أنواع النفاق
تُعتبر كلمة النفاق مصطلحاً مذكوراً في القرآن الكريم والسنة النبوية. فقد وردت في القرآن في قوله -تعالى-: (فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ)، كما أُطلق اسم سورة (المنافقون) على إحدى سور القرآن الكريم.
وقد تناولت الأحاديث النبوية الشريفة موضوع النفاق أيضاً، مثلما جاء في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أَرْبَعٌ مَن كُنَّ فيه كانَ مُنَافِقًا). في اللغة، يعود معنى النفاق إلى فكرة ذهاب الشيء، ووجود أكثر من مدخل ومخرج كما في مفهوم النّفق. أما في الاصطلاح الشرعي، فيمكن تقسيم النفاق إلى نوعين رئيسيين سوف نوضحهما كما يلي:
النفاق الأصغر
يُعرَف أيضًا بالنفاق العملي؛ لأنه يتعلق بما يقوم به المسلم من معاصٍ سواء كانت قولية أو عملية. يُعتبر النفاق العملي من المخالفات، لكن مرتكبه يبقى ضمن دائرة الإسلام ولا يُخرج من ملة الإسلام بسبب أفعاله وأقواله. ومن الأمثلة التي يُستشهد بها في هذا السياق: حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- حيث قال: (آيَةُ المُنافِقِ ثَلاثٌ: إذا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذا وعَدَ أخْلَفَ، وإذا اُؤْتُمِنَ خانَ).
ويتضمن هذا النفاق كذلك قوله -صلى الله عليه وسلم-: (وإذَا خَاصَمَ فَجَرَ). لذلك، يشمل النّفاق الأصغر المعاصي التي يقترفها المسلم، حيث يبقى المرتكب من أهل الإسلام ويحتفظ بكافة حقوقه، لكنه يُعتبر عاصيًا. ومن أبرز الأعمال التي يمكن اعتبارها من النّفاق الأصغر:
- الكذب.
- إخلاف الوعد.
- الغدر ونقض العهد.
- الفجور في الخصومة.
النفاق الأكبر
يشير مصطلح النفاق الأكبر إلى حالة يكون فيها الشخص غير مؤمن بوجود الله أو بأركان الإيمان، رغم ظهوره للإسلام وقيام بأداء شعائر الدين مثل الصلاة والصوم والزكاة. قال الله -تعالى-: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ).
إن هذا النوع من النفاق لا يتعلق بالأعمال الظاهرة بل بالأصول الاعتقادية؛ لذلك يُطلق عليه اسم النفاق الاعتقادي أو الأكبر، لأن حكمه أكبر من مجرد ارتكاب معصية، حيث يُخرج المُنافق الأكبر من دائرة الإسلام ويُعدّ كافرًا، حتى وإن أظهر أعمالاً وأقوالاً صالحة. من الأمثلة التي تُعبر عن النفاق الأكبر:
- تكذيب الرسول -صلى الله عليه وسلم- أو إنكار بعض ما جاء به.
- بغض الرسول -صلى الله عليه وسلم- أو كراهية بعض ما جاء به.
- كراهية انتصارات المسلمين والفرح بهزائمهم.
- الاعتقاد بعدم ضرورة تصديق الرسول -صلى الله عليه وسلم- وبالتالي عدم وجوب طاعته.
الفرق بين النفاق الأصغر والأكبر
يمتاز الإسلام بعدالته بتفريقه بين أنواع النفاق، حيث لا تُعطى جميعها نفس الحكم. يتجلّى الفرق بين النفاق الأكبر والأصغر على النحو التالي:
- النفاق الأكبر يتعلق بالقلوب، في حين أن النفاق الأصغر يتعلق بالأعمال.
- صاحب النفاق الأكبر ليس مسلمًا، بينما صاحب النفاق الأصغر يُعتبر مسلمًا عاصيًا.
- إذا ارتكب المسلم النفاق الأكبر، فإنه يخرج من ملة الإسلام، بينما مرتكب النفاق الأصغر يبقى مسلمًا ضمن دائرة الإسلام.
- سيعاقب صاحب النفاق الأكبر في الآخرة إذا لم يتب، وقد يُخلّد في النار، بينما النفاق الأصغر يمكن أن يُغفر ولا يُخلّد مرتكبه في النار.