أهمية الرحمة ودورها في تحسين جودة الحياة

أهمية الرحمة في الحياة

تعتبر الرحمة صفة نبيلة تعكس رقة القلب وسعة الصدر، وهذا هو الطريق لنيل محبة الله ومن ثم محبة الناس. إن أهمية الرحمة تنبع في المقام الأول من كون الله تعالى متصفاً بهذه الصفة العظيمة، فهو الرحمن الرحيم الذي تشمل رحمته كل شيء. وبلا شك، فإن للرحمة فوائد عديدة، منها:

  • تعد الرحمة وسيلة لنيل رحمة الله، كما جاء في الحديث: الراحمون يرحمهم الله.
  • الرحمة تساعد في كسب محبة الله ورضاه، بالإضافة إلى محبة سكان الأرض والسماء.
  • تمنح الشخص فرصة التميز بأخلاق الأنبياء والمرسلين، الذين يُعتبرون المثال الحي لخلق الرحمة.
  • تكون سبباً لمغفرة الله وستر الذنوب، سواء الصغيرة أو الكبيرة.
  • تشكل أحد الأسس التي يبنى عليها المجتمع، إذ تعزز روابط المحبة والتعاون بين أفراده. كما أشار النبي ﷺ: مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كالجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
  • تساهم في تحقيق السلام الداخلي والشعور بالأمان في المجتمع، إذ يشعر المسلم بالسكينة النفسية عندما يتحلى بخلق الرحمة.

مفهوم الرحمة

تأتي كلمة “رحمة” من جذر (رحم) الذي يشير إلى الرقة والعطف. فالرحمة تعبر عن رقة القلب وقدرة على الإحساس بمعاناة الآخرين، وهي هدف نبيل يجسد أخلاقنا وضميرنا وديننا، مما يعزز مشاعر الإخاء في مجتمعاتنا. كما تعد دعوة للاعتذار والمغفرة، حيث تبدأ الرحمة من الله سبحانه وتعالى، وبنبيه الكريم محمد صلى الله عليه وسلم الذي اتصف بهذه الصفة ودعا إليها. ولنتذكر قوله: ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.

أهمية الرحمة في الإسلام

يجدر بنا تسليط الضوء على بعض الممارسات التي تحث على التحلي بالرحمة وتروّج لها، ومن ذلك:

  • رحمة الله بعباده؛ فهو الذي لا يكلف النفس إلا وسعها.
  • رحمة النبي محمد صلى الله عليه وسلم بالمؤمنين، كما ذكر في القرآن: لقد جاءكم رسولٌ من أنفسكم عزيزٌ عليه ما عنتم، حريصٌ عليكم بالمؤمنين رؤوفٌ رحيم.
  • رحمة النبي محمد صلى الله عليه وسلم بالكفار؛ فرغم إيذائهم له، كان كثير المسامحة والرحمة، كما في مواقف العفو عن الأسرى في الغزوات.
  • دعوة الإسلام للرحمة بالحيوانات؛ فقد ورد أن رجلاً دخل الجنة بفضل كلب سقاه، بينما امرأة عُذبت بسبب هرة.
  • بر الوالدين؛ يُعدّ من أعمق صور الرحمة، كما جاء في قوله تعالى: واخفض لهما جناح الذل من الرحمة، وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا.
  • رحمة الرسول صلى الله عليه وسلم بالجميع، من الكبار والصغار، القوي والضعيف، فقد كان يوصي الصحابة بعدم إيذاء الأطفال والنساء والشيوخ، وعدم قطع الأشجار، مما يدل على سعة رحمته.

ختاماً، يقول الله تعالى: (قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفَاقِ ۚ وَكَانَ الْإِنْسَانُ قَتُورا) حيث خُلق كل إنسان على فطرة سليمة تحتوي على بذور الخير. من يحافظ على هذه البذور ويرعاها، فقد حظي بالسعادة والفوز بجنة عرضها السماوات والأرض، أما من أهملها فقد حرم من تلك النعمة وعاش في الشقاء.