أنواع الموسيقى العربية
استخدم البشر الموسيقى عبر العصور كوسيلة للتعبير عن مشاعرهم وعواطفهم، بدءًا من الفرح والحزن ووصولاً إلى الشوق والحب. وتطور استخدام الموسيقى في المجتمعات الحديثة، ليصبح عنصرًا هامًا في العلاج النفسي وكبار السن، نظرًا لتأثيرها الكبير على السلوك البشري. تلعب الموسيقى دورًا أساسيًا في تحسين المزاج، وتنمية العواطف، وزيادة الشعور بالسعادة، كما تُساعد في تقليل التوتر والقلق، وتعزز الاسترخاء وتحسن الذاكرة.
تشتهر الموسيقى العربية بقواعدها الفريدة والمميزة، حيث تتباين في أسلوبها من دولة عربية إلى أخرى. ومن بين أشهر أنواع الموسيقى العربية نذكر ما يلي:
التخت الشرقي
ظهر التخت الشرقي في القرن التاسع عشر خلال فترة الحكم العثماني. يعود أصل التسمية من اللغة الفارسية، حيث يعني “التخت” المصطبة العالية، إذ كان الموسيقيون يتجمعون في أماكن مرتفعة لممارسة العزف. يمثل هذا النوع الأوركسترا العربية، ويشتمل على مجموعة متنوعة من الآلات مثل الكمان والدف والعود والناي والقانون.
موسيقى الراي
تعتبر موسيقى الراي واحدة من أبرز أنماط الموسيقى الشعبية الجزائرية، وقد نشأت في مدينة وهران في عشرينيات القرن الماضي، لكنها حققت شهرتها الحقيقية في أواخر الثمانينيات. يُشتق اسم “الراي” من الكلمة العربية “الرأي”، إذ تعكس الموسيقى التحديات الحضارية والمشكلات الاجتماعية التي يواجهها الناس، بالإضافة إلى الجوانب الترفيهية، وتعدّ نوعًا من الثورة على تقاليد الموسيقى العربية السائدة في وقتها.
الموال
يُستخدم الموال كنوع من الموسيقى الغنائية للتعبير عن مواضيع متنوعة، مثل الغزل والعتاب والمدح. يُعتبر الموال نوعًا من الشعر الشعبي، ويتميز بأنماط مختلفة بحسب القافية، مثل الموال السداسي والسبعاوي والثماني والعشراوي. تعود جذور الموال إلى العصر العباسي، وحددًا في زمن هارون الرشيد. يمر غناء الموال بعدة مراحل، تشمل:
- تقسيم الآلات والمقطوعات الموسيقية.
- البدايات التقليدية مثل: “يا عيني يا ليلي يا ليل” أو “يا ليلي يا ليلي يا ليل”.
- غناء الشطر الأول من الموال أو الشطرتين الأولتين.
- تقسيم منفرد على آلة موسيقية واحدة.
- إعادة غناء الشطر الأول، مع إضافة كلمات مثل “يبا” أو “يابا”.
- إكمال غناء بقية شطرات الموال.
- اختتام الموال بعبارات متنوعة، مثل: “أوف أوف أوف يا حبيبي”.
الموشح
يعتبر الموشح من أبرز فنون الغناء والشعر في الموسيقى العربية، ويشتق اسمه من كلمة “الوشاح”. ينقسم الموشح إلى عدة أنواع، مثل الموشحات الأندلسية والموشحات الحلبية والمصرية، وتختلف الخصائص الفنية لكل نوع. تتكون هذه الفنون عادة من مقاطع شعرية مرتبطة بعدد من الأبيات، وتتنوع إيقاعاتها، ومن أبرزها:
- التوشيح البسيط.
- موشح الضربين.
- توشيح النقش.
- توشيح الزنجير.
- توشيح الكار.
الموسيقى الشعبية
انتشرت الموسيقى الشعبية بين الحرفيين والصناع، وتعتمد على استخدام آلات موسيقية بسيطة مثل الطبول. تمثل هذه الموسيقى نمطًا حيويًا يعبر عن واقع المجتمع وقضاياه ومناسباته الاجتماعية، ومن أبرز أمثلتها: المسحراتي خلال شهر رمضان.
الطقطوقة
تُعتبر الطقطوقة واحدة من الأشكال الموسيقية البسيطة رغم تفاصيلها الدقيقة، واشتقاق اسمها يعود إلى “قطقوطة” التي تعني الشيء الصغير أو الأُهزوجة. برزت هذه النوع من الموسيقى في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، وتعتمد الطقطوقة على تكرار المذهب الغنائي بين المقاطع. من أشهر الطقاطيق المعروفة “طلعت يا محلا نورها” و”زوروني كل سنة مرة” وغيرها.