هرم خوفو
يُعتبر هرم خوفو، المعروف أيضًا بالهرم الأكبر، من أبرز وأكبر الأهرامات في مصر القديمة، وهو يُعدّ من أعظم المعالم المعمارية في العالم. أُقيم هذا النصب الجنائزي من قبل المصريين القدماء ليكون مقبرة لفرعون مصر الثاني من الأسرة الرابعة، وهو خوفو. يُعتبر هذا الهرم هو المعلم الأثري الوحيد المتبقي من عجائب الدنيا السبع في العالم القديم، وتشير الدلائل الفلكية إلى أن بناء هرم خوفو تم في عام 2450 قبل الميلاد.
الوصف المعماري والمكاني لهرم خوفو
يقع هرم خوفو، المعروف أيضًا بالهرم الأكبر، على قمة هضبة الجيزة، على بعد حوالي 16.09 كيلومترًا غربي مدينة القاهرة. يمتد الهرم على مساحة تقارب 130,000 متر مربع، ويتميز بأبعاد رائعة حيث يصل طول كل ضلع من قاعدته إلى 230.43 مترًا، وارتفاعه إلى 146.61 مترًا. تجدر الإشارة إلى أن هذا الصرح المعماري الضخم تم إنشاؤه باستخدام كميات هائلة من كتل الحجر الجيري التي تم ترتيبها بدقة مذهلة بواسطة الآلاف من العمال. وطُرحت بعض النظريات حول كيفية رفع هذه الأحجار الكبيرة، مثل استخدام النظام الجسري المنحدر مع مياة لتسهيل سحب الكتل إلى الأعلى.
الخصائص الفلكية والدينية لهرم خوفو
يتميز هرم خوفو بأهمية دينية كبيرة؛ فبينما يُعتبر في الأساس مقبرة أو نصبًا جنائزيًا، يحتوي أيضًا على مجموعة من المعابد والأماكن الدينية. يتصل بجسر أرضي بمعبد قديم يقع على ضفاف نهر النيل. بالإضافة إلى ذلك، كان يستخدم كمكان للتأمل أو كمعلم مقدس بسبب عظمة بنائه وحجمه الهائل؛ إذ كان المصريون القدماء يعتقدون أن شكل الهرم يمثل نقلة الجسم من الأرض نحو ضوء الشمس.
وعلى الجانب الآخر، تشير التقنيات الرياضية الحديثة إلى أن هرم خوفو تم تصميمه بعناية في جوانبه الفلكية والهندسية ليكون بمثابة ساعة موقوتة، حيث يمكن من خلاله تحديد مواعيد الانقلابات الشتوية والصيفية، بالإضافة إلى الاعتدلات الربيع والخريف. هذا يدل على أن مهندسي الهرم الأكبر كانوا يمتلكون معرفة واسعة في مجالات الرياضيات والفلك.