أهمية التعليم في تعزيز تطور المجتمع

الحد من المجاعات وتعزيز التغذية

يلعب التعليم دوراً محورياً في تعزيز الأمن الغذائي وتحسين التغذية، إضافةً إلى دعم الزراعة المستدامة. فالأم المتعلمة تمتلك الموارد والمهارات اللازمة لتوفير وجبات صحية ومغذية لأطفالها، مما يعد أساسياً لصحتهم. وفقاً لدراسات أجرتها منظمة اليونسكو في عام 2013 في الدول النامية، يعاني قرابة 47 مليون طفل من التقزم في مرحلة الطفولة المبكرة نتيجة لسوء التغذية. ويمكن إنقاذ حوالي 1.7 مليون طفل إذا حصلت الأمهات في تلك الدول على التعليم الابتدائي، بينما يمكن تحسين أوضاع حوالي 12.2 مليون طفل بشرط حصول الأمهات على التعليم الثانوي.

تعزيز النمو الاقتصادي والازدهار

يساعد التعليم الأفراد في تحسين أدائهم في العمل، وبالتالي يصبحون أكثر قدرة على تحقيق النمو الاقتصادي المستدام. يعتبر التعليم محركاً أساسياً لتحقيق التنمية والازدهار الاقتصادي. وقد أظهرت دراسات متعددة أن كل عام من التعليم يساهم في زيادة متوسط الناتج المحلي الإجمالي بنسبة تصل إلى 37%. علاوة على ذلك، أوضح تقرير الرصد العالمي للتعليم الذي صدر في عام 1965 أن البالغين في منطقة شرق آسيا والمحيط الهادئ قد درسوا بمعدل 2.7 سنوات أكثر من نظرائهم في منطقة جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا، مما أدى إلى نمو سنوي متوسط لدخل الفرد في شرق آسيا والمحيط الهادئ بحدود 3.4%، مقابل 0.8% فقط في منطقة الصحراء الكبرى في أفريقيا.

تقدم المجتمعات وتطويرها

يلعب التعليم دوراً هاما في تطوير المجتمعات وأحدث تحولاتها، فلا يمكن لأي مجتمع أن يتحسن ويتقدم إلا من خلال التعليم. تعتمد الثقافة المجتمعية بالأساس على تعليم الأفراد، حيث يكون الأفراد المتعلمون أكثر وعياً بأهمية تجاوز القواعد النمطية والتقاليد غير المبررة لتعزيز التنمية والتقدم المجتمعي. كما تُعزز مشاركة الأفراد المتعلمين في التصويت، وتقلل من نسب الطلاق والتدخين في المجتمع. ومن ثم، يعتبر التعليم قوة دافعة لنشر الخير في المجتمعات ووسيلة لتحقيق الأعمال بشكل أفضل مع فوائد أكبر.