تُعتبر أشكال غرز الولادة الطبيعية وعلامات حدوث الالتهاب وعلاجها من الموضوعات الحيوية بالنسبة للنساء بعد الولادة. تشير التقديرات إلى أن حوالي 70٪ من النساء اللاتي وضعن أطفالهن عبر المهبل، قد يتعرضن لنوع من الضرر في منطقة العجان.
هذا الضرر قد يكون نتيجة للتمزق أو القطع المعروف بعملية بضع الفرج، مما يستدعي إجراء غرز، وقد ينتج عنه شعور بالألم في منطقة العجان خلال الأسبوعين الذي يليان الولادة.
آلام الولادة الطبيعية
تعاني بعض النساء بعد الولادة من ألم مزمن وعدم ارتياح أثناء العلاقة الجنسية، حيث يمكن أن يكون تأثير الصدمة العجانية مؤلمًا للأمهات الجدد بينما يحاولن التكيف مع التغيرات الهرمونية ومتطلبات الرضيع، وهذا قد يؤثر بشكل مستمر على العلاقة الحميمية.
لماذا تحتاج النساء إلى غرز بعد الولادة؟
خلال عملية الولادة، يحتاج الجسم إلى التكيف من خلال مقدار كبير من الإطالة، حيث تتمدد المنطقة بين المهبل والمخرج (المعروفة بالعجان) بشكل كبير. تكون هذه المنطقة معرضة بشكل خاص للتمزق المحتمل، حيث تتعرض لأعلى ضغط عند دفع الطفل تجاه الخارج.
إذا كان الطفل في وضع المقعد الخلفي (ما يعني أن رأسه لا يخرج أولاً) أو في حال الحاجة لاستخدام ملقط لتسهيل الولادة، فقد تتعرض المنطقة للتمزق. وبالتالي، يلجأ الطبيب إلى إجراء قطع صغير في منطقة العجان (بضع الفرج) لتسهيل خروج الطفل، ويتم ذلك تحت تأثير مخدر موضعي لتخفيف الألم.
كما أن النساء قد يحتجن إلى غرز في حالة الخضوع لعملية قيصرية، بغض النظر عن السبب. من المهم أن تفهم المرأة كيفية العناية بهذه الغرز للمساعدة في عملية الشفاء.
متى تسقط غرز الولادة الطبيعية؟
عادةً ما يتم امتصاص معظم المواد المستخدمة في خياطة العجان تدريجياً، مما يجعلها لا تحتاج إلى إزالة. ومع ذلك، في بعض الحالات، يحتاج الطبيب إلى إزالة الغرز يدويًا. يمكن أن يحدث تفتح أو تأخير في التئام بعض الجروح، مما يستدعي إعادة خياطة.
يعتمد الوقت اللازم لشفاء الغرز على السبب وراء الحاجة إليها. في العادة، يتم التئام الغرز في الفترة ما بين أسبوعين إلى أربعة أسابيع بعد الولادة. إلا أن كل امرأة قد تختلف عن الأخرى، وقد تجد أن الشفاء يستغرق وقتًا أطول. عادةً ما تلتئم غرز بضع الفرج خلال الشهر الأول.
يتوجب على الأمهات الأخذ بعين الاعتبار إمكانية حدوث كدمات وتورم، وهما أمر طبيعي للغاية. في حالة العمليات القيصرية، يتم الشفاء عادة في حوالي 6 أسابيع، وقد يستغرق الأمر في بعض الحالات حتى 12 أسبوعًا.
علامات حدوث الالتهاب
قد تعاني النساء من ألم شديد في مكان الجراحة بعد الولادة الطبيعية، وهو ما يشير إلى احتمال حدوث التهاب في الغرز. تتضمن علامات وجود الالتهاب الأعراض التالية:
- احمرار أو تورم حول الغرز.
- ارتفاع درجة الحرارة.
- زيادة الألم أو الرقة عند الجرح.
- الاحساس بالدفء في الموقع أو حوله.
- خروج دم أو صديد من الغرز، وقد تصاحبه رائحة كريهة.
- تورم الغدد الليمفاوية.
أسباب التهاب غرز الولادة الطبيعية
غالبًا ما تكون الكائنات المسببة للعدوى هي الأنواع الميكروبية مثل المكورات العنقودية أو العقدية، إضافة إلى الكائنات السالبة الجرام في التهابات مواقع بضع الفرج. كما أن الإفرازات المهبلية يمكن أن تحتوي على عدد كبير من الكائنات الحية، ولكن العدوى تظهر فقط في 1% من النساء اللاتي تعرضن للتمزق المهبلي أو اللاتي خضعن لعملية بضع الفرج.
تساهم التغيرات الفسيولوجية خلال الحمل في احتمالية تطور التهابات ما بعد الولادة، ويمكن أن يؤدي الألم الناجم عن هذه الالتهابات إلى صعوبة التمييز بينه وبين آلام ما بعد الولادة.
علاج التهاب غرز الولادة الطبيعية
يتوجب على الطبيب تنظيف المنطقة المصابة وإزالة أي صديد موجود، كما يمكن علاج العدوى الخفيفة باستخدام كريم مضاد حيوي، وفي الحالات الأكثر شدة، من المحتمل أن يصف الطبيب مضادات حيوية عن طريق الفم.
العناية بشق العجان بعد الولادة
إذا كانت الولادة تمت عبر المهبل، فإن الغرز قد تكون مؤلمة للغاية، وقد تساوي شدتها الألم الناتج عن المخاض في الساعات الأولى بعد الولادة. هناك خطوات عدة يمكن اتخاذها لتخفيف الألم ومساعدتك على إدارة الشعور بالانزعاج أثناء فترة الشفاء.
يمكن أن تساعد الاستعدادات التي تقومين بها أثناء الحمل في التخفيف من حدة الصدمة الناتجة عن الولادة، مثل ممارسة التدليك العجاني اعتبارًا من الأسبوع الرابع والثلاثين أو استخدام الكمادات الدافئة لتسهيل المخاض.
في حال تعرضك لتمزق أو بضع الفرج، فإن معرفة كيفية العناية بجسمك تساعدك على التعافي بشكل أسرع. من المهم منح نفسك الوقت الكافي للشفاء لضمان انتقال سلس إلى مرحلة الأمومة.
نصائح هامة للعناية بالعجان بعد الولادة
هناك عدة طرق للمساعدة في الحفاظ على صحة المنطقة وتقليل مخاطر الإصابة، ومنها:
الحفاظ على نظافة المنطقة
يُنصح الأطباء بالحفاظ على المنطقة التي خضعت للغرز نظيفة بشكل مستمر من خلال الاستحمام أو التنظيف الجاف مرتين على الأقل يوميًا. يُفضل استخدام الماء الدافئ أو أملاح إبسوم المخصصة لهذا الغرض.
بعد الاستحمام، يجب تجفيف الغرز بعناية، وتجنب فركها باستخدام المنشفة. ستتمكن مربية التوليد أو طبيبك من تقديم المزيد من النصائح بشأن هذا الجانب.
استخدام منتجات مهدئة
يمكن استخدام كيس ثلج ملفوف بقطعة قماش أو شاش نظيف لتخفيف الانزعاج من خلال الضغط برفق على المنطقة المؤلمة، أو يمكن استخدام منتجات مهدئة (طبيعية) مخصصة للأمهات الجدد، والمتوفرة في معظم الصيدليات.
