أنواع المبتدأ
المبتدأ يُعرف بأنه الاسم الذي يظهر في بداية الجملة دون أن يسبقه عامل لفظي، أي ليس هناك ما ينطق قبله. يُعتبر المبتدأ مسندًا إليه، بينما يُعتبر الخبر مسندًا. هذا يعنى أن المبتدأ يجب أن يرافقه خبر يكمل معناه؛ إذ أنه دون الخبر، يصبح المبتدأ غير مكتمل. الجملة التي تتكون من المبتدأ والخبر تُسمى جملة اسمية، ويكون المبتدأ دائمًا مرفوعًا.
ينبغي أن يكون المبتدأ غالبًا معرفًا وليس نكرة، وذلك لأن النكرة تكون غير معروفة، والحكم على مجهول لا يعطي المعنى الكامل للجملة. على سبيل المثال، إذا بدأنا بجملة مثل “شابّ طيّب”، فلن نستفيد منها، لأن الفكرة يمكن أن تشمل العديد من الشبان الطيبين. لذا، يوجب علماء النحو أن يكون الابتداء بالمعرفة. مع ذلك، في حالات معينة يمكن استخدام نكرة كالمبتدأ، كما هو موضح أدناه.
الاسم الظاهر
المبتدأ قد يأتي على شكل اسم ظاهر أو صريح، والذي يظهر بصيغ المفرد، المثنى، أو الجمع المذكر والمؤنث. يتم إعراب المبتدأ حسب نوع الاسم الذي يظهر به: إذا كان مفردًا يُرفع بالضمة، إذا كان مثنى يُرفع بالألف، وإذا كان جمعًا يُرفع بالواو. ومن الأسماء الستة، يكون أيضًا مرفوعًا بالواو. تجدر الإشارة إلى أن المبتدأ يمكن أن يأتي مجرورًا لفظاً، ومرفوعًا محلًا، وذلك في حالة تقدمه بأحرف زائدة مثل “من، الباء، رُبّ”. وفيما يلي بعض الأمثلة:
- الله ربنا.
- “الله”: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
- “ربنا”: خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، والضمير المتصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه.
- الطالبان مجتهدان.
- “الطالبان”: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الألف لأنه مثنى.
- “مجتهدان”: خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الألف لأنه مثنى.
- المسلمون يؤدون الحج.
- “المسلمون”: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم.
- “يؤدون”: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة، والواو ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.
- “الحج”: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، والجملة الفعلية في محل رفع خبر مبتدأ.
الضمير
من بين الأنواع التي يمكن أن يأتي بها المبتدأ هو الضمير المنفصل، حيث أن الضمير المتصل لا يمكن أن يكون مبتدأً لأنه يتصل بعامل لفظي سابق. الضمير المنفصل يكون مستقلًا، مثل “أنا، نحن” للمتكلم، “أنتَ، أنتِ، أنتما، أنتم، أنتن” للمخاطب، و”هو، هي، هما، هم، هن” للغائب. إذا جاء الضمير المنفصل في بداية الجملة، فإنه يُعرب كمبتدأ.
- أنا كاتب مجتهد.
- “أنا”: ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
- “كاتب”: خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
- “مجتهد”: صفة للكاتب مرفوعة وعلامة رفعها الضمة الظاهرة على آخرها.
- أنتِ فتاة تخافين الله.
- “أنت”: ضمير منفصل مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ.
- “فتاة”: خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
- “تخافين”: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة، والياء ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.
- “الله”: لفظ الجلالة مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، والجملة الفعلية في محل رفع صفة للفتاة.
- هما رجلان ذكيان.
- “هما”: ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
- “رجلان”: خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الألف لأنه مثنى.
- “ذكيان”: صفة للرجلين منصوبة وعلامة نصبها الألف لأنها مثنى.
المصدر المؤول
المصدر المؤول يُعرف بأنه تركيب يتكون من حرف مصدري يتبعه جملة اسمية أو فعلية. يتم استخراج المبتدأ من التركيب المتمثل بالحرف المصدري والفعل المضارع. على سبيل المثال، في قول الله عز وجل {وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ}، نجد أن المصدر المؤول يتكون من الحرف المصدري والفعل المضارع ويُعرب في محل رفع كمبتدأ. التقدير هو “صيامُكم خير”. وهذا النوع شائع في اللغة العربية الكلاسيكية، من الأمثلة على ذلك:
- {وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ}
- “وأن”: الواو استئنافية، “أن”: حرف مصدري ناصب مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
- “تصوموا”: فعل مضارع منصوب بالحرف المصدري وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة، والواو ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل، والمصدر المؤول في محل رفع مبتدأ.
- “خير”: خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
- “لكم”: اللام حرف جر مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، والكاف ضمير متصل مبني على الضم في محل جر اسم مجرور، والميم للجمع.
- أن تعمل بجد خير ورزق.
- “أن”: حرف مصدري ناصب مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
- “تعمل”: فعل مضارع منصوب بالحرف المصدري وعلامة نصبه الفتحة، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت، والمصدر المؤول في محل رفع مبتدأ والتقدير هو “عملك”.
- “بجد”: الباء حرف جر مبني على الكسر لا محل له من الإعراب، “جد”: اسم مجرور بحرف الجر وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
- “خير”: خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
- “ورزق”: الواو حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، “رزق”: اسم معطوف على “خير” مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
تمارين حول أنواع المبتدأ
- أخوك رجل طيب.
- “أخوك”: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه من الأسماء الستة، والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه.
- “رجل”: خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
- “طيب”: نعت مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
- أنتم رجال الحق.
- “أنتم”: ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
- “رجال”: خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
- “الحق”: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
- أن تساعد أمك شرف لك.
- “أن”: حرف مصدري ناصب مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
- “تساعد”: فعل مضارع منصوب بالحرف المصدري وعلامة نصبه الفتحة، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت، والمصدر المؤول في محل رفع مبتدأ والتقدير مساعدتك.
- “أمك”: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه.
- “شرف”: خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
- “لك”: اللام حرف جر مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، والكاف ضمير متصل مبني على السكون في محل جر اسم مجرور.
- هذان رجلان مؤدبان.
- “هذان”: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الألف لأنه مثنى.
- “رجلان”: خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الألف لأنه مثنى.
- “مؤدبان”: صفة مرفوعة وعلامة رفعها الألف لأنها مثنى.
من خلال ما تقدم، يتضح أن المبتدأ يظهر في بداية الجملة دون أن يسبقه أي عامل، ويكون دائمًا مرفوعًا، ويحتاج إلى الخبر الذي يوضح ويكمل معناه، حيث إن عدم وجود الخبر يجعل الجملة بلا معنى.