في الأنشطة بناءً على مستوى إيمانهم بكفاءتهم في تلك الأنشطة. ومن المهم إدراك أن مفهوم الكفاءة الذاتية يعتمد على أربعة مصادر رئيسة، والتي سنوضحها فيما يلي:

إنجازات الأداء

يمكن تعريف إنجازات الأداء على أنها التقييمات الذاتية التي تعكس إنجازات الأفراد ونجاحاتهم السابقة. حيث تؤدي النجاحات المتكررة إلى ارتفاع توقعاتهم للقدرة على تحقيق الإنجازات، على عكس الفشل المتكرر الذي يؤدي إلى تقليل تلك التوقعات.

التجربة غير المباشرة

يتعلق هذا المصدر بمراقبة الآخرين وهم يؤدون المهام المطلوبة بنجاح وكفاءة، وغالبًا ما يُطلق على هذه العملية اسم النمذجة. يمكن أن تعزز هذه المشاهدة توقعات المراقبين بشأن قدرتهم على تحسين أدائهم من خلال التعلم من التجارب التي يشاهدونها.

الإقناع الاجتماعي

يُشير الإقناع الاجتماعي إلى الأنشطة التي تهدف إلى توجيه الأفراد، من خلال التشجيع والاعتقاد في قدرتهم على التعامل بنجاح مع المهام المحددة. يُعتبر التدريب وتقديم التغذية الراجعة حول الأداء من أبرز أشكال هذا الإقناع.

الحالات الفسيولوجية والعاطفية

تؤثر الأحوال الفسيولوجية أو العاطفية للفرد بشكل كبير على تصوراته حول الكفاءة الذاتية فيما يتعلق بمهام معينة. على سبيل المثال، قد تؤدي المشاعر السلبية، مثل القلق، إلى أحكام سلبية حول قدرة الشخص على إتمام المهام المطلوبة.

أمثلة على الكفاءة الذاتية

من السهل التعرف على الأفراد ذوي الكفاءة الذاتية العالية، حيث يُعرف عنهم أنهم يحققون مستويات أعلى من الإنجاز والنجاح مقارنة بالآخرين. يمكن أن تتجلى الكفاءة الذاتية العالية في مجموعة من السلوكيات، ومنها:

  1. طالبة ليست بارعة في مادة معينة، ولكن لديها إيمان قوي بقدرتها على تعلمها بفاعلية.
  2. رجل مر بتجارب سلبية في العلاقات، لكنه يحتفظ بنظرة إيجابية حول قدرته على التواصل في علاقاته الجديدة، دون الخوف من الفشل.
  3. أم حامل تشعر بالقلق حيال رعاية طفلها، لكنها تؤمن بأن لديها ما يلزم لتحقيق النجاح.

كيفية قياس الكفاءة الذاتية

يمكن قياس الكفاءة الذاتية، حيث يقترح الباحثون وجود مقاييس مخصصة لأنواع الكفاءة الذاتية التي يرغبون في دراستها. هناك العديد من أدوات القياس المتاحة لقياس أنواع معينة من الكفاءة الذاتية. فيما يلي ثلاثة من أكثر المقاييس شعبية:

مقياس الكفاءة الذاتية العام المعمم (GSE)

يُعتبر هذا المقياس الأكثر استخدامًا لقياس الكفاءة الذاتية منذ عام 1995، وقد تم الاستشهاد به في العديد من المقالات العلمية. تم تطويره بواسطة الباحثين (Schwarzer and Jerusalem)، ويتضمن 10 عناصر تُقيّم على مقياس من 1 (غير صحيح على الإطلاق) إلى 4 (صحيح تمامًا).

مقياس الكفاءة الذاتية العام الجديد (NGSE)

تم تطوير هذا المقياس بواسطة Chen و Gully و Eden في عام 2001، وهو يقوم بتحسين المقياس الأصلي للكفاءة الذاتية العامة الذي يحتوي على 17 عنصرًا، والذي تم تطويره من قبل Sherer وزملائه في عام 1982. هذا المقياس يتألف من 8 عناصر فقط، تُقيّم على مقياس من 1 (لا أوافق بشدة) إلى 5 (أوافق بشدة).

استبيان الكفاءة الذاتية

طور هذا الاستبيان في عام 2015 بواسطة Research Collaboration، وهي منظمة تتبع مركز جامعة كانساس لأبحاث التعلم، وهدفها هو تحسين التعليم للطلاب وتنمية المهارات المهنية للمعلمين. يتكون الاستبيان من 13 عنصرًا يُقيّم على مقياس من 1 إلى 5، وقد تم تصميمه مع الأخذ بعين الاعتبار احتياجات الطلاب والمعلمين، مما يجعله مركزًا على تعلم الكفاءة الذاتية بشكل خاص.