حفظ اللسان في الإسلام
يعتبر حفظ اللسان من الأمور الجوهرية التي يتوجّه إليها المسلم بضرورة، حيث يُعدّ من علامات الإيمان أن يتحدث الانسان بكلام طيّب أو أن يسكت. أما الأحاديث المحرّمة، فهي تشمل الخوض في الباطل، والفحش، والسبّ، والبذاءة، والغيبة، والسخرية، والاستهزاء، ومن الواجب على المسلم أن يتجنبها. وقد ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قوله: “المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده”. في هذا المقال، سنتناول أهمية حفظ اللسان وأبرز الآفات التي يجب تجنبها.
أهمية حفظ اللسان في الإسلام
تحظى مسألة حفظ اللسان بأهمية كبيرة، ويمكن تلخيص فوائده في النقاط التالية:
- يعد حفظ اللسان طريقاً لنيل رضا الله تعالى، لذا ينبغي على المسلم أن يعتاد لسانه على ذكر الله لتفادي الأحاديث التي لا فائدة منها، والابتعاد عن النار التي يمكن أن يكون سبب دخول الإنسان إليها بفعل لسانه. فما ينطق به من أقوال كاذبة أو اتهامات باطلة قد يثير الفتن والمشكلات بين الناس. وقد جاء عن معاذ بن جبل -رضي الله عنه- أنه سأل النبي -صلى الله عليه وسلم-: “يا رسول الله، وإنّا لمؤاخذون بما نتكلّم به؟ فقال: وهل يُكِبّ الناس في النار على وجوههم أو قال: على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم”.
- يعتبر حفظ اللسان من أنواع الصدقات، فقد ورد في الحديث النبويّ: “أفضل الصدقة صدقة اللسان. قيل: يا رسول الله، وما صدقة اللسان؟ قال: الشفاعة تفكّ الأسير، وتحفظ الدم، وتجلب المعروف والإحسان لأخيك، وتدفع عنه المكروه”.
- يساهم حفظ اللسان في عدم تعريض الشخص لنفسه للمخاطر أو الشقاء من خلال تجنّبه للكلام المباح ما لم يكن هناك ضرورة، حيث قد يؤدي إلى مواقف غير محمودة. ويبدو أن الحكمة في وضع اللسان داخل الفم بين الشفتين والأسنان ترتبط بضرورة التقييد وعدم إطلاق الكلام إلا بحساب.
آفات اللسان
تتنوع آفات اللسان التي يجب على المسلم إدراكها وتفاديها، مثل الكذب، الغيبة، النميمة، ذم الناس، سبّهم، إفشاء أسرارهم، ومدح النفس بغير حق، أو التدخل في شؤون الآخرين إلا إذا كان بغرض إحقاق الحق وإنصاف المظلوم. فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “مَن كان يُؤمِن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت”، وهذا الحديث يحمل عدة معاني، وهي:
- أولاً: ينبغي للمؤمن عند الحديث أن يستحضر عظمة الله تعالى وأنه مطّلع على أقوال العباد، وسيحاسبهم عليها يوم القيامة.
- ثانيًا: يستحب بذل الجهد في التعوّد على الصمت ما أمكن، وتدريب النفس على ذلك بشكل تدريجي.
- ثالثًا: وإذا كان لا بدّ من الكلام، فيجب أن يكون في ما هو خير أو مباح.