العمل
تمت الإشارة إلى العمل في العديد من النصوص الدينية المتمثلة في القرآن الكريم والسنة النبوية. حيث قال الله سبحانه وتعالى في كتابه: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ). وكان الرسول محمد صلى الله عليه وسلم يعمل، كما فعل الرسل السابقون، إذ قال: (ما بعث اللهُ نبيًا إلا ورعى الغنمَ. قالوا: وأنت يا رسولَ اللهِ؟ قال: نعم، كنتُ أرعاها على قراريطَ لأهلِ مكةَ). وقد دعا الرسول الكريم إلى العمل، وحثّت الآيات القرآنيّة عليه؛ لضمان عدم اعتماد الإنسان على الآخرين. فالإسلام هو دين العمل والإنتاجiveness، وليس الكسل.
يمكن تعريف العمل بأنه مجموعة من المهام الوظيفية المتناسقة، حيث يتكون العمل من عدة مهام ومسؤوليات واضحة يجب إنجازها بكفاءة، وذلك يتطلب التقدير والقياس والتقييم، وذلك مقابل الحصول على تعويض مالي. ويمثل العمل لغة المهنة أو الوظيفة، ويتعدد شكله ليشمل الأعمال المحددة التي يقوم بها الفرد لتحقيق المنفعة. أما العمل الجزئي، فهو ذلك الذي يتم إنجازه خلال نصف الوقت المُخصص للعمل، ونصف الأجر المتاح له.
أنواع العمل
ينقسم العمل إلى أربعة أنواع رئيسية، وهي كالتالي:
- العمل التقني: يناسب هذا النوع الأفراد الذين يمتلكون مهارات تحليلية جيدة، وقدرة على التواصل مع زملائهم، بالإضافة إلى القدرة على مواجهة التحديات وتحديد مشكلات العمل.
- العمل الإداري: يناسب الأشخاص القادرين على إدارة الأعمال وبناء فرق العمل وتنظيمها لتحقيق الأهداف ورسم خطط لتحسين الأداء.
- العمل في القطاع الحر: يتميز الأفراد في هذا المجال بحب البيئة وروح المنافسة، حيث يتخذون قرارات سريعة وفعالة تحت ضغط العمل، وغالبًا ما يعمل في هذا المجال المبيعات.
- العمل الذي يتطلب رؤية: يناسب هذا النوع الأفراد الذين يمتلكون استراتيجيات وابتكار، حيث يمكن أن تكون أفكارهم إدارية أو ذات تأثير قوي في إنشاء مؤسسات عظيمة.
أهمية العمل في الإسلام
تشرع العمل في الإسلام لأسباب متعددة منها:
- تعزيز مفهوم القوامة المأمور بها من الله -عز وجل- في حياتنا، إذ تتطلب القوامة قوة تتحقق من خلال العمل في مختلف مجالات الحياة.
- تعزيز قوة وعزة المسلمين، حيث يساهم العمل في الصناعة والحرف اليدوية في تغطية احتياجات المجتمع من السلع، كما يساعد العمل في الزراعة بتوفير الغذاء الضروري للمسلمين، مما يزيد من قوة الأمة الإسلامية.
- يعد العمل وسيلة لدرء الفساد بعيدًا عن الإنسان.
- يشغل العمل أوقات فراغ الفرد، حيث يساعد على تقليل عامل السلبية، ومن هنا يجب على المسلم الاستفادة من وقت فراغه في الأعمال المُفيدة. قال الله تعالى: (فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَب).
- يلعب العمل دورًا كبيرًا في إعمار الأرض كما ورد في قوله تعالى: (وَإِلى ثَمودَ أَخاهُم صالِحًا قالَ يا قَومِ اعبُدُوا اللَّـهَ ما لَكُم مِن إِلـهٍ غَيرُهُ هُوَ أَنشَأَكُم مِنَ الأَرضِ وَاستَعمَرَكُم فيها فَاستَغفِروهُ ثُمَّ توبوا إِلَيهِ إِنَّ رَبّي قَريبٌ مُجيبٌ).
أهمية العمل
يمتلك العمل أهمية بالغة في حياة الإنسان، تتلخص في النقاط التالية:
- تعزز القدرات العمالية مما يمكن الأفراد من الوصول إلى أعلى المراتب الهندسية والتقنية.
- توحد الأمة وتسهم في سد احتياجاتها.
- تمكن الفرد من كسب رزقه بطريقة تتماشى مع القيم الدينية والأخلاقية.
- تُعد الركيزة الأساسية لبناء مجتمعات مستقرة تساعد جميع الأفراد على تحقيق النجاح.
- تعلّم الفرد الصبر والقدرة على التعامل مع الصعوبات.
- تعزز قدرة الفرد على الإنتاجية الذاتية بعيدًا عن الاعتماد على الغير لتلبية احتياجاته.
أهداف العمل
يسعى العمل لتحقيق مجموعة من الأهداف الأساسية، نذكر منها:
- زيادة الأرباح: حيث يكون الهدف الرئيسي من العمل هو الحصول على الربح المادي، بغض النظر عن نوع العمل، مما يساهم في استمرارية العمل رفع مستوى الكفاءة.
- تعزيز الإنتاجية والأداء: يساعد رفع مستوى أداء العاملين على زيادة الإنتاجية وبالتالي الأرباح، مما يُعزز العمل ونموه.
- النمو والتوسع: فزيادة الأرباح تساهم في التفكير في توسيع النشاط وتطويره.
- دعم التقنية والتطوير: حيث تُعتبر إضافة التقنية إلى العمل من العمليات المهمة التي تساعد على تحسين الفعالية وتقليل الوقت والجهد.