أهمية التوحيد في الإسلام
لقد أرسل الله تعالى الرسل وأنزل الكتب السماوية لدعوة البشرية إلى عبادة الله وحده، وعدم الشرك به. يتمتع التوحيد بعدد من الفوائد الهامة، منها:
- إنّ التوحيد هو الهدف الأسمى من خلق الله للإنسان والجن، كما قال الله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ). لذا، تم بعث الأنبياء والرسل لعبادة الله وحده. من يطيع الله يدخل الجنة، ومن يعصاه يُعاقب في النار. ولا تعتبر العبادة عبادة ما لم تكن مصحوبة بالتوحيد.
- التوحيد هو فطرة الإنسان الأولية، حيث يولد الإنسان مؤمناً بفطريته بوجود الله. وقد زرع الله في قلوب البشر ميلاً نحو توحيده، وأي اعتقاد مخالف كالإشراك يعد اعتداءً على الفطرة السليمة.
- التوحيد يعد شرطاً أساسياً للجهاد، فهو من الأهداف التي يستهدفها تأكيد الإيمان، ويعتبر شرطاً لتحقيق النصر والتمكين في الأرض. وقد أوصى الله المؤمنين بالجهاد لحماية سبيله وإقامة التوحيد في قلوبهم.
- يُعد التوحيد شرطاً لقبول الأعمال الصالحة عند الله؛ فلا يقبل الله عملاً إلا إذا كان خالصاً له دون أي شائبة من الشرك.
أنواع التوحيد
قسّم العلماء التوحيد إلى ثلاثة أنواع رئيسية، وهي:
- توحيد الربوبية: ويعني الاعتراف بأن الله هو الخالق والمالك لجميع المخلوقات. وقد اتفق عليه معظم الناس، ولم يعارضه سوى القليل من الملحدين. حتى الكفار كانوا يُقرّون بهذه الحقيقة كما جاء في قوله تعالى: (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ۖ فَأَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ).
- توحيد الألوهية: ويعني الاعتراف بأن الله وحده هو المستحق للعبادة، وخدمة الله تتم وفق ما شرعه وليس من خلال الأهواء أو البدع.
- توحيد الأسماء والصفات: ويقصد به إثبات ما أثبته الله لنفسه أو ما أكدته رسالته، مثل صفات القوة المطلقة، بالإضافة إلى نفي الصفات التي نفاها الله عن نفسه، مثل النوم. ولذلك، يجب على المسلم أن ينفي صفة النوم عن الله -عز وجل-.
فضل التوحيد
يعتبر التوحيد أساس الدين ورأس الأمر، وهو أفضل الأعمال التي تقرب الإنسان إلى الله. كما أنه المفتاح لدخول الجنة، وعند الله -عز وجل- في الميزان، يُعتبر أثقل من السماوات والأرض، وهو الوسيلة التي تصل العباد إلى رضا الله -تعالى-.