أهمية الثروة السمكية
تشير الثروة السمكية إلى ما تحتويه الموارد المائية الطبيعية من أسماك وغيرها من الكائنات البحرية. وهي تعكس التنوع البيولوجي من حيث السلالات والأنواع والأعداد والتجمعات التي يمكن صيدها بطرق قانونية.
تضطلع الثروة السمكية بدور حيوي في نظم الإمداد الغذائي البشرية ورفد النظم البيئية المائية. حيث تعد الأسماك من أبرز السلع الغذائية المتداولة عالميًا، وتساهم مصايد الأسماك بشكل كبير في تحقيق الدخل المستدام وتوفير فرص العمل في العديد من الدول. تمثل الأسماك نحو 20% من إجمالي البروتين الحيواني المستهلك في العالم، وفي دول معينة مثل أيسلندا واليابان، تشكل الأسماك المصدر الرئيسي للبروتين الحيواني.
تواجه الموارد السمكية عددًا من التحديات، بما في ذلك الصيد الجائر، والتنمية الساحلية، والتلوث الناجم عن الأنشطة البشرية، مما يؤثر على مخزونات الأسماك وبيئاتها. كما ينعكس هذا الغير سليم على التنوع البيولوجي وإمدادات الأسماك المخصصة للاستهلاك البشري وغيرها من الاستخدامات.
تتزايد أهمية الثروة السمكية من عدة جوانب، أبرزها:
القيمة الغذائية
تُعتبر المأكولات البحرية غذاء غنيًا بالمغذيات، حيث تحتوي على بروتين عالي الجودة إلى جانب كونها مصدرًا للفيتامينات المتعددة مثل فيتامين أ، ب، د، فضلاً عن المعادن الأساسية مثل الكالسيوم، الفوسفور، الحديد، والزنك. وهي أيضًا غنية بأحماض أوميغا 3 الدهنية، التي تتواجد في جميع أنواع الأسماك، ولكن بكثرة في الأنواع الدهنية مثل السلمون والسردين.
تتعدد فوائد تناول الأسماك، ومنها:
- تقليل خطر الإصابة بمرض السكري ومتلازمة الأيض.
- تقليل مخاطر التهاب المفاصل.
- تحسين معدل الذكاء والنمو المعرفي للأطفال.
- دعم صحة القلب من خلال تخفيض ضغط الدم وتقليل مخاطر النوبات القلبية والسكتات الدماغية.
- تعزيز وظائف المخ ونمو الأعصاب والرؤية للجني.
- تقليل خطر الإصابة بالاكتئاب واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه والأمراض العصبية مثل الزهايمر.
التجارة
شهد قطاع مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية توسعًا ملحوظًا خلال العقود الأخيرة، حيث بلغ إجمالي الإنتاج والتجارة والاستهلاك أرقامًا قياسية في عام 2018. تسهم دول مثل الصين وإندونيسيا والبيرو والمغرب وبنغلاديش والهند والفلبين وفيتنام بشكل كبير في إنتاج الأسماك عالميًا، بينما تُعتبر صناعة الأسماك من أهم القطاعات في كوريا.
تقوم بعض الدول مثل البرتغال وكندا والنرويج وهولندا بتصدير كميات أكبر من الأسماك مقارنة بما تستورده، بينما تستورد دول كألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا كميات أكبر من تلك التي تصدرها. تُعتبر الأسماك جزءًا من المأكولات التقليدية في الدول مثل البرتغال واليابان والنرويج والسويد.
الصناعة
تلعب الثروة السمكية دورًا صناعيًا بارزًا، يشمل عدة جوانب مثل:
- علف الحيوانات: يمكن استخدام الأسماك في تصنيع أعلاف الحيوانات لتلبية احتياجاتها الغذائية.
- زيت السمك: يتمتع بخصائص فريدة ويستخدم في تصنيع منتجات متنوعة في عدة صناعات.
- دقيق السمك: يُعتبر مصدر بروتين ممتاز للحيوانات البالغة والرضع.
- روث الأسماك: يُستخدم كسماد ومنتج ثانوي في صناعات الغراء وزيت السمك.
- غراء السمك: يُستخرج من مكونات الأسماك ويستخدم كمادة لاصقة ذات جودة عالية.
- جلد الأسماك: تُستخدم جلود بعض الأنواع في صناعة المنتجات الجلدية.
المجال الطبي
يتم استخدام الأسماك لاستخراج الأنسولين، وعندما تتطلب العلاجات أنسولين منخفض التركيز، يُستخدم أنسولين السمك، الذي يتسم بانخفاض محتواه من السكر مما يتيح لمرضى السكري تناوله بأمان.
الرياضة والترفيه
يعد صيد الأسماك نشاطًا ترفيهيًا هامًا للعديد من الأشخاص، كما تضيف أحواض السمك في المنازل أو الأماكن العامة قيمة جمالية للمكان.
التنمية الاجتماعية
يمكن أن تسهم ممارسات الاستزراع السمكي على نطاق صغير في المناطق الريفية في تحسين مستوى معيشة الصيادين، مما يساعد على توليد الدخل. يعمل مزارعو المحاصيل حاليًا على إنتاج الأسماك جنبًا إلى جنب مع زراعة محاصيلهم، مما يسهم في تعزيز النشاط الزراعي وزيادة فرص العمل مع تقليل التكلفة كما أن معظم مشاريع الاستزراع السمكي تدار محليًا وتوزع جغرافيًا.