أهمية التبرع بالدم في إنقاذ الأرواح وتحسين الصحة العامة

أهمية التبرع بالدم

يعتبر التبرع بالدم (بالإنجليزية: Blood donation) أمرًا بالغ الأهمية، حيث يساء فهمه من قبل العديد من الأفراد. تشير الإحصائيات إلى أن شخصًا واحدًا من كل 7 أشخاص يتم إدخالهم إلى المستشفى يحتاج إلى دم، نظراً لوجود حالات صحية متعددة تتطلب وحدات من الدم تُوفر من خلال التبرع. ومن بين تلك الحالات التي قد تستدعي نقل الدم نذكر:

  • الأشخاص الذين يخضعون لجراحة كبرى، إذ يُعوض الدم المفقود خلال العملية.
  • الأفراد الذين يتعرضون لإصابات خطيرة نتيجة حوادث السيارات أو الكوارث الطبيعية.
  • المرضى الذين يعانون من حالات تسبب فقر الدم، مثل: أمراض الكلى أو سرطان الدم (بالإنجليزية: Leukemia).
  • الحوامل الذين يواجهون مضاعفات أثناء أو بعد الولادة، مثل النزيف أو الحمل خارج الرحم (بالإنجليزية: Ectopic pregnancy).

أهمية تحديد وتصنيف فصائل الدم

تعتمد أنواع فصائل الدم وتصنيفها على وجود علامات محددة كالأنواع المختلفة من الكربوهيدرات أو البروتينات، إضافةً إلى مولدات الضد (بالإنجليزية: Antigen) الموجودة على سطح خلايا الدم الحمراء. هناك أربع مجموعات أساسية لفصائل الدم: A، B، AB، O، ولكل منها تصنيف آخر يتعلق بعامل الرايزوس (Rh factor) الذي يُحدد ما إذا كانت المجموعة موجبة أو سالبة. يُعد الفهم الجيد لمعلومات فصائل الدم أمرًا حيويًا للتأكد من توافق فصيلة دم المتبرع مع المستلم. وفي حالات الطوارئ، يمكن استخدام وحدات دم من فصيلة O سالب، لكن يُفضل دائمًا ضمان التوافق لتفادي تفاعلات خطيرة.

فوائد التبرع بالدم للمتبرع

تتعدد الفوائد التي يمكن أن يجنيها المتبرع بالدم، ومنها:

  • المساعدة في تقليل مستويات الحديد في الدم للأشخاص الذين يعانون من فرط في مستوياته، مما يحمي الصحة العامة للجسم ويساهم في تفادي التجمعات الضارة في الأعضاء.
  • الكشف عن مشاكل صحية محتملة: حيث يخضع المتبرع لفحوصات بسيطة قبل التبرع، مما يساعد على تحديد حالات فقر الدم أو مشاكل ضغط الدم.
  • تعزيز المشاعر الإيجابية والإحساس بالرضا الناتج عن مساعدة الآخرين.
  • حرق السعرات الحرارية: يُمكن أن يحرق التبرع بالدم حوالي 650 سعرة حرارية، وفقًا لمركز سانت ماري الطبي، ومع ذلك، يجب ممارسة الرياضة بشكل منتظم للحصول على فوائد صحية إضافية.

أنواع التبرع بالدم

توجد فئتان رئيسيتان للتبرع بالدم، وهما:

التبرع بالدم الكامل

يعتبر التبرع بالدم الكامل الخيار الأكثر شيوعًا، حيث يُتبرع بالدم كوحدة متكاملة، ويتم نقله للمستقبل بنفس تركيبه. يمكن أيضًا فصل مكوناته للاستفادة منها بشكل أفضل. هناك نمط خاص من التبرع يعرف بالتبرع الذاتي، حيث يُمكن سحب دم الشخص الذي سيخضع لجراحة غير طارئة وتخزينه للاستخدام لاحقًا. يشترط أن يكون المتبرع في حالة صحية جيدة لضمان أمان هذه العملية.

طريقة الفصادة

تعتمد تقنية الفصادة (بالإنجليزية: Apheresis) على جمع كمية معينة من مكونات الدم كالصفائح الدموية أو خلايا الدم الحمراء في جلسة واحدة. يُمكن أن يختار الفرد التبرع بجزء محدد من الدم من خلال آلة تفصل مكونات الدم أثناء عملية التبرع. من بين أنواع المكونات المتاحة للتبرع:

  • الصفائح الدموية: يمكن التبرع بها فقط عبر فصادة الصفائح (بالإنجليزية: Plateletpheresis).
  • خلايا الدم الحمراء المزدوجة: يُسمح بالتبرع بضعف عدد خلايا الدم الحمراء مقارنةً بالتبرع بالدم الكامل.
  • الخلايا الجذعية المكونة للدم: (بالإنجليزية: Hematopoietic stem cell) والتي يمكن أن تتحول إلى أي نوع من خلايا الدم.
  • البلازما: تُجمع عبر عملية تُعرف بفصادة البلازما (بالإنجليزية: Plasmapheresis) وتُعتبر مهمة لدعم وظائف الجسم المختلفة.

متطلبات التبرع بالدم

تساعد الالتزام بالقواعد والشروط الأساسية خلال عملية التبرع في الحفاظ على صحة كل من المتبرع ومستلم الدم، وتتمثل الشروط الأساسية فيما يلي:

المتطلبات الأساسية

تشمل المتطلبات اللازمة للتبرع بالدم:

  • العمر: يجب أن يكون عمر المتبرع لا يقل عن 17 عامًا، دون سقف أعلى ما دام قادراً على أداء الأنشطة اليومية.
  • الوزن: يجب ألا يقل وزن المتبرع عن 50 كيلوغرامًا لضمان سلامة العملية.
  • الصحة الجيدة: ينبغي على المتبرع أن يكون في حالة صحية جيدة وأن يتعامل مع أي أعراض مرضية قبل التبرع.

يمكن للأشخاص الذين يعانون من أمراض مثل السكري وارتفاع ضغط الدم التبرع بالدم بشرط أن تكون حالتهم تحت السيطرة، ويجب أن تتوافق قياسات ضغط الدم مع المعايير المسموح بها.

موانع التبرع بالدم

هناك بعض الحالات التي تمنع الأفراد من التبرع بالدم، ومنها:

  • الأشخاص الذين تعرضوا لثقب أو وشم في الجلد خلال الستة أشهر الماضية.
  • الذين أقاموا أو سافروا إلى مناطق خطر الملاريا في السنوات الثلاث الماضية.
  • النساء الحوامل.
  • الأشخاص الذين أصيبوا بالسرطان سابقًا، باستثناء بعض حالات سرطان الجلد.
  • الأفراد المصابون بالهيموفيليا (بالإنجليزية: Haemophilia).
  • المستخدمون للمواد المخدرة بطريقة غير قانونية.
  • الأشخاص الذين لديهم تاريخ إيجابي لفحص الإيدز أو فيروس التهاب الكبد الوبائي B أو C.
  • أولئك الذين قضوا أكثر من 72 ساعة في السجون خلال السنة الماضية.
  • الأشخاص الذين تناولوا الأسبرين خلال 48 ساعة الماضية.
  • أي فرد يعاني من أعراض مرتبطة بفيروس الإيدز.

كيفية التبرع بالدم

تستغرق عملية التبرع بالدم حوالي ساعة كاملة من الوصول لمكان التبرع وحتى المغادرة، لكن العملية الفعلية للتبرع تحتاج إلى 8-10 دقائق تقريبًا. يُفضل أن يتناول المتبرع وجبة مناسبة قبل التبرع وشرب كميات كافية من السوائل غير الكحولية، مع تجنب التمارين الشاقة قبل العملية.

بنوك الدم

تم إنشاء أول بنك دم في عام 1936، وتُعتبر بنوك الدم المرافق التي تقوم بجمع الدم ومكوناته من المتبرعين لتوزيعها على المرضى. تقوم هذه البنوك بجمع الدم وتفصيل مكوناته حسب الحاجة الطبية.