أهمية الفنون الشعبية ومزاياها الرئيسية

يُعد الفن الشعبي وسيلة قوية للتعبير عن ثقافة المجتمع، حيث يقوم بنقل القيم الجمالية والتقاليد المجتمعية. يشتمل الفن الشعبي على مجموعة متنوعة من الوسائط والديكورات العملية، مثل القماش، والتطريز، والمعادن، والفخار. تعكس هذه الأشكال الفنية المجتمع وتقاليده، ومن خلال هذا المقال، سنبرز أهمية الفنون الشعبية وفوائدها.

أهمية الفن الشعبي

تعتبر الفنون الشعبية من الفنون البصرية البسيطة التي تُصنع يدويًا باستخدام أدوات بسيطة، حيث يرتبط هذا الفن بجماعات صغيرة من الفنانين الشعبيين. يُشير مفهوم الفن الشعبي إلى الشعب والتفرد الفني الذي يُميز إبداعهم، ويختلف عن الفئات الحرفية الأخرى، حيث يحمل مصطلح الفن الشعبي تنوعًا واسعًا من الأنماط الفنية.

الجانب النفعى للفن الشعبي

يوجد لكل مجتمع قيمه وتقاليده التي ينقلها عبر الفن الشعبي، الذي يعد من الحرف المميزة. تشمل مجموعة هذه الفنون الوسائط النفعية والزخرفية، كالأخشاب، وصناعة الفخار، والتطريز بكل أنواعه. يُنقل الفن الشعبي بين المجتمعات غير الرسمية من خلال الخبراء والحرفيين، ويُعتبر وسيلة لإنتاج مستلزمات الحياة واحتياجات البشر. لذلك، يُفضَّل بعض الأشخاص اعتبار أشكال الفن الشعبي شيء منفصل عن الأشكال الجمالية التقليدية. يركز الفنان الشعبي على الديمومة أكثر من كونه مجرد وسيلة لكسب العيش، مما يفسر عدم استمرار بعض الفنون والحرف الشعبية.

عودة أصول الفن الشعبي

عند اعتبار الفن الشعبي جزءًا من التراث الثقافي والحضاري، تم إنشاء مجموعات حكومية مخصصة لمبادرات تهدف إلى توثيق ما تبقى من التراث الشعبي التقليدي وتطويره. تشمل هذه المبادرات إنشاء أماكن متخصصة لتعليم أصول الفنون الشعبية، وذلك من أجل الحفاظ على فنون المجتمع وتقاليده من الانقراض. سعت بعض المجتمعات إلى استعادة مجد الفنون الشعبية من خلال مختلف المجالات الفنية لجذب السياح، ومن المثير للدهشة أن الطبقات الثرية تميل إلى استخدام هذه الفنون والحفاظ على تراث الفن الشعبي.

حضارات اهتمت بالفنون الشعبية

نستعرض هنا بعض الحضارات التي أبدت اهتمامًا بالفن الشعبي:

  • أميركا الجنوبية: تُعتبر دول مثل الأرجنتين وإكوادور من أبرز البلاد المعروفة بأصول فنونها الشعبية، حيث لا تزال تصنع المنسوجات الصوفية المحلية والقبعات المصنوعة من الصوف.
  • الكيمونو الياباني: رغم كون اليابان دولة متقدمة اقتصاديًا، إلا أنها لا تزال تحتفظ بالكيمونو المصنوع من الأقمشة الحريرية المزخرفة، والذي يُعد رمزًا بارزًا للتراث الياباني وموضع اهتمام للكثير من الزائرين.
  • الخزف المغربي: تُعد المغرب من البلدان الشهيرة بإنتاج الخزف، مثل الخزف القروي المستخدم يوميًا والخزف الحضري المعروف بألوانه الزاهية ونقوشه التراثية.
  • التلي الأسيوطي في مصر: يُعتبر فن التلي، الذي توارثته النساء في الصعيد عبر الأجيال، نوعًا من الأنسجة المعدة بالأشرطة المعدنية الرقيقة على قماش حريري أو قطن، وقد كانت الخيوط قديمًا مصنوعة من الفضة الخالصة، والآن تُستخدم الخيوط المصنوعة من النحاس المطلي بالفضة.

رموز الفن الشعبي

تستخرج الرموز الشعبية من الطبيعة والطقوس الدينية وظروف حياة الفنان. من بين هذه الرموز:

  • شجرة النخيل: ترمز إلى الوفرة والخصوبة.
  • الأسد: يُستخدم كمؤشر على القوة والشجاعة.
  • الثعبان: يُعتبر رمزًا للشر أو الحقد، وأحيانًا يُرتبط بالجن أو الشياطين.
  • الكف والعين: يُستخدم كدرع للحسد وإبعاد العين.
  • الدائرة: تُظهر الكثير من المعتقدات القدسية، كالشمس والقمر.

الرموز اللونية في الفن الشعبي

غالبًا ما يستخدم الفنانون ألوانًا تعبيرية للدلالة على معانٍ معينة. من بين هذه الألوان:

  • الأبيض: يرمز إلى الطهارة والسلام والابتعاد عن الحروب.
  • الأسود: يعتبر رمزًا للشر والضيق.

تُعتبر الفنون الشعبية شكلًا من أشكال الفن التقليدي، الذي يتميز بسهولة تعلمه وتوريثه عبر الأجيال. يستمر البعض في تطوير هذه الفنون إلى مستويات متميزة تبهر الجميع.