أنواع مختلفة من الاكتئاب وأعراضها

أنواع الإكتئاب

يوجد العديد من أنواع الإكتئاب، المعروف أيضًا بالاضطراب النفسي (بالإنجليزية: Depression)، وفيما يلي نستعرض أهمها:

الاضطراب الاكتئابي الرئيسي

يُعرف الاضطراب الاكتئابي الرئيسي (بالإنجليزية: Major Depressive Disorder) أو الاكتئاب السريري (بالإنجليزية: Clinical Depression) على أنه حالة مزاجية تتسم بالشعور المستمر باليأس والحزن، حيث يدوم هذا الشعور لأغلب ساعات اليوم ولمدة لا تقل عن أسبوعين، وخاصة في الصباح الباكر. ترتبط هذه الحالة بصعوبة إتمام المهام المختلفة، سواء في العمل أو الدراسة، بالإضافة إلى صعوبة النوم وفقدان المتعة في الأنشطة. وعلى الرغم من شدة أعراضه، إلا أنه يمكن علاجه، حيث يتم تحديد العلاج بناءً على شدة الأعراض. يُلاحظ أن هذا النوع من الاكتئاب يُصيب النساء بنسبة أكثر، إذ تُشير الدراسات إلى أنهن يتعرضن له بمعدل يفوق الرجال بمقدار الضعف، ويعزى ذلك لعوامل عدة، مثل التغيرات الهرمونية المرتبطة بالدورات الشهرية، وفترات الحمل، وانقطاع الطمث، فضلاً عن الضغوطات الناجمة عن التوفيق بين المسؤوليات الأسرية والمهنية. تشمل العوامل المؤدية للاكتئاب الرئيسي ما يلي:

  • التعرض لأشكال من الإيذاء الجسدي أو النفسي أو العاطفي أو الجنسي.
  • فقدان شخص مقرب سواءً عبر الوفاة أو الانفصال.
  • الشعور بالعزلة الاجتماعية والحرمان.
  • ظهور تغييرات جذرية في حياة الفرد، مثل تغيير الوظيفة أو التقاعد.

الاكتئاب الجزئي

الاكتئاب الجزئي، المعروف أيضًا باضطراب عسر المزاج (بالإنجليزية: Persistent Depressive Disorder) أو (بالإنجليزية: Dysthymia)، هو نوع من الاكتئاب يتميز بأنه مستمر ومزمن. يشعر المصاب بفقدان الاهتمام بالأنشطة اليومية، ترافقه مشاعر الإحباط وانخفاض تقدير الذات. يمكن أن تستمر هذه الأعراض لسنوات، حيث تظهر وتختفي بشكل دوري، ولكنها لا تغيب لفترات تزيد عن شهرين. وعلى عكس الاضطراب الاكتئابي الرئيسي، فالأعراض في الاكتئاب الجزئي تكون أخف، لكنها تستمر لفترات أطول. وفي بعض الأحيان، قد يُصاب الشخص الاكتئاب الجزئي بنوبات من الاكتئاب الرئيسي، وهو ما يعرف بالاكتئاب المزدوج (بالإنجليزية: Double depression). في عموم الأمر، لا يوجد سبب محدد للاكتئاب الجزئي، لكن قد تكون بعض العوامل البيولوجية والكيميائية في الدماغ، أو العوامل الوراثية، أو ضغوط الحياة سببًا لظهوره.

اكتئاب ما بعد الولادة

تشير الدراسات إلى أن اكتئاب ما بعد الولادة يؤثر على حوالي 30-75% من الأمهات في أنحاء متفرقة من العالم، بينما يُعاني منه 10-15% من النساء في فترة الحمل والولادة. يحدث هذا النوع من الاكتئاب (بالإنجليزية: Postpartum Depression) في الأيام التي تلي الولادة، ويعتبر اضطرابًا نفسيًا يؤثر سلبًا على السلوك والصحة البدنية. ومن المعروف أن العديد من الأمهات قد يعانين من تقلبات مزاجية تمتد لأشهر بعد فترة الحمل والولادة. في حال استمرت هذه المشاعر لأكثر من أسبوعين، فإنه من الضروري طلب المساعدة الطبية. وعادةً ما يعود سبب ذلك إلى التغيرات الهرمونية التي تحدث بعد الولادة، حيث تنخفض مستويات هرموني الإستروجين والبروجستيرون بشكل مفاجئ. إليك بعض أعراض اكتئاب ما بعد الولادة:

  • شعور بالتعب والإرهاق المستمر.
  • حالة من اليأس والحزن.
  • مشكلات في الذاكرة.
  • البكاء بشكل مفرط.
  • وجود أفكار عن إيذاء النفس أو الطفل.
  • انخفاض الرغبة في التواصل مع الطفل.
  • فقدان الطاقة والدافع.
  • آلام في المعدة وصداع.
  • اضطرابات في النوم والأكل.
  • فقدان الشغف والعزلة عن المجتمع.

للمزيد من المعلومات حول اكتئاب ما بعد الولادة، يمكن الاطلاع على المقال التالي: (اكتئاب ما بعد الولادة وعلاجه).

الاضطراب المزعج السابق للحيض

يمثل الاضطراب المزعج السابق للحيض (بالإنجليزية: Premenstrual Dysphoric Disorder) حالة أكثر خطورة من متلازمة ما قبل الحيض، حيث ينجم عنه شعور بالقلق والاكتئاب، فضلاً عن تقلبات المزاج والشعور بالتعب. تبدأ الأعراض في الظهور قبل أسبوع أو أسبوعين من بداية الدورة الشهرية وتخف عادة بعد يومين إلى ثلاثة أيام من بدايتها.

الاضطرابات العاطفية الموسمية

يُعتبر الاضطراب العاطفي الموسمي (بالإنجليزية: Seasonal Affective Disorder) نوعًا من الاكتئاب الذي يظهر عادةً خلال فصل الخريف والشتاء عندما تقل أشعة الشمس. يتسبب هذا النوع من الاكتئاب بفقدان توازن ساعة جسم الشخص البيولوجية، مما يؤدي إلى تغييرات في المزاج، وزيادة الرغبة في النوم وفقدان الشغف. غالبًا ما تتحسن الأعراض مع بداية الربيع. لكن توجد طرق يمكن استخدامها لتخفيف حدة الأعراض، مثل العلاج بالضوء والتعرض لأشعة الشمس، بالإضافة إلى خيارات دوائية وجلسات العلاج النفسي.

للمزيد من المعلومات حول أعراض اكتئاب الشتاء، يمكنك قراءة المقال التالي: (أعراض اكتئاب الشتاء).

الاكتئاب اللانمطي

يعرف الاكتئاب اللانمطي (بالإنجليزي: Atypical Depression) بأنه نوع نادر من الاكتئاب يتسم بشعور عميق بالحزن ومنخفض المتعة، ولكنه قد يتحسن نتيجة للأحداث الإيجابية. بالإضافة إلى ذلك، قد يعاني الشخص من زيادة الشهية والوزن، وزيادة في الحاجة إلى النوم، والتحسس من النقد. يمكن معالجة الاكتئاب اللانمطي من خلال الأدوية والعلاج النفسي.

الاكتئاب الذهاني

الاكتئاب الذهاني (بالإنجليزية: Psychotic Depression) هو حالة يختبر فيها الشخص هلوسات وأوهام تدفعه لرؤية أو سماع أشياء غير موجودة أو الاعتقاد بأشياء غير عقلانية. وعندما يحدث تداخل بين الذهان والاكتئاب، فقد يؤدي ذلك إلى حالات خطيرة تستدعي التدخل العاجل. من بين أعراض الاكتئاب الذهاني:

  • فقدان الطاقة وصعوبة إتمام المهام.
  • اضطرابات في النوم.
  • ضعف التركيز ومشكلات في الذاكرة.
  • ألم ومشاكل في الجهاز الهضمي.
  • فقدان المتعة والاهتمام بالأنشطة.
  • مشاعر العجز والقلق.

الاكتئاب التفاعلي

الاكتئاب التفاعلي، المعروف أيضًا باكتئاب الحالة (بالإنجليزية: Situational Depression) هو نوع من الاكتئاب قصير الأمد، ينجم عن التعرض لحادث صادم أو تغيير مفاجئ يقترن بمواقف مثل الانفصال، أو فقدان شخص مقرب. تظهر الأعراض عادةً في غضون 90 يومًا من الحدث. تشمل هذه الأعراض الشعور بالحزن والقلق وصعوبات النوم.

اضطراب ثنائي القطب

يُعرّف اضطراب ثنائي القطب (بالإنجليزية: Bipolar Disorder) بأنه حالة تتسبب بتغيرات في مستويات النشاط وحالة المزاج. قد يعاني المصاب من تقلبات سريعة بين فترات الاكتئاب والنشوة. ليست كل نوبات الاكتئاب تعد دلالة على إصابة الشخص بهذا الاضطراب، حيث يجب أن يعاني الشخص من نوبات هوس ليكون التشخيص دقيقًا. ومع ذلك، هناك عوامل عديدة قد تزيد من خطر الإصابة، منها العوامل الوراثية والتغيرات في بنية الدماغ. يعتبر هذا الاضطراب قابلاً للعلاج من خلال جلسات العلاج النفسي والأدوية المهدئة، وقد يُلجأ أحيانًا للعلاج بالصدمة الكهربائية للحالات الشديدة.

معلومات عن الإكتئاب

يُعتبر الاكتئاب أحد الاضطرابات النفسية الشائعة التي تؤدي إلى مشاعر الحزن، والقلق، وفقدان الشغف، إضافةً إلى الإحساس بالذنب والعجز وفقدان التركيز. تختلف أعراض الاكتئاب من شخص لآخر، ويمكن أن تشمل الأرق وفقدان الشهية وآلام الرأس. للأسف، لا يُعرف السبب الدقيق للإصابة بالاكتئاب، لكنه غالبًا ما يحدث نتيجة تفاعل عدة عوامل متنوعة، مثل العوامل الوراثية والبيئية والنفسية والاجتماعية. تجدر الإشارة إلى أن الاكتئاب يختلف عن تقلبات المزاج العادية التي قد يتعرض لها الإنسان. المواقف التي تؤدي إلى مشاعر حزن مؤقتة ليست بالضرورة علامة على الإصابة باكتئاب، لكن الحزن المستمر قد يتطور إلى حالة إكتئاب. تتراوح درجات الإصابة بالاكتئاب بين البسيطة التي يمكن علاجها بالعلاج النفسي، إلى المتوسطة التي تحتاج لعلاجات دوائية.

لمزيد من المعلومات حول الاكتئاب، يمكنك قراءة المقال التالي: (ما هو الاكتئاب).