أهمية الصبر في حياة المسلم
فضائل الصبر في القرآن الكريم
إن الأشخاص الذين يحملون أنفسهم على الصبر ويتحمّلون مشاق الحياة في سبيل طاعة الله وترك المعاصي، وكذلك في مواجهة الابتلاءات المحتومة، سيجني ثمارًا كثيرة من الفضائل التي أشار إليها القرآن الكريم. وفيما يلي بعض من أبرز فوائد الصبر:
- الصابر يتبع نهج الأنبياء، كما قال الله تعالى: (فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ).
- الصابر ينال معونة الله في جميع شؤونه، كما جاء في قوله -عز وجل-: (إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ).
- الصابر يحظى بمحبة الله -عز وجل-، حيث قال: (وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ).
- المَلائكة تُكرم الصابرين بالتهاني في الجنة، كما ورد في الآية: (وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ* سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ).
- الصبر واليقين هما الشرطان لنيل الريادة في العالم، حيث قال الله: (وَجَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا لَمَّا صَبَرُوا وَكانُوا بِآياتِنا يُوقِنُونَ).
فضائل الصبر في الحديث الشريف
حث النبي -صلى الله عليه وسلم- أتباعه من المسلمين على الصبر أمام الابتلاءات والمصاعب التي قد تواجههم نتيجة عمل الطاعات وترك المعاصي. وفيما يلي ذكراً لبعض الأحاديث النبوية التي تؤكد على أهمية الصبر:
- الصابر في عصرنا هذا يتمتع بأجر يُعادل أجر خمسين من الصحابة، كما قال النبي: (إنَّ مِنْ ورائِكُمْ أيامَ الصبرِ، الصبرُ فيهِنَّ كَقَبْضٍ علَى الجمْرِ لِلْعَامِلِ فِيهَا أَجْرُ خَمْسِينَ. قالوا: يا رسولَ اللهِ، أجْرُ خمسينَ منهم أو خمسينَ مِنَّا؟ قال: خمسينَ مِنْكُمْ).
- الصبر يحقق خيرات لا تعد ولا تحصى، حيث قال النبي: (ومَن يَصبِرْ يُصبِّرْه اللهُ، وما أُعْطِيَ أحدٌ عطاءً خيرٌ وأوسَعُ مِنَ الصَّبرِ).
- الصابر على فقد نعمة البصر ينال الجنة، كما جاء في الحديث: (إنَّ اللَّهَ قالَ: إذا ابْتَلَيْتُ عَبْدِي بحَبِيبَتَيْهِ، فَصَبَرَ؛ عَوَّضْتُهُ منهما الجَنَّةَ).
- الصابر على تربية البنات يجعله ذلك محصنًا من النار، كما ورد في الحديث: (مَن ابتُلي بِشَيءٍ من البناتِ فصبرَ عليهِنَّ كنَّ له حجابًا من النَّارِ).
أنواع الصبر المطلوبة من المسلم
تُشير كتب الأخلاق والتربية إلى أن الصبر ينقسم إلى ثلاثة أنواع، التي سنوضحها في النقاط التالية:
- تحمل ما كتبه الله -عز وجل- من ابتلاءات وصعوبات.
- تحمل ترك المعاصي.
- تحمل أداء الطاعات.
وقد أضاف ابن حجر العسقلاني أنواعًا أخرى للصبر، ويمكن تلخيصها كما يلي:
- الصبر لله: أي الصبر الذي يكون بهدف امتثال أوامر الله وطلب مرضاته، وليس لأجل الدنيا. وهذا النوع من الصبر يرتبط ارتباطًا وثيقًا بإلهية الله ومحبته.
- الصبر بالله: أي الاعتماد على الله في الصبر، حيث يُفوض الصابر أمره لله طالبًا العون، مما يجعله ينسب ذلك الصبر إلى الله وحده.
- الصبر على الله: وهو الرضا بما كتبه الله -عز وجل- للإنسان في قدره، دون أن يتعارض ذلك مع تحمّل الأحكام الشرعية، بل يشمل الصبر على الابتلاءات المقررة.