أهداف الرصد البيئي
يُعَد الرصد البيئي أداة أساسية تهدف إلى تحسين ظروف البيئة ودعم المجتمع. يتصل بالرصد البيئي مجموعة من الأهداف الحيوية التي تركز على حماية البيئة، ومن أبرز تلك الأهداف ما يلي:
المراقبة المستمرة للبيئة
تتعاون الجهات المعنية ودور الرصد البيئي مع منظمات البيئة من أجل إجراء تقييمات دورية لحالة البيئة، مع التركيز على مستويات التلوث الناتج عن الملوثات والسعي لإيجاد حلول فعالة للحد من تلك الملوثات. تسعى هذه الجهات أيضًا إلى متابعة المشاريع التي تنفذها اليد البشرية على البيئة لضمان توافقها مع المعايير المعمول بها والتشريعات البيئية.
التنبؤ بالتغيرات المناخية
تُعَد عملية مراقبة الأجواء وإعداد تقارير تتعلق بحالة الطقس من الأهداف الجوهرية للرصد البيئي، حيث تلعبان دورًا حيويًا في تسهيل أنشطة الحياة اليومية للأفراد. يساعد هذا النوع من الرصد في تقليل المخاطر المرتبطة بالكوارث الطبيعية وآثارها السلبية على الإنسان والبيئة على حد سواء.
تعزيز حماية البيئة
تعاني البيئة من ضغط متزايد نتيجة النمو السكاني ونشاطات الإنسان المفرطة، التي تتسبب في زيادة الانبعاثات الضارة والتلوث الناتج عن شتى المصادر مثل محطات الطاقة النووية ومواقع دفن النفايات. يسعى الرصد البيئي إلى تنظيم هذه الأنشطة وتقليص آثارها، حيث يتم اقتراح حلول معالجة عند الضرورة.
تحسين نوعية الحياة
يسعى علماء البيئة لتحفيز الأفراد وتمكينهم من الإحساس بأهمية العيش في بيئة نظيفة وصحية وخالية من الملوثات. يُشدد على أن كل ما يقوم به الإنسان يجعل منه تفاعلًا مع البيئة والطبيعة المحيطة، وبالتالي يؤثر عليها كما تتأثر به.
حيث تعتبر عناصر مثل المناخ الجيد، المياه النقية، والتربة الخصبة أساسيات للراحة والاستقرار. تُنظم لجان البيئة ورش عمل وندوات توعوية تدعو فيها المجتمع للمشاركة، مما يشجعهم على أن يكونوا جزءًا من عملية الإصلاح البيئي.
مفهوم الرصد البيئي
الرصد البيئي هو إجراء لجمع المعلومات باستخدام مجموعة من الأدوات والتقنيات التي تعتمدها المؤسسات البيئية المختلفة لمراقبة التغيرات البيئية وتطوير السياسات المتعلقة بها. يتضمن ذلك تقييم أثر الأنشطة البشرية والطبيعية وتحديد الوضع الحالي للبيئة. يتم تجميع المعلومات، تحليلها، وتقييمها، ومن ثم إعداد التقارير المناسبة لصانعي القرار ومدّها بالمعلومات إلى الجمهور.
عناصر الرصد البيئي
إليكم توضيح لعناصر الرصد البيئي:
مراقبة جودة الهواء
ازدادت في الفترة الأخيرة أهمية رصد تلوث الهواء نظرًا لتأثيره الكبير على صحة الإنسان والنظم البيئية. يتم من خلال مراقبة جودة الهواء الحد من انبعاثات غاز مثل ثاني أكسيد الكربون وأكسيد النيتروجين والملوثات الجوية المتطايرة مثل الميثان، والتي تُعد من الأسباب الرئيسية في مشكلة طبقة الأوزون.
يتزايد تراكم هذه الغازات بفعل الأنشطة البشرية، وكذلك يمكن أن تُنتَج نتيجة لعوامل طبيعية مثل العواصف الرملية. يتم تحليل الاتجاهات الرئيسية للملوثات المسجلة في شبكة جودة الهواء بواسطة شبكات استشعار متخصصة وشبكة الأرصاد الجوية.
مراقبة جودة التربة
تُعتبر التربة من العناصر الحيوية في البيئة، حيث يمكن أن تكون موطناً للكائنات الضارة ورسوم المواد الكيميائية. يجب الحفاظ على التربة نظيفة وخالية من الملوثات نظرًا لدورها كوسط ناقل سواء للزراعة (للإنسان والحيوان) أو من خلال تغذية الكائنات الحية الأخرى.
تُعنى عمليات رصد التربة بأخذ عينات فردية ومتعددة، وتحليلها لمعرفة التهديدات المحتملة مثل التحمض، وفقدان التنوع البيولوجي، والتلوث، وغيرها. تساعد هذه التحليلات في اتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على سلامة التربة.
مراقبة جودة المياه
نظرًا لأهمية المياه كعنصر حيوي، فإن مراقبة جودتها تُعتبر أمرًا بالغ الأهمية، حيث يتم رصد المياه الجوفية والسطحية من حيث كميتها وصلاحيتها للاستخدام. ليس من النادر أن تنشأ نزاعات بين الدول بشأن توزيع المياه، خاصة إذا كانت قادمة من أنهار عابرة للحدود.
يتطلب ذلك من الدول توقيع اتفاقيات تنظم حماية واستخدام الموارد المائية. يتم تحليل عينات المياه من أنهار وبحيرات ومسطحات مائية، للتأكد من سلامتها وغياب الملوثات.
مراقبة التلوث
يُعتبر التلوث البيئي تحديًا بالغ الخطورة، حيث يؤثر بشكل سلبي على حياة جميع الكائنات الحية. يتضمن ذلك تنسيق جهود المراقبة لتحديد حجم تأثير الملوثات على البيئة والذي يتطلب وضع استراتيجيات فعّالة للتخفيف من هذه الآثار.