أنواع الهموم وسبل التغلب عليها

أنواع الهموم

الهموم (Worries) تمثل التفكير المستمر في المشكلات أو المخاوف، سواء كانت تتعلق بأحداث ماضية، حاضرة، أو محتملة في المستقبل. هذه الحالة طبيعية تنتج عن الاستمرار في التفكير حول موضوع معين أو عدم القدرة على إيجاد حل لمشكلة قائمة. يعاني الشخص نتيجة لذلك من شعور بعدم الارتياح والقلق، وهذا الأمر يعد شائعًا، ولا يشير بالضرورة إلى وجود مشكلة خطيرة.

ومع ذلك، إذا استمرت هذه الهموم وتمكنت من التأثير على نمط حياة الفرد الروتيني وأسفرت عن مشكلات صحية، فإن الوضع يصبح أكثر إلحاحًا ويتطلب اتخاذ إجراءات علاجية. لذا، من المهم أن نفهم هذه الهموم وأنواعها وأساليب التعامل معها. فيما يلي سنستعرض الأنواع المختلفة للهموم التي قد تواجه الأفراد، والتي يمكن أن تساعد في تخفيفها أو تخطيها:

هموم ناتجة عن مخاوف مفيدة ومنتجة

تعتبر هذه الهموم ناتجة عن مخاوف يمكن أن تسهم في مساعدة الفرد على التكيف وحل المشكلات بفعالية. في هذه الحالة، توجد مشكلة محددة يعاني منها الشخص في الوقت الراهن.

هموم ناتجة عن مخاوف غير مفيدة وغير منتجة

هذه الهموم تُعتبر غير مجدية، حيث تؤدي فقط إلى تفاقم المشكلات دون تقديم أي حلول فعالة. يمكن أن تؤدي إلى دوامة من الأفكار السلبية التي تسبب القلق على مدى طويل. وعادة ما تتضمن هذه المشاعر مشكلات معقدة مترابطة لم يتم حلها بسرعة، كما قد تكون لها علاقة بمسائل مستقبلية.

كيفية تحديد نوع الهموم

يمكن للفرد محاولة التفريق بين النوعين من خلال طرح مجموعة من الأسئلة على نفسه، مثل:

  • هل التفكير في هذه المسألة يوجهني نحو حل فعال؟
  • هل يتعلق الأمر بشيء حدث في الماضي، الحاضر، أو المستقبل؟
  • هل من المحتمل أن يحدث ما أفكر فيه؟
  • هل من المناسب أن أظل قلقًا بشأنه؟
  • هل يمكنني معالجة هذه المشكلات الآن؟ إذا كانت الإجابة لا، فمتى يمكنني إيجاد حل؟
  • هل هناك أي خطوات يمكنني اتخاذها لمعالجتها؟

ستساعد هذه الأسئلة الشخص على التمييز بين أنواع الهموم التي تواجهه، مما يسمح له بتقييمها بشكل مستمر. هذا الفهم يمكن أن يشعر الفرد بالراحة والتحسن، ويساعده في التغلب على مخاوفه القصيرة الأمد.

طرق معالجة الهموم

نظرًا للسلبيات العديدة الناتجة عن الهموم، مثل قلة النوم وتأثيرها على الحياة اليومية، هناك عدة طرق للتخلص منها، من بينها:

  • طريقة 10-10-10:

تعتمد هذه الطريقة على أن يأخذ الفرد نفسًا عميقًا ويسأل نفسه: هل سيظل الأمر مهمًا بعد عشرة أيام، عشرة أشهر، أو عشرة سنوات؟ من خلال هذا التفكير، يمكن أن يدرك الفرد أن معظم ما يقلقه ليس له قيمة حقيقية, وبالتالي يقلل من الضغوط المرتبطة به.

  • تحديد وقت للقلق:

بدلاً من التفكير في الأمور طوال اليوم، يمكن للفرد تحديد وقت معين للقلق، الأمر الذي يمكن أن يساعد في تقليل تأثير هذه المخاوف على بقية اليوم، كما تشرح الدكتورة إيلانا كايرو (أخصائية نفسية إكلينيكية).

  • التأمل:

يساعد التأمل على تصفية الذهن وتقبل الأفكار، مما يتيح لها الفرصة للرحيل.

  • رياضة الجري:

تُعتبر رياضة الجري من التمارين المفيدة التي تساعد العقل على الاسترخاء وتخفيف ضغوط الحياة.

  • كتابة ما يقلق الشخص:

كما يقول جيل سالتز (أستاذ الطب النفسي المساعد): “عندما يقوم الأفراد بكتابة مخاوفهم، فإن ذلك يساعدهم على إخراجها من أذهانهم، مما يمكنهم من المضي قدمًا في حياتهم”. الكتابة يمكن أن توفر شعورًا كبيرًا بالراحة.

إذا جرب الفرد هذه الطرق وغيرها دون جدوى، يُفضل حينها استشارة أخصائي نفسي لتحديد أسباب هذه الهموم والتعامل معها بشكل احترافي للتغلب عليها.

ما هي أسباب الهموم؟

تظهر مجموعة من المخاوف التي تشكل همومنا بسبب عوامل متعددة منها:

  • مخاوف ضخمة غالبًا ما تكون ناتجة عن مخاوف أصغر وأقل عمقًا، فإذا لم يتم التعامل معها بشكل مبكر، فإنها قد تتحول إلى هموم أكبر.
  • مخاوف متعلقة بالعلاقات الشخصية، الشؤون المالية، العمل، والصحة، وهي من المجالات الشائعة بين الأفراد.