أهمية البحر الأحمر في العوامل الاقتصادية والبيئية والتاريخية

الأهمية الاقتصادية والبيئية للبحر الأحمر

يحتل البحر الأحمر مكانة بارزة لأسباب عدة، وهو ما يجعله محوراً للعديد من الأنشطة الاقتصادية والبيئية:

  • يشهد البحر الأحمر نشاطًا تجاريًا ملحوظًا في مجالات التنقيب عن النفط والغاز، حيث يمتاز بوجود خمسة أنواع رئيسية من الموارد المعدنية نتيجة رواسب التبخر، مثل الجبس، والدولميت، والهاليت، والفوسفات، والكبريت. تستفيد الدول المطلة على البحر من هذه الثروات، خاصةً رواسب النفط والغاز الطبيعي.
  • تشهد منطقة البحر الأحمر إقبالاً سياحيًا ملحوظًا، حيث ينجذب الزوار من الدول المجاورة لممارسة أنشطة الغوص في أماكن مثل رأس محمد، وإلفينستون ريف، وسانت جون ريف، وجزيرة روكي في مصر. كما يمكن للزوار الاستمتاع بالمنتجعات في الغردقة، ومرسى علم، ودهب، وطابا، وغيرها.
  • يعد البحر الأحمر من بين أوائل المسطحات المائية الكبرى الذكورة في التاريخ، حيث كان له دور حيوي في التجارة البحرية المصرية منذ عام 2000 قبل الميلاد. استخدم كطريق يصل إلى الهند بحلول عام 1000 قبل الميلاد، وتم حفر قنوات ضحلة بين نهر النيل والبحر الأحمر قبل القرن الأول الميلادي. كما حظي البحر الأحمر بقدر كبير من الأبحاث العلمية في القرن العشرين، خصوصًا بعد الحرب العالمية الثانية، حيث قامت بعثات بحثية سويدية وأمريكية بدراسة خصائصه البيولوجية والكيميائية.

وصف البحر الأحمر

تمتد مساحة البحر الأحمر حوالي 440.300 كيلومتر مربع، ويبلغ طوله 2.330 كيلومترًا وعرضه 362 كيلومترًا. يحده من الغرب القارة الإفريقية، بما في ذلك مصر والسودان وإرتيريا، ومن الشرق شبه الجزيرة العربية، بما في ذلك المملكة العربية السعودية واليمن. يرتبط البحر بأهم المسارات المائية مثل خليج عدن، وبحر العرب، ومضيق باب المندب. تُحيط به بيئات صحراوية وسهول شديدة الحرارة، حيث تصل درجة حرارة مياه البحر في الصيف إلى حوالي 29 درجة مئوية. يُعتبر البحر الأحمر أحد الطرق التجارية المهمة في العصور القديمة، رغم أن أهميته تراجعت مع اكتشاف الممر الكامل حول أفريقيا عام 1498م. وفي عام 1869م، تم افتتاح قناة السويس، مما عزز من مكانة البحر الأحمر كأحد طرق الشحن الرئيسية التي تربط بين أوروبا وشرق آسيا وأستراليا.

مناخ البحر الأحمر

تتميز منطقة البحر الأحمر بمناخها الجاف، حيث تسجل معدلات هطول أمطار منخفضة. عموماً، تتقلب درجات الحرارة خلال فصلي الخريف والشتاء بين 8 و 28 درجة مئوية، بينما ترتفع في الصيف لتصل إلى نحو 40 درجة مئوية. يتميز المناخ برطوبة نسبية مرتفعة، وتتعرض المنطقة الشمالية من البحر لرياح غربية في فصل الشتاء، وغالباً ما يرافقها ضباب ورمال.