أنواع الهيكل السكاني

أنواع الهرم السكاني

يمكن تعريف الهرم السكاني على أنه رسم بياني يوضح توزيع السكان وفقاً للعمر والجنس. تتنوع أشكال هذا الرسم تبعاً لخصائص معينة للسكان، فقد يظهر بشكل هرم، أو عمودي، أو جانبي غير منتظم.

بصفة عامة، تنقسم الأهرام السكانية إلى ثلاثة أنواع رئيسية، حيث تعرض هذه الرسوم عادةً معلومات عن الذكور والإناث، بحيث يتم تصوير الذكور على الجانب الأيسر والإناث على الجانب الأيمن، مع خط عمودي في المنتصف يفصل بينهما. وفيما يلي توضيح أكثر تفصيلاً للأنواع المختلفة للهرم السكاني:

الهرم السكاني الضيق

يشير الهرم السكاني الضيق (Constrictive Population Pyramids) إلى انخفاض معدلات المواليد أو الخصوبة في بلد معين، مما يعكس انخفاض نسبة الشباب وارتفاع متوسط العمر. وبالتالي، يظهر الرسم البياني بشكل متناقص من الأعلى إلى الأسفل، مما يعطي انطباعاً بهرم مقلوب ذو قاعدة ضيقة، مما يدل على تراجع عدد السكان.

يتواجد هذا النوع من الأهرام في البلدان الصناعية والمتقدمة، حيث إن وجود وسائل منع الحمل وتوفر خدمات الرعاية الصحية الجيدة وارتفاع نسبة التعليم، كلها عوامل تسهم في ذلك. من أبرز الدول التي تمثل الهرم السكاني الضيق هي الولايات المتحدة الأمريكية.

الهرم السكاني المتوسّع

يظهر الهرم السكاني المتوسّع (Expansive Population Pyramids) بشكل هرم عمودي ذو قاعدة عريضة، مما يدل على ارتفاع نسبة الفئات العمرية الشابة في بلد معين. كما يشير هذا النوع إلى أن كل فئة عمرية أصغر من الفئة السابقة، ويعكس معدلات خصوبة مرتفعة ومتوسط أعمار أقل. مثال على الدول التي تتناسب مع هذا الهرم هي دول أمريكا اللاتينية والدول النامية.

الهرم السكاني الثابت

يتخذ الهرم السكاني الثابت (Stationary Population Pyramids) شكل مستطيل أو مربع، مع تراجع في الجزء العلوي بسبب ارتفاع معدلات الوفيات بين كبار السن. إلا أن الدول التي تقدم رعاية جيدة لكبار السن ومرافق طبية متطورة قد تتمتع بارتفاع في متوسط الأعمار.

يتسم هذا الهرم أيضاً بثبات معدلات الولادة والوفاة، وغالباً ما يكون ذلك نتيجة لتبني سياسات تحديد النسل في البلدان الممثلة له. ومن الدول التي تتمثل في هذا النوع من الأهرام الدول المتقدمة التي تشهد نموًا اقتصاديًا مثل السويد وهولندا.

استخدامات الهرم السكاني

يستخدم الهرم السكاني لفهم خصائص فئة معينة من السكان والتعرف عليها عبر التحليل العمري والجنسي. ورغم أن هذا الرسم يعرض المعلومات بصيغ نسب مئوية، إلا أنه يمكّن الباحثين في علم الديموغرافيا من مقارنة التركيبة السكانية لمنطقة معينة بين العصور المختلفة. ويتيح لهم أيضاً التنبؤ بالتغيرات السكانية المستقبلية من خلال دراسة نسب الزيادة والنقص في السكان والعوامل المؤثرة على هذه التغيرات.

على سبيل المثال، إذا شهد عدد سكان دولة معينة زيادة، فإن ذلك غالباً ما يعني أن تلك الدولة تتمتع بظروف معيشية جيدة قادرة على الحفاظ على هذا الارتفاع في عدد السكان. وبالمثل، ينطبق ذلك على الدول التي تعاني من نقص سكاني، حيث يساعد هذا الهرم في فهم أسباب النقص والفئات المعنية.