أنواع المفعول به في اللغة العربية

أنواع المفعول به

يتم تقسيم المفعول به إلى نوعين رئيسيين، هما: المفعول به الصريح والمفعول به غير الصريح، وسنستعرض تفاصيل كل منهما فيما يلي:

المفعول به الصريح

المفعول به يأتي على هيئة اسم صريح، أي هو الاسم الذي يتلقى الفعل بشكل مباشر، مثل: “حرثَ الفلاحُ الأرضَ”. ويتخذ المفعول به الصريح عدة أشكال، من بينها:

  • اسم صريح: مثل “قطف المزارع الزهر”، حيث “الزهر” هو المفعول به المنصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
  • ضمير متصل: كمثال “أكرمني المعلمُ”، حيث “الياء” تُعتبر ضميراً متصلاً مبنياً على السكون في محل نصب مفعول به.
  • ضمير منفصل: كما في “إياكم يحب الطلبة”، حيث “إيا” تمثل ضميراً منفصلاً مبنياً على السكون في محل نصب مفعول به متقدم.

يظهر المفعول به في الجمل بصيغ متعددة، وهذه الصيغ تشمل:

  • مع الفعل المتصرف، مثل “يساعد الغنيّ المحتاجين”، حيث “المحتاجين” هو المفعول به المنصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم.
  • مع الفعل الجامد، كما في “هلُمَّ شُهَداءَكُمُ”، فـ “شهداء” مفعول به منصوب للفعل الجامد “هلُمّ”.
  • مع المصدر، مثال: “إعدادُك الدرس مفيدٌ”، حيث “الدرس” مفعول به منصوب للمصدر “إعداد”.
  • مع اسم الفاعل، مثل “هذا السارق المال”، فـ “المال” مفعول به منصوب لاسم الفاعل “السارق”.
  • مع اسم المفعول، كما في “أقبل طالبٌ ممنوح جائزةً”، حيث “جائزةً” مفعول به منصوب لاسم المفعول “ممنوح”.
  • مع اسم الفعل، مثل “دونك الكتاب”، حيث “الكتاب” مفعول به منصوب لاسم الفعل “دون”.

المفعول به غير الصريح

المفعول به غير الصريح هو المفعول الذي يتلقى الفعل عن طريق حروف الجر. في هذه الحالة، هو مُجرور لفظاً ولكنه ينصب محلاً، مثل: “ذهبتُ بعمرو”، حيث يأتي المفعول به في محل نصب على اعتبار أن المعنى يشير إلى “أذهبته”. قد يُحذف حرف الجر ويُنصب الاسم الذي يتبعه عند اعتباره مفعولاً به، وهذه الحالة تُعرف بـ “نزع الخافض”، كما في: “سررت أن الناشئ راغب في العلم”، حيث الأصل هو “سررت من أن الناشئ راغب في العلم”. ويمكنه أن يأتي أيضاً بشكل مصدر مؤول، كما في: “علمت أنك صادقٌ”، ما يعني “علمت صدقك”، حيث “صدق” هو المفعول به المنصوب. بالإضافة لذلك، قد يأتي جملة مؤولة بالمفرد، مثل “رأيتك تلعب”، أي “رأيتُ لعبكَ”، فـ “لعبَ” هو المفعول به المنصوب.

تدريب: حدّد\ي المفعول به مع علامة إعرابه ونوعه في الجمل الآتية.
الجملة المفعول به علامة إعرابه نوعه
درس أحمدُ الدرسَ. (………………..) (………………..) (………………..)
يكتب المؤلّفُ روايتيْن. (………………..) (………………..) (………………..)
كرّمني المديرُ. (………………..) (………………..) (………………..)
أخذتُ بطفلي إلى الطبيبِ. (………………..) (………………..) (………………..)
وجدتُ معرفتكَ واسعة. (………………..) (………………..) (………………..)
(إِيَّاكَ نَعْبُدُ). (………………..) (………………..) (………………..)
مارستُ رياضتيْن؛ السباحة والركض. (………………..) (………………..) (………………..)
جاءَ سؤالٌ مشروحةٌ أفكارَه. (………………..) (………………..) (………………..)

أحكام وشروط المفعول به

لقد حدد النحويون أربعة أحكام للمفعول به، وهي كما يلي:

  • يجب أن يكون المفعول به منصوباً، مثل: “قذف اللاعب الكرةَ”، حيث “الكرة” مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
  • يمكن جواز حذف المفعول به إذا كان هناك دليل، كما في “ما ودعك ربك وما قلى”، حيث يمكن تقديره بـ “وما قلاك”، حيث حذف المفعول به “الكاف” احتراماً لمكانة الله.
  • يمكن أيضاً حذف فعل المفعول به عند وجود دليل، حيث قد تستغني الدلائل عن ذكر اللفظ. على سبيل المثال، عند السؤال “من أكرم؟” يمكن أن نجيب “العلماء”، أي “أكرم العلماء”.
  • عادةً يأتي المفعول به بعد الفعل والفاعل، ولكن يمكن أن يتقدم لأهمية تسليط الضوء عليه، مثل “الكرةَ ضرب اللاعبُ”، حيث يُظهر اهتماماً بالمفعول به.

سبب اختيار حالة النصب للمفعول به

اختار النحاة حالة النصب للمفعول به، وحالة الرفع للفاعل. وقد أوضح الناقد النحوي ابن جنّي، من خلال نقل عن الزجّاج، أن الفاعل يتميز بالقوة والثقل وغالباً ما يأتي بفاعل واحد فقط مما يفسر اختياره للنصب. بينما يتنوع عدد المفاعيل في الجملة حسب الفعل المتعدي، مما يجعل المفعول به أكثر خفةً، ولهذا تم اختيار حالة النصب له، وذلك تقليلاً مما يعتبر ثقيل في الكلام وهو الرفع، وزيادة لكمية ما هو خفيف وهو النصب.

تعريف المفعول به

تعددت تعريفات النحاة حول مفهوم المفعول به، من ضمنها تعريف ابن با بشاذ في كتابه “شرح المقدمة المحسبة” حيث صرح بأن “المفعول به يذكر للبيان عمن وُفِع الفعل به”، ويقول الحريري “كل اسم تعدى الفعل إليه”. وقد عرّف الزمخشري المفعول به بأنه “ما يقع عليه فعل الفاعل”. وقد اختصر النحاة اللاحقون هذه التعريفات في قولهم إن المفعول به هو “الاسم المنصوب الذي يقع عليه أو به الفعل”. يُعتبر هذا التعريف صحيحاً سواءً كان الفعل مثبتاً مثل “ضرب خالدٌ محمداً”، حيث “محمداً” هو المفعول به، أم منفيّاً كما في “ما ضرب خالدٌ محمداً”، حيث يُعتبر هنا أيضاً مفعولاً به على الرغم من أن الفعل لم يقع عليه. وقد ذكر النحويون أنه يجب توافر ثلاثة شروط في المفعول به لاستكمال معناه، وهذه الشروط هي: أن يكون اسماً سواء كان صريحاً أم غير صريح، أن يكون دائماً منصوباً، وأن يتم وقوع فعل الفاعل عليه سواء كان مثبتاً أو منفيّاً.