أهداف العولمة العسكرية
تُعرَّف العولمة العسكرية بأنها التكامل بين الوحدات السياسية والقوات المسلحة على مستوى العالم ضمن إطار النظام العسكري العالمي، وتهدف إلى ما يلي:
تعزيز الترابط الاستراتيجي بين الدول
تسعى العولمة العسكرية إلى تنظيم القوة العسكرية وتعزيزها من خلال استخدام التكنولوجيا العسكرية على نطاق واسع بين الأنظمة الإقليمية والعالمية. ومن المهم الإشارة إلى أن العولمة العسكرية تقوم على التكامل الاستراتيجي ضمن شبكة من التحالفات، وعلى عكس العولمة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، فإن هذا التكامل يتطلب مركزية تحت قيادة واحدة.
التقدم التكنولوجي في الصناعات العسكرية
يعتبر التقدم التكنولوجي أحد الجوانب الأساسية المرتبطة بالعولمة العسكرية، حيث يشتمل على كافة أنواع الأسلحة العسكرية. تهدف العولمة العسكرية إلى إنشاء شبكات متكاملة من القوة العسكرية، مما يؤدي إلى ظهور أسلحة متطورة، وتقدم في صناعة الأسلحة، بالإضافة إلى إدخال أنظمة أمنية جديدة ومتقدمة في المجال العسكري.
تعزيز السلام العالمي
يمكن للدول أن تحقق السلام من خلال بناء علاقات دبلوماسية وسياسية متينة وتعزيز التعاون العسكري. فالتفاعلات الناتجة عن العولمة تساهم في تعزيز الاعتماد المتبادل بين الدول، مما يمكن أن يعد وسيلة فعالة لتحقيق السلام.
يساهم هذا الاعتماد الدولي المتبادل في تقليل الدوافع العسكرية للنزاع والحروب بين الدول، حيث من غير المرجح أن تقدم دولة على محاربة شريك تعول عليه، خاصة عندما تكون هناك فوائد أكبر نتيجة لهذا الاعتماد.
تقليل الأقطاب السياسية
يتجسد ذلك في تحويل النظام العسكري العالمي إلى نظام أحادي القطب. فيما تختلف العولمة السياسية العسكرية عن العولمة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، فإنها تتضمن أيضاً تقليل الأقطاب السياسية وتعزيز مركزية القوة الاستراتيجية.
يُعتبر انهيار الاتحاد السوفيتي مثالًا حيًا على التوجه نحو العولمة العسكرية واحتلال نظام أحادي القطب، حيث أحدث هذا الانهيار تحولًا جذريًا في ميزان القوى منذ الحرب العالمية الثانية، مما أدى إلى تبديل النظام ثنائي القطب في فترة الحرب الباردة إلى نظام دولي أحادي القطب مسيطر عليه من قبل قوة مركزية واحدة.
أسفرت إعادة هيكلة نظام العلاقات الدولية عن إعلان الكثير من العلماء العسكريين تأسيس نظام عالمي جديد، خاصة بعد تشكيل التحالفات العسكرية الكبرى من الناحية الاستراتيجية، بالإضافة إلى دمجها وتنسيقها تحت قيادة مركزية واحدة.