أنواع مختلفة من المصادر

أقسام الكلام في اللغة العربية

تُقسم الكلمة باللغة العربية إلى ثلاثة أقسام أساسية: الحرف، الاسم، والفعل. فالحرف لا يظهر معناه بشكل كامل إلا عند اقترانه بكلمات أخرى، مثل حروف الجر (من، إلى، عن، على، الباء، اللام، الكاف، في)، وحروف العطف (و، ف، ثم، أو)، وحروف الجزم (لم، لا الناهية، لام الأمر)، وحروف النصب (أن، لن، كي، حتى، لام التعليل، فاء السببية)، وغيرها. بعض هذه الحروف تقتصر على الأسماء، بينما تُستخدم أخرى مع الأفعال، ومن الحروف ما يمكن استخدامه مع كلا النوعين.

أما الاسم فهو يُقسم إلى نوعين: اسم ذات ويشمل كل اسم مادي ملموس، مثل الطاولة واللوح والحيوانات والأشخاص، ونوع آخر وهو اسم معنى، الذي يتضمن أسماءً غير ملموسة، كالشجاعة والكرم والسعادة. ويدفعنا هذا الفهم إلى التعرف على مفهوم المصدر وأنواعه.

تعريف المصدر

يعرف المصدر بأنه اسم يدل على معنى أو حدث غير مرتبط بزمن محدد، على عكس الفعل، الذي يدل على حدث مرتبط بزمن معين، سواء كان ماضياً أو مضارعاً أو مستقبلاً. على سبيل المثال، إنّ كلمة (الدراسة) تشير إلى حدث غير مرتبط بزمن محدد، لذا فهي مصدر صريح مشتق من الفعل (درس)، بينما الكلمات (درس، يدرس، ادرس) تشير إلى أزمنة مختلفة، وبالتالي تعد أفعالاً.

أنواع المصادر

المصدر الصريح

المصدر الصريح عبارة عن حدث مطلق غير مرتبط بزمن محدد. من أمثلة ذلك: (العمل، الدراسة، الأكل). يُصاغ المصدر الصريح من الأفعال الثلاثية وغير الثلاثية، سواءً بالقياس أو السماع. فمثلاً، إذا كان الفعل على وزن (أفعل)، فإن مصدره سيكون على وزن (إفعال) مثل: (أحسن – إحسان). وإذا كان الفعل على وزن (فعّل)، سيكون مصدره على وزن (تفعيل) مثل: (حسّن – تحسين)؛ بينما إذا كان الفعل على وزن (فاعَل)، سيكون مصدره على وزن (فعال أو مفاعلة) مثل: (قاتل – قتال أو مقاتلة).

المصدر المؤول

المصدر المؤول يتكون من تركيب لغوي يتضمن حرف مصدري، مثل: (أن، أنّ، لو، ما، كي)، يتبعه جملة فعلية أو اسمية، كما في المثال: (أن تصوموا خير لكم). يمكن تحليل الموقع الإعرابي للمصدر المؤول السابق (أن تصوموا) عن طريق استبداله بمصدر صريح كما في (صيامكم خير لكم)، حيث يُعرب في محل رفع مبتدأ.

مصدر المرة

مصدر المرة يدل على حدث وقع مرة واحدة فقط، ويُصاغ من الفعل الثلاثي على وزن (فَعلة)، كما في: (ضرب) ومصدر المرة منها هو (ضربة). أما مصدر المرة من الفعل غير الثلاثي، فيُصاغ بإضافة تاء التأنيث إلى المصدر الصريح؛ على سبيل المثال: الفعل (أكرم) مصدره الصريح (إكرام)، وبالتالي فإن مصدر المرة منها هو (إكرامة). وفي حال التباس مصدر المرة بالمصدر العادي، يتم إضافة كلمة (واحدة) لتوضيح ذلك، مثل: (استراح) مصدرها الصريح (استراحة) وبالتالي يصبح مصدر المرة منها (استراحة واحدة).

مصدر الهيئة

ويُعتبر مصدر الهيئة مؤشراً على وقوع الحدث وطريقة وقوعه. يصاغ مصدر الهيئة من الفعل الثلاثي على وزن (فِعلة)، مثل (وقف) يكافئه مصدر الهيئة (وِقفة). أما من الأفعال غير الثلاثية، فيتم صياغة مصدر الهيئة بإضافة تاء التأنيث على المصدر الصريح، ومن ثم إضافة اسم يصف الهيئة، مثل: (استراح) مصدر الهيئة يكون (استراحة المحارب)، وكذلك (انتفض) مصدر الهيئة منها هو (انتفاضة الشجاع).

المصدر الصناعي

المصدر الصناعي يُصاغ بإضافة ياء مشددة وتاء تأنيث ساكنة في نهايته، مثل: (قوميّة) و(اقتصاديّة). هنا تجدر الإشارة إلى التشابه بين المصدر الصناعي والاسم المنسوب؛ حيث يُعتبر الاسم المنسوب نعتاً يصف منعوته، ويدل على نسبة شيء أو شخص لمكان أو صفة معينة. فعلى سبيل المثال: (هذه فتاة اتكالية) و(هذا الرجل أردنيّ) تشير إلى أن كلمتي (اتكالية وأردني) هما أسماء منسوبة. ولكن في السياق: (الاتكالية صفة سيئة) يكون (الاتكالية) هنا مُعَرَّف كمصدر صناعي.

المصدر الميمي

المصدر الميمي يبدأ بميم زائدة، ويُصاغ من الفعل الثلاثي على وزن (مَفعَل) أو (مَفعِل)، مثل: (مشرَب، موقِف). في حالة المصدر الميمي المستعار من الفعل غير الثلاثي، فإنه يشبه اسم المفعول وأسماء الزمان والمكان؛ إذ يتم تحويل الفعل إلى صيغة المضارع، ثم يُستبدل حرف المضارعة بميم مضمومة، ويُفتح الحرف الذي قبل الأخير. على سبيل المثال: (اعتقد) يُحوّل إلى (يعتقد) ثم يصبح (مُعتقد).