أنواع مرض السكري وطرق علاجه

مرض السكري من النوع الأول وعلاجه

يُعتبر السكري من النوع الأول (Diabetes mellitus type 1) من الأمراض المزمنة التي تتسبب في توقف البنكرياس عن إنتاج هرمون الإنسولين. ولهذا، تتراكم جزيئات السكر في مجرى الدم، مما يُعيق وصولها إلى الخلايا. وغالبًا ما يرتبط هذا التوقف بمشكلة مناعية تحدث في مرحلة الطفولة أو الشباب.

تتطور الأعراض الأساسية للسكري من النوع الأول بشكل سريع خلال عدة أيام أو أسابيع بعد onset الإصابة، وهي تشمل:

  • الشعور بالتعب والإرهاق.
  • زيادة التبول.
  • الشعور المستمر بالجوع والعطش.
  • فقدان الوزن غير المبرر.
  • تشوش أو عدم وضوح الرؤية.

العلاج الدوائي لمرض السكري من النوع الأول

يعتمد علاج السكري من النوع الأول بشكل أساسي على استخدام الإنسولين (Insulin) لتعويض نقصه في الجسم. كما يمكن في بعض الحالات استخدام علاجات إضافية، تختلف وفقًا لحاجة الفرد. وها هي أبرز هذه العلاجات:

الإنسولين

يوجد الإنسولين بعدة أنواع، حيث يختار الطبيب النوع المناسب بناءً على عمر الفرد ومدى سرعة امتصاص الجسم له ومدة فعاليته، فضلاً عن نمط حياة الشخص ودرجة نشاطه. قد يتطلب الأمر تجربة عدة أنواع قبل تحديد الأنسب، ومن أبرز أنواع الإنسولين:

نوع الإنسولين بداية تأثيره ذروة التأثير مدة التأثير وقت استعماله
فائق السرعة 2-15 دقيقة 30-60 دقيقة 4 ساعات عند البدء بتناول الوجبة وغالبًا ما يُستخدم مع الإنسولين طويل المفعول
سريع المفعول 15 دقيقة ساعة واحدة 2-4 ساعات قبل تناول الوجبات بفترة قصيرة، وغالبًا ما يُستخدم مع الإنسولين طويل المفعول
المستنشق سريع المفعول 10-15 دقيقة 30 دقيقة 3 ساعات قبل تناول الوجبات بفترة قصيرة، وغالبًا ما يُستخدم مع حقن الإنسولين طويل المفعول
قصير المفعول أو النظامي 30 دقيقة 2-3 ساعات 3-6 ساعات قبل 30-60 دقيقة من تناول الوجبات
متوسط المفعول 2-4 ساعات 4-12 ساعة 12-18 ساعة يُستخدم مرة أو مرتين يوميًا، وغالبًا ما يُستخدم مع الإنسولين سريع أو قصير المفعول
مسبق الدمج (مزيج من الإنسولين متوسط وقصير المفعول) 5-60 دقيقة تختلف حسب التركيبة 10-16 ساعة قبل 10-30 دقيقة من الإفطار والعشاء، أي مرتين يوميًا
طويل المفعول ساعتين لا توجد له ذروة يمتد حتى 24 ساعة مرة واحدة في اليوم، وقد يُستخدم مع الإنسولين سريع أو قصير المفعول عند الحاجة
فائق الطول 6 ساعات لا توجد له ذروة يمتد حتى 36 ساعة أو أكثر مرة واحدة في اليوم، وقد يُستخدم مع الإنسولين سريع أو قصير المفعول عند الحاجة

تختلف طريقة إعطاء الإنسولين حسب حالة الفرد وتفضيلاته، ومن أبرز طرق الاستخدام ما يلي:

  • الحقن

يتوفر الإنسولين في إبر بأحجام متنوعة، ويتم توضيح كيفية إعطائه في مناطق متعددة مثل البطن أو الفخذ أو العضد أو الأرداف، مع ضرورة التناوب على هذه المواقع لتفادي تكون الدهون تحت الجلد.

  • الأقلام المخصصة للحقن

تشبه فكرة الحقن العادية ولكن بكفاءة أعلى وبحجم أصغر، ومتاحة لبعض أنواع الإنسولين، إلا أنها أكثر تكلفة.

  • مضخة الإنسولين

تُزرع تحت الجلد بشكل شبه دائم وتقوم بتوصيل كميات محددة من الإنسولين على مدى اليوم. ومع أنها أدق من الحقن، إلا أنها تحمل مخاطر العدوى وتكلفة أعلى.

  • بخاخات الإنسولين

تستخدم للإنسولين فائق السرعة وتتطلب متابعة طبية دورية للتحقق من أي آثار جانبية، وليست متوفرة في جميع الدول بعد.

علاجات إضافية

بالإضافة إلى الإنسولين، قد يصف الطبيب إضافات أو أدوية لتساعد على ضبط levels السكر في الدم وتقليل مضاعفات المرض، وتشتمل على:

  • الميتفورمين (Metformin)

يُستخدم لبعض حالات السكري من النوع الأول التي تعاني من مقاومة الإنسولين، مما يساعد في تنظيم مستويات السكر في الدم.

  • الأدوية المُحاكية للأميلين (Amylinomimetic)

مثل براملينتايد (Pramlintide) الذي يساعد في تقليل الحاجة للإنسولين ويساهم في فقدان الوزن وضبط الشهية.

  • المكملات الغذائية المتنوعة

مثل حمض ألفا ليبويك، مستخلص القرفة، الكروم، والمغنيسيوم. وجب التنبيه إلى عدم البدء في استخدامها إلا تحت إشراف طبي لتفادي أي تداخلات مع الأدوية الأخرى.

أبحاث مستقبلية واعدة لمرض السكري من النوع الأول

هناك خيارات علاجية جديدة ما زالت تحت البحث، والتي تهدف إلى معالجة نقص الإنسولين لمرضى السكري من النوع الأول، ومنها:

  • زراعة الخلايا الجزيرية (Islet cell transplantation)

تتم من خلال زراعة خلايا البنكرياس المُنتجة للإنسولين من متبرع في بنكرياس المريض، وقد تم تطوير تقنيات حديثة لضمان تقبل الجسم لهذه الخلايا.

  • زراعة البنكرياس

وتشكل خيار علاج محتمل للمرضى الذين يعانون من اضطرابات شديدة في مستويات السكر رغم استخدام الأدوية. يجب أن يُؤخذ في الاعتبار أن لهذه العملية مضاعفات محتملة وقد لا تنجح في بعض الأحيان.

نصائح للعيش مع مرض السكري من النوع الأول

يجب التأكيد على أهمية اتباع إجراءات ورعاية يومية للحفاظ على مستويات السكر. ومن أبرز النصائح:

  • السيطرة على مستويات الكوليسترول وضغط الدم قدر الإمكان

من خلال ممارسة الرياضة بشكل منتظم، تناول الأطعمة الصحية، واستخدام الأدوية عند الحاجة.

  • زيارة طبيب العيون مرة على الأقل سنويًا

للتأكد من صحة العين ومتابعة أي مشاكل ناجمة عن السكري.

  • ضرورة الحفاظ على نظافة القدمين

ينبغي على مرضى السكري العناية بأقدامهم وإبلاغ الطبيب عن أي تقرحات أو إصابات.

  • إدارة القلق والتوتر

بالحرص على الراحة، تعلم تقنيات الاسترخاء، والابتعاد عن الضغوط النفسية.

  • التحصين باللقاحات والمطعومات في مواعيدها

لأن مرضى السكري أكثر عرضة للإصابة بالأمراض نتيجة ضعف المناعة، ومن اللقاحات المهمة لقاح التهاب الكبد الوبائي (ب).

  • الإقلاع عن التدخين وتجنب المدخنين

حيث إن التدخين يُعزز من حدوث مضاعفات مرض السكري.

مرض السكري من النوع الثاني وعلاجه

مرض السكري من النوع الثاني (Diabetes mellitus type 2) يكون ناتجًا عن ضعف استجابة الجسم للإنسولين أو نقص كمياته المنتجة، ويعود ذلك إلى عدة عوامل مثل: الوزن الزائد، قلة الحركة، أو وجود جينات ترفع احتمال الإصابة.

تشابه أعراض السكري من النوع الأول تقريبًا، ولكن يمكن أن تكون أقل حدة وتتطور على مدى عدة سنوات، مما يصعب عملية التشخيص وقد يؤدي إلى تأخير العلاج وظهور المضاعفات. ويظهر فيما يلي الطرق المتبعة للعلاج:

تعديل نمط الحياة لعلاج السكري من النوع الثاني

يختلف علاج السكري من النوع الثاني عن النوع الأول، حيث تبدأ الخيارات برفع الوعي بالتغييرات في نمط الحياة، يليها استخدام الأدوية بحسب الحاجة. إليكم أبرز الخطوات:

اتباع نظام غذائي صحي وتقليل السكر

الالتزام بالنظام الغذائي الصحي من أهم الخطوات لضبط السكري من النوع الثاني والحد من الحاجة للأدوية. فالأطعمة منخفضة السعرات وتجنب السكريات تساهم في فقدان الوزن، وبالتالي تعزز أداء خلايا الإنسولين.

ممارسة التمارين الرياضية بانتظام

تمارين الرياضة تُساعد في إنقاص الوزن واسترجاع التعاطي مع الإنسولين، ولها تأثير طويل الأمد في تنظيم نسب السكر في الدم عبر:

  • تحسين قدرة الجسم على الاستجابة لإشارات الإنسولين.
  • تنظيم استهلاك جزيئات السكر في العضلات.

ولهذا، يُوصى بممارسة 30 دقيقة يوميًا لمدة 5 أيام في الأسبوع، تحت إشراف طبي لتحديد أبرز التمارين المناسبة.

تقليل الوزن الزائد

تلعب الأنسجة الدهنية دورًا كبيرًا في تحفيز الالتهابات وتقليل حساسية الخلايا للإنسولين، لذا يُنصح بتقليل الوزن كوسيلة لزيادة حساسية الجسم تجاه الإنسولين.

إذا لم تفيد الرياضة والنظام الغذائي في إنقاص الوزن، قد يُوصي الأطباء بخيارات جراحية مثل ربط المعدة أو تحويل مجرى المعدة عند الأشخاص الذين يتجاوز مؤشر كتلة الجسم (BMI) لديهم 35.

العلاج الدوائي للسكري من النوع الثاني

في حال عدم القدرة على ضبط الحالة عبر تعديلات نمط الحياة، يلجأ الأطباء للأدوية. تشمل الخطة العلاجية دواء واحد أو أكثر حسب الحالة:

الأدوية التي تؤخذ عن طريق الفم

تُستخدم هذه الأدوية للأشخاص الذين لا زالوا يُنتجون كميات قليلة من الإنسولين، وأهمها:

  • دواء الميتفورمين (Metformin)

يُعتبر الخيار الأساسي لزيادة استجابة الجسم للإنسولين وتقليل إنتاج السكر من الكبد.

  • أدوية الثيازوليدينديون (Thiazolidinediones)

مثل بيوغليتازون (Pioglitazone)، التي تزيد من حساسية الجسم للإنسولين ولكن مع احتمال ارتفاع مشاكل القلب.

  • أدوية السلفونيل يوريا (Sulfonylureas)

مثل جليميبرايد (Glimepiride)، التي تحفز البنكرياس لإفراز الإنسولين.

  • الأدوية المثبطة لثنائي ببتيديل ببتيداز (DPP-4 inhibitors)

مثل سيتاجليبتين (Sitagliptin) التي تُقلل مستويات السكر في الدم، رغم وجود آثار جانبية محتملة.

  • أدوية ميجليتينيد (Meglitinides)

مثل ناتيغلينيد (Nateglinide) التي تُحفز إفراز الإنسولين بسرعة أكبر.

  • أدوية جليفلوزينات (Gliflozin)

المعروفة بمثبطات SGLT2، مثل كاناجليفلوزين (Canagliflozin)، التي تساعد في التخلص من السكر عبر الكلى.

الأدوية التي تؤخذ عن طريق الحقن

وقد يُعتبر إستخدامها ضروريًا لضبط مستويات السكر بشكل أفضل، فهي تشعر الشخص بالشبع وتقلل إنتاج السكر من الكبد بين الوجبات. من بين أهم الأدوية:

  • دواء براملينتايد (Pramlintide)

الذي يُستخدم بشكل مشابه لمرض السكري من النوع الأول، وغالبًا ما يُستخدم مع الإنسولين.

  • الأدوية الناهضة لمستقبل الببتيد الشبيه بالغلوكاغون-1 (GLP-1 receptor agonists)

التي تحفز البنكرياس لإنتاج الإنسولين وقد تؤخذ بشكل دوري.

العلاج بالإنسولين

هذا الخيار يلجأ إليه الأطباء عندما تتجاوز مستويات السكر التراكمي(HbA1c) 9 وتظهر الأعراض على المرضى، كما يمكن استخدامه في الحالات التالية:

  • تجنب الآثار الجانبية لبعض أدوية السكري من النوع الثاني

فالإنسولين المُصنَّع يعتبر مشابهاً للهرمون الطبيعي، مما يقلل من الآثار الجانبية.

  • ضرورة السيطرة على مستويات السكر بسرعة

إذا بلغ السكر مستويات مرتفعة، قد يُصف الطبيب الإنسولين لفترة لحين تأثير الرياضة والنظام الغذائي.

  • ارتفاع تكلفة بعض أدوية السكري مقارنة ببديل الإنسولين

خاصةً عندما تتطلب الحالة أكثر من علاج لفترة طويلة.

سكري الحمل

يظهر سكري الحمل (Gestational Diabetes) بسبب التغيرات الهرمونية وزيادة الوزن التي تمر بها المرأة أثناء حملها، مما قد يخفض مستوى الإنسولين في جسمها أو يعرضها لمقاومته. ورغم أن هذه الحالة غالبًا ما تختفي بعد الولادة، إلا أن حوالي 50% من النساء الحوامل قد يصبن بالسكري من النوع الثاني لاحقاً.

استراتيجيات علاج سكري الحمل

من الضروري السيطرة على مستويات السكر بعد تشخيص سكري الحمل من خلال:

  • اتباع نظام غذائي صحي

يُفضل أن يكون النظام الغذائي بإشراف أخصائي تغذية لضمان اختيار الأطعمة المناسبة، وتشمل النقاط الأساسية:

  • التركيز على الخضار والفواكه.
  • تناول الحبوب الكاملة والألياف.
  • تجنب الدهون والنشويات المفرطة.
  • ممارسة التمارين الرياضية
  • يجب مراجعة الطبيب قبل البدء بأي تمارين للحفاظ على مستوى السكر في الدم خلال الحمل، ويمكن ممارسة المشي أو تمارين الكارديو.

    • العلاج الدوائي

    إذا لم تُجدي الوسائل الأخرى، قد يلجأ الطبيب لإعطاء حقن الإنسولين للسيطرة على سكري الحمل.

    • الراقبة الدائمة للجنين أثناء الحمل

    التي تتطلب مراجعات طبية دورية للاطلاع على نمو الجنين وضمان سلامته، وتجنب تأخير الولادة قدر الإمكان.

    • المراجعة الطبية بعد الولادة

    لتقليل احتمالات الإصابة بالسكري من النوع الثاني، والتأكد من التشخيص المبكر حال حدوث ذلك.

    خلاصة المقال

    يوجد ثلاثة أنواع رئيسية من السكري، الأول يُعالج بشكل رئيسي بالإنسولين، الثاني يتطلب عادة الأدوية الفموية، وأخيرًا سكري الحمل الذي نادرًا ما يبدأ بعلاج دوائي. ومن الضروري في مختلف الأنواع إجراء تعديلات على النظام الغذائي والنشاط البدني لضبط مستويات السكر في الدم بأفضل شكل ممكن.