أنواع المونتاج في الإنتاج التلفزيوني

أنواع المونتاج التلفزيوني

ينقسم المونتاج التلفزيوني إلى نوعين رئيسيين وفقاً لنشأتهما الزمنية، وهما المونتاج التلفزيوني الخطي والمونتاج التلفزيوني اللاخطي. كما يتواجد عدد من الأنواع الأخرى التي تعتمد على نوع الوسائط المنتجة. فيما يلي شرح تفصيلي عن هذه الأنواع:

المونتاج التلفزيوني الخطي

المونتاج التلفزيوني الخطي هو النسخة التقليدية للمونتاج، ولا يزال مستخدماً حتى اليوم، على الرغم من توفر المونتاج اللاخطي. يتمثل في عملية نسخ الصورة والصوت أو كلاهما من اللقطات المختارة على أشرطة مصدرية، ونسخها على شريط التسجيل المعروف عادةً باسم (بالإنجليزية: Master).

يتطلب المونتاج الخطي وجود شريطين فيديو؛ الأول يحتوي على المواد الأصلية التي تم تصويرها، بينما يحتوي الثاني على اللقطات المختارة. يُعرف المونتاج الخطي أيضاً باسم المونتاج المتسلسل، لأنه يبدأ من اللقطة الأولى في الفيلم حتى آخر لقطة في المشهد الأخير.

المونتاج التلفزيوني اللاخطي

المونتاج التلفزيوني اللاخطي هو النظام الذي نشأ نتيجة التقدم التكنولوجي الهائل، ويعمل بواسطة أجهزة الحاسوب. يقوم الكمبيوتر بتحويل المادة المصورة إلى بيانات فيديو مع الحفاظ على نقاء الصوت والصورة. بعد ذلك يتم تنسيق المونتاج وإجراء التعديلات اللازمة باستخدام برامج خاصة.

تُجمع المواد في مكان مخصص، ويتم إدخال تغييرات عليها بجودة عالية. وعند الانتهاء، يتم تسجيل العمل النهائي على أقراص DVD أو يُنسخ على أشرطة فيديو احترافية. يتميز هذا النوع بإمكانية إدخال تعديلات على لقطات معينة، وإضافة أو حذف دون تأثير على اللقطات المجاورة.

يوفر المونتاج التلفزيوني اللاخطي ميزة البحث السريع عن مشهد معين دون الحاجة إلى ترتيب، كما يتيح إضافة المؤثرات والصور بشكل سهل وفعال. ومع اعتماده على استخدام الكمبيوتر، أصبح الأمر أكثر سهولة للمونتير المتخصص في التحكم بأي جزء من الشريط السينمائي وإجراء التعديلات في أي وقت.

المونتاج الإلكتروني

هذا النوع من المونتاج يستخدم برامج تعمل كوحدة واحدة بلا انقطاع، كما يحدث في المسرحيات المذاعة مباشرة. تعتبر هذه الخاصية نقطة سلبية لأنه لا يمكن إعادة اختيار اللقطات المناسبة إلا في حال كانت قد سجلت مسبقاً.

مونتاج الفيديو

ظهر هذا النوع نتيجة التطور التكنولوجي الذي سمح بتسجيل الصوت والصورة بطريقة مغناطيسية، مما أدى إلى إمكانية تسجيل العمل الفني على مراحل، كما هو الحال في صناعة الأفلام.

المونتاج السينمائي

يتعلق المونتاج السينمائي بالمواد الملتقطة على أشرطة فيلمية، حيث تتطلب الأفلام فترة زمنية محددة لاستكمالها بشكل كامل، وليس بالضرورة أن يتم تصويرها دفعة واحدة بل يمكن تقسيمها إلى جلسات.

تعريف المونتاج التلفزيوني

كلمة “مونتاج” تأتي من اللغة الفرنسية، ويمكن اعتبارها بمثابة “توليف” أو “تركيب” باللغة العربية. هو فن اختيار وترتيب المشاهد الملتقطة مسبقاً وتجميعها ضمن إطار درامي وفقاً للهدف المرجو منها. يشمل المونتاج عمليات متعددة مثل القص واللصق، وضبط توقيت الأحداث، وحذف الأجزاء غير الضرورية، وإضافة عناصر خارجية مثل النصوص والموسيقى، وترتيب اللقطات وفق المخطط المنشود، بالإضافة إلى إضافة مؤثرات متنوعة.

يعد المونتاج مرحلة أساسية بعد كتابة السيناريو والتصوير لإنتاج مشروع ناجح، حيث يعتبر المونتير بمثابة عين العمل الفني، حيث يلعب انطباعه دورًا كبيرًا في تقوية بعض المشاهد وإزالة أخرى. تتداخل أهمية المونتاج في العلاقات المعقدة بين اللقطات المتتابعة.

تتصل هذه العلاقات بالعناصر الفكرية والحركية والشكلية، وإذا تم تحقيق التناغم بينهم، سيساعد ذلك على إيصال الرسالة والفكرة إلى الجمهور. يسعى المونتاج أيضاً لإضافة الإثارة والتشويق لمنع الملل عن المشاهدين.

نشأة المونتاج التلفزيوني

لم يكن للمونتاج دور ملحوظ في بدايات السينما، ولكنه اكتسب أهمية بعد ظهور عدد من الباحثين في نظريات السينما، خصوصاً بعد الثورة الاشتراكية في أكتوبر 1917. وكان الروس من أوائل من اهتموا بفكرة المونتاج، حيث اعتبروا أنه عنصر مكمل للأعمال السينمائية، يعمل على إخراجها بشكل جمالي متميز.

تُعتبر تجربة المخرج الروسي ليف فلاديميروفيتش كولييشوف واحدة من التجارب البارزة التي أثرت في عالم المونتاج والسينما. حيث أخرج فيلمًا قصيرًا يعتمد على تنويع اللقطات باستخدام وجه واحد لشخصية تدعى إيفان موسجوكين، حيث ظهر بوجه جامد، مع لقطة لطبق حساء على المائدة في اللقطة الأولى.

تضمنت اللقطة الثانية فتاة ميتة، ولقطة ثالثة لطفلة تلعب بدمية دُب. لقد نجح هذا التنوع في إثارة مشاعر الجمهور. وهكذا عبر كولييشوف عن أن الفن السينمائي يبدأ حين يقوم المخرج بربط أجزاء فيلمه بطرق مختلفة.