أنواع أكياس المبيض
تنقسم أكياس المبيض (بالإنجليزية: Ovarian cysts) إلى نوعين رئيسيين، وهما:
- الأكياس الوظيفية: تُعتبر الأكثر شيوعًا، حيث تنشأ كجزء طبيعي من الدورة الشهرية. هذه الأكياس عادةً ما تكون قصيرة العمر ولاتسبب أذى.
- الأكياس المرضية: هي أقل شيوعًا، وغالباً ما تنشأ نتيجة نمو غير طبيعي للخلايا.
الأكياس الوظيفية
خلال كل شهر، يتكون جريب مبيضي (بالإنجليزية: Ovarian follicle) بشكل طبيعي، وهو عبارة عن كيس ينتج هرموني الاستروجين والبروجستيرون ويقوم بإطلاق البويضة عند حدوث الإباضة. إذا استمر الجريب في النمو طوال الشهر ولم يتمزق، فقد تتشكل الأكياس الوظيفية، والتي غالباً ما تكون صغيرة وغير سرطانية، حيث يصل قطر معظمها إلى أقل من 1.5 سنتيمتر، وبعضها يمكن أن يصل إلى 5 سنتيمترات أو أكثر. غالبًا ما لا تُظهر هذه الأكياس أي أعراض، وإذا ظهرت، فغالبًا ما تكون خفيفة وتختفي خلال فترة تتراوح من شهر إلى ثلاثة أشهر. لكن إذا تسببت في ألم شديد أو لم تختف، قد يكون من الضروري إزالتها. باعتبارها مفرطة في إنتاج الهرمونات، يمكن أن تؤدي هذه الأكياس إلى تأخر أو عدم انتظام الدورة الشهرية.
تتكون هذه الأكياس عادةً لدى النساء في سن الإنجاب، أي عندما يكون لديهن دورات شهرية منتظمة. تمتلئ الأكياس الوظيفية عادةً بسوائل صافية، لكن بعضها، المعروف بأكياس الجسم الأصفر النزفية (بالإنجليزية: Hemorrhagic Corpus Luteum)، قد يحتوي على دم. هذه الأكياس تتلاشى عادة من تلقاء نفسها، ويمكن أن تظهر الأكياس الوظيفية أيضًا في مراحل قبل بدء الدورة أو عند استخدام الأدوية التي تمنع الإباضة. وهناك نوعان رئيسيان للأكياس الوظيفية.
الأكياس الجريبية
في منتصف الدورة الشهرية، يطلق الجريب المبيضي البويضة وتنتقل إلى إحدى قناتي فالوب (بالإنجليزية: Fallopian tube)، وإذا لم يتمزق الجريب ويستمر في النمو، فستبدأ الأكياس الجريبية بالتشكل، وغالبًا ما يظهر كيس واحد فقط. من المهم ملاحظة أن تمزق هذه الأكياس قد يسبب ما يُعرف بألم الإباضة (بالإنجليزية: Mittelschmerz)، وهو ألم حاد يمتد إلى منطقة المبيض ويحدث في وسط الدورة الشهرية. بعض النساء اللواتي يعانين من الأكياس الجريبية قد يشعرن بألم، ويُذكر أنها أكثر شيوعًا بين النساء اللاتي يتلقين علاجًا لضعف الخصوبة.
أكياس الجسم الأصفر
يتكون الجسم الأصفر بعد تمزق الجريب وإطلاق البويضة. الجزء الفارغ من الجريب ينكمش ليشكل الكتلة المسماة الجسم الأصفر، التي تعمل على إنتاج الهرمونات استعدادًا للدورة الشهرية القادمة. إذا لم يحدث الحمل، فإن هذا الجسم يتحطم ويختفي عادة. ومع ذلك، في بعض الحالات، قد لا ينكمش بل يُعيد بناء نفسه محدثًا أكياس الجسم الأصفر (بالإنجليزية: Corpus luteum cyst)، والتي غالباً ما تكون موجودة في جانب واحد فقط من الجسم. على العموم، لا تُظهر هذه الأكياس أعراضًا، ولكن في بعض الأحيان قد تتسبب في ألم حاد في جانب واحد من البطن، أو نزيف، أو حتى التواء المبيض. وهذه الأكياس غالبًا ما تختفي من تلقاء نفسها خلال أسابيع، ولكن في بعض الحالات، قد تصل أحجامها إلى حوالي 10 سنتيمترات. كما أن استخدام بعض الأدوية المنشطة للإباضة يمكن أن يزيد من خطر تكوّن أكياس الجسم الأصفر.
الأكياس المرضية
تتضمن الأكياس المرضية أنواعًا متعددة، بما في ذلك: الورم الغدي الكيسي المبيضي، والورم البطاني الرحمي، والكيسة الجلدانية، بالإضافة إلى الأكياس الناتجة عن متلازمة تكيس المبايض. تُشخص هذه الأكياس بدقة بعد إزالتها، حيث يُجري الأطباء فحوصات للأنسجة المرتبطة بالأمراض. يعتمد تحديد طبيعة الأكياس على التاريخ الصحي للمرأة والصور التي تم إجراؤها بالموجات فوق الصوتية.
من المهم ملاحظة أن هناك أنواعًا أخرى من الأكياس المرضية تنشأ نتيجة النمو الزائد لأجزاء من المبيض بشكل غير طبيعي. قد تشمل هذه الأكياس فرط نمو الخلايا السطحية للمبيض، أو الخلايا المحيطة بالبويضات، أو خلايا البويضات نفسها. رغم أن معظم هذه الأكياس تكون حميدة وغير سرطانية، فإنه قد تظهر بعض الصفات المرتبطة بالسرطان في بعض الحالات، مما يتطلب حذرًا ورعاية طبية.
الكيسة الجلدانية
تعتبر الكيسة الجلدانية (بالإنجليزية: Dermoid cysts) من أكثر أنواع الأكياس المرضية شيوعًا لدى النساء تحت سن الثلاثين. تميل هذه الأكياس للنمو في النساء الشابات وغالبًا ما توجد في العائلات. تتكون الكيسة الجلدانية عند الولادة وعادةً ما تحتوي على مكونات غير عادية، مثل الشعر، وعناصر عظمية أو سنية، وأنسجة دهنية. يعود احتواؤها على هذه المكونات إلى نشوئها من خلايا تشكل البويضة، مما يجعل هذه الخلايا قادرة على التحول إلى أنواع مختلفة من الأنسجة. معظم الكيسات الجلدانية تكون حميدة ونادراً ما تكون سرطانية، لكنها تنمو ببطء وغالبًا لا تسبب الألم إلا إذا تمزقت. يمكن أن تصل هذه الأكياس لقطر حوالي 15 سنتيمترًا، والكيسات غير المعقدة عادةً لا تسبب أعراض، ويتم اكتشافها بشكل عرضي، ويمكن إزالتها جراحيًا.
ينبغي الإشارة إلى أن الكيسة الجلدانية تعرف أحيانًا باسم الورم المسخي (بالإنجليزية: Teratoma). الورم المسخي والورم الغدي الكيسي المبيضي (الذي سيتم التطرق إليه لاحقًا) قد يؤديان إلى خروج المبيض من موضعه عند نموهما بشكل كبير، ما يزيد من احتمال حدوث التواء مؤلم في المبيض، المعروف بلي المبيض (بالإنجليزية: Ovarian torsion)، مما يسبب انخفاض أو انقطاع تدفق الدم إلى المبيض.
الورم الغدي الكيسي المبيضي
الورم الغدي الكيسي المبيضي (بالإنجليزية: Ovarian cystadenoma) أكثر شيوعًا لدى النساء فوق الأربعين. ينشأ هذا الورم من الخلايا التي تغطي السطح الخارجي للمبيض بدلاً من النمو داخله، ويتصل عادة بالمبيض عن طريق ساق. وبما أنه يقع خارج المبيض، يمكنه أن ينمو بشكل كبير. نادراً ما يكون هذا الورم سرطانيًا، ولكنه يتطلب عادة عملية جراحية لإزالته. ويمكن أن يأتي هذا الورم في أنواع مختلفة، مثل الأنواع المملوءة بسائل رقيق المعروف باسم الورم الغدي الكيسي المصلي (بالإنجليزية: Serous cystadenoma)، أو الأنواع المملوءة بسائل سميك مثل المخاط التي تعرف بالورم الغدي الكيسي الموسيني (بالإنجليزية: Mucinous cystadenoma).
الورم البطاني الرحمي
يحدث هذا النوع من الأكياس لدى النساء المصابات بالانتباذ البطاني الرحمي (بالإنجليزية: Endometriosis)، وهي حالة تتمثل في وجود نسيج يبطّن الرحم خارج الرحم. تكون هذه الأكياس غالبًا حميدة وتحتوي في بعض الأحيان على دم، ويمكن أن يتكون كيس واحد أو أكثر، ويُطلق عليها أيضًا أكياس الشوكولاتة عندما يكون الدم داخلها قديماً ولذلك يبدو كالشوكولاتة.
متلازمة تكيس المبايض
تحدث متلازمة تكيس المبايض (بالإنجليزية: Polycystic ovary syndrome) عندما تتكون العديد من الأكياس الصغيرة الحميدة بشكل عقد داخل المبيض، وينشأ ذلك من البويضات التي تنضج داخل الجريب المبيضي. مع استمرار الدورة الشهرية، يستمر نمو الجريب، مما يؤدي إلى تكوين المزيد من الأكياس. تتعلق مشكلة تكوين هذه الأكياس بحدوث عدم توازن هرموني، وعادةً ما تواجه النساء المصابات بهذه الأكياس عدم انتظام في الدورة الشهرية أو ضعف الخصوبة. وغالبًا ما تصاحب هذه المتلازمة مشاكل مثل زيادة شعر الجسم، السمنة، حب الشباب، وضعف الخصوبة، ومشاكل في الدورة الشهرية، بالإضافة إلى ارتباطها بالتاريخ العائلي لمرض السكري.
الخراج
يمكن أن تؤدي الإصابة بعدوى شديدة في منطقة الحوض، مثل الكلاميديا (بالإنجليزية: Chlamydia)، إلى انتشار العدوى إلى المبايض وقنوات فالوب، مما ينتج عنه تكوين أكياس مملوءة بالقيح (بالإنجليزية: Pus) بالقرب من المبايض أو قنوات فالوب.
الأكياس الخبيثة أو السرطانية
تعتبر الأكياس الخبيثة أو السرطانية نادرة، لكنها تزداد شيوعًا لدى النساء المسنات. تميل أكياس المبيض التي تتكون لدى النساء بعد سن اليأس -أي بعد انقطاع الدورة الشهرية- إلى أن تكون سرطانية بمقارنة مع الأكياس التي تظهر لدى النساء الأصغر سنًا. فعادةً ما تعتبر الأكياس السرطانية نوعًا من سرطان المبيض (بالإنجليزية: Ovarian cancer)، لذا من المهم مراجعة الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة، على الرغم من أن معظم أكياس المبيض غير سرطانية.
أكياس المبيض أثناء الحمل
يتم اكتشاف أكياس المبيض التي تتكون أثناء الحمل في الثلث الأول، وغالبًا ما تكون هذه الأكياس من النوع الوظيفي وتزول من تلقاء نفسها قبل الولادة.