التنمية البشرية
حظيت الموارد البشرية باهتمام ملحوظ من قبل مختلف الجهات، بما في ذلك المنظمات الدولية، والشركات، والإدارات، والمؤسسات الحكومية والخاصة في العصر الحالي. يعود ذلك إلى الدور الحيوي الذي تلعبه هذه الموارد وتأثيرها الكبير على نجاح وتقدم تلك الكيانات؛ فهي تؤثر على مستويات الإنتاج، ومستقبل العمل، واستقرار الأوضاع، واستمرارية العمل. ومن هنا جاء الاهتمام بالتنمية البشرية كعنصر أساسي لتحقيق هذه الأهداف.
ما هي التنمية البشرية؟
عرفت الأمم المتحدة التنمية البشرية بأنها العملية التي تهدف إلى توسيع خيارات الأفراد من خلال تعزيز القدرات البشرية على جميع مستويات التنمية. وهناك ثلاث قدرات أساسية يحتاجها الإنسان لتعزيز تنميته:
- القدرة على عيش حياة طويلة وصحية.
- الاستفادة من المعرفة الضرورية.
- التمتع بمستوى معيشي لائق.
أهداف التنمية البشرية
تسعى التنمية البشرية لتحقيق مجموعة من الأهداف، من بينها:
- تطوير المعرفة والمهارات المكتسبة عن طريق دعم نظام التعليم الأساسي، بالإضافة إلى تدريب الشباب مهنياً لمساعدتهم في اكتساب المهارات الضرورية.
- توفير بيئة صحية للعيش، يتضمن ذلك تقديم خدمات صحية أساسية، ومرافق الرعاية الصحية، والخدمات الوقائية والطبية.
- ضمان مستوى معيشي جيد من خلال تقديم خدمات الحماية الاجتماعية للأفراد، خاصة الفقراء، بالإضافة إلى تقديم المعونات الغذائية والنقدية، وتوفير مساكن لمن يحتاجها.
- تعزيز حقوق الأفراد ومنع جميع أشكال الإساءة لهم، بالإضافة إلى البحث عن الأسباب الجذريّة وراء أيّ اعتداء.
- تحسين مستوى أداء الأفراد في العمل، حيث يتم تدريب المستجدين، وتطوير مهارات ذوي الخبرات.
- تقليل حوادث العمل من خلال تدريب الأفراد وتعزيز كفاءاتهم.
- تعزيز النمو الشخصي وزيادة الثقة بالنفس لدى الأفراد.
- تحسين المستوى الاجتماعي لتمكين الأفراد من الحصول على فرص عمل أفضل وأجور أعلى.
- رفع معنويات الأفراد من خلال تحسين المهارات وزيادة المعرفة، مما يؤدي إلى زيادة الثقة والاستقرار النفسي.
- تحقيق أهداف أخرى مثل:
- الأهداف الإدارية: تشمل تخفيف العبء عن المشرفين وزيادة الكفاءة بين الأفراد في بيئة العمل، مما يؤدي إلى تطبيق مبدأ “الرجل المناسب في المكان المناسب”.
- الأهداف الإجرائية: تعني الاستخدام الأمثل للمهارات المتاحة من قبل الأفراد وتوافقها مع التغيرات المستمرة في بيئة العمل.
أهمية التنمية البشرية
تلعب التنمية البشرية دوراً رئيسياً في مجالات الأعمال والصناعات، ويمكن تلخيص أهميتها في النقاط التالية:
- تحتاج الأفراد الجدد في مكان العمل إلى تدريب خاص للقيام بمهامهم بفعالية.
- تتطلب ظروف العمل المتغيرة إعادة تدريب الأفراد لتلبية متطلبات الوظائف الجديدة.
- يستدعي التطور التكنولوجي المستمر تأهيل الأفراد لتكييف مهاراتهم مع التغيرات الحديثة.
- ظهور صناعات جديدة يستدعي تدريب العاملين على مهارات معينة تتناسب مع متطلبات تلك الصناعات.
التحديات التي تواجه التنمية البشرية
تواجه التنمية البشرية مجموعة من المشكلات التي تعيق تقدمها، وهنا أبرزها:
- المشكلات السياسية: تعتبر هذه من أبرز القضايا التي تعرقل التنمية البشرية، خاصة إذا نتج عنها حروب أو حصار اقتصادي.
- المشكلات الاقتصادية: تتصاعد أهميتها بعد المشكلات السياسية، حيث أن تدهور الظروف السياسية يؤثر تلقائياً على الأوضاع الاقتصادية.
- المشكلات الصحية: يتسبب التدهور الاقتصادي والحروب في نشوء مشكلات صحية عديدة، مثل سوء التغذية و انتشار الأمراض.
- المشكلات التعليمية: يرتبط نجاح التعليم باستقرار الأوضاع ومدى تقدم التنمية في البلدان.
- المشكلات الاجتماعية والثقافية: تعتبر نتيجة مجموع المشكلات السابقة، حيث تسود الجهل والتعصب، مما يؤدي إلى صراعات دائمة.