أهمية المساحات الخضراء من منظور بيئي
تتجلى أهمية المساحات الخضراء من خلال الآثار الإيجابية المتعددة التي تحدثها على البيئة، ومن أبرز هذه الآثار:
- التخفيف من تأثير ظاهرة الجزر الحرارية الحضرية: تشير هذه الظاهرة إلى ارتفاع درجة الحرارة في المناطق الحضرية مقارنةً بالمناطق الريفية بنحو 3-4 درجات مئوية. تحدث هذه الظاهرة نتيجة الأنشطة البشرية المكثفة في المدن مثل وسائل النقل والأنشطة الصناعية، حيث يتم احتباس الحرارة في الشوارع الضيقة والمباني الخرسانية.
- إقامة أنظمة بيئية جديدة في المدن: تسهم المساحات الخضراء في إنشاء أنظمة بيئية جديدة، تجذب أنواعاً متنوعة من الكائنات الحية مثل الطيور والحشرات.
- تحسين جودة الحياة: تساعد المساحات الخضراء في تقليل آثار التلوث البيئي عن طريق امتصاص العديد من الغازات والملوثات مثل غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يؤدي إلى تغيّر المناخ، مما يساعد على رفع مستوى جودة الهواء والبيئة في المناطق الحضرية، وبالتالي تعزيز نوعية الحياة.
- الحد من مخاطر الفيضانات: تُعَدّ غابات السهول الفيضية حلاً طبيعياً فعالاً للتحكم في الفيضانات، كما توفر هذه المناطق مساحات للاسترخاء وتربية الأسماك.
- توفير مواطن للكائنات الحية: تساعد المساحات الخضراء على خلق بيئات طبيعية تضمن مأوى مختلف الكائنات الحية، وبالتالي دعم الحفاظ على الحياة البرية.
الأهمية الاقتصادية للمساحات الخضراء
تنعكس المساحات الخضراء إيجابياً على الجانب الاقتصادي، ومن أهم جوانب هذه الأهمية:
- زيادة إنتاجية العمل: يسهم وجود المساحات الخضراء في أماكن العمل في رفع معنويات الموظفين وزيادة إنتاجيتهم، حيث تشير الدراسات إلى أن المناظر الطبيعية القريبة من المكاتب تقلل من مشاعر القلق والإجهاد.
- تنشيط الاقتصاد: أظهرت دراسات أجرتها كاثلين وولف من جامعة واشنطن أن إقبال المارّة على الشراء في الأماكن التجارية المزوّدة بالأسطح الخضراء ارتفع بنسبة تتراوح بين 9-12% مقارنةً بتلك التي تفتقر لهذه المزايا.
- خفض تكاليف معالجة المشكلات البيئية: تساهم المساحات الخضراء في تقليل التكاليف المحلية والإقليمية المتعلقة بمواجهة التلوث والفيضانات.
- فتح فرص استثمارية: يعتبر استثمار المساحات الخضراء مصدراً مهماً لزيادة الدخل من خلال استغلال الأراضي كمساحات خضراء أو من خلال ارتفاع قيمة الأراضي المحيطة بها نظراً لقربها من هذه المساحات.
الأهمية الاجتماعية للمساحات الخضراء
تلعب المساحات الخضراء دوراً محورياً في استقرار المجتمع من خلال آثارها الإيجابية التي تتجلى في:
- تقليل الضغوط النفسية: أظهرت الدراسات أن وجود المساحات الخضراء، سواء كانت حدائق أو أشجار، يسهم بشكل فعال في تقليل المشاجرات والعنف الناتج عن الضغط النفسي.
- خفض معدلات الجريمة: تساهم المساحات الخضراء في التقليل من السلوكيات النفسية الموصلة للعنف، كما أنها تزيد من الحركة الاجتماعية والمراقبة الجماعية للأحياء مما يقلل من فرص وقوع الجرائم.
- تحسين التركيز لدى الأطفال: تساعد البيئات الطبيعية الأطفال على زيادة تركيزهم وتحسين قدرتهم على إنجاز المهام، حيث أظهرت دراسة أميركية نتائج إيجابية على الأطفال الذين يعانون من اضطراب نقص الانتباه بعدما قضوا وقتاً في المساحات الخضراء.
أهمية المساحات الخضراء للصحة
تلعب المساحات الخضراء دورًا حيويًا في تعزيز صحة الأفراد من خلال ما يلي:
- تحسين الأداء الذهني وتعزيز الوظائف الإدراكية.
- تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
- الحد من انتشار مرض السكري من النوع الثاني.
- تأثير إيجابي على صحة النساء الحوامل والأطفال.
- خفض نسبة الوفيات، حيث أظهرت دراسة نشرت عام 2008 في مجلة (Lancet) أن متوسط العمر المتوقع للأفراد في المناطق الريفية متساوي تقريباً بين ذوي الدخل المرتفع والمنخفض.
- تسريع شفاء المرضى، حيث أظهرت دراسة أجراها روجر أولريخ أن المرضى الذين كانت غرفهم تطل على مساحات خضراء سجلوا زيادة في نسبة التعافي بنسبة 8.5% مقارنةً بما كانوا عليه في غرف عادية.
تعريف المساحات الخضراء
تعرف المساحات الخضراء بأنها المناطق العامة التي توفر أماكن ترفيهية، مثل الحدائق والمتنزهات العامة والبيئات الطبيعية والغابات، أو المساحات الخضراء القريبة من المدن المستخدمة للاستجمام. يُستخدم هذا التعريف بشكلٍ شائع في الدراسات الأوروبية، كما هو موضح في الأطلس الأوروبي للمصطلحات الحضرية برمز 14100.
ويوجد العديد من التعريفات المتعلقة بالمساحات الخضراء إذ لا يوجد تعريف معتمد عالمياً، فقد تشمل المساحات الخضراء التضاريس الطبيعية، وكذلك المساحات الخضراء في المدن مثل أشجار الشوارع، فضلاً عن المساحات المائية بمختلف أحجامها. ومن أشهر المساحات الخضراء الموجودة في المدن هي المتنزهات العامة، بالإضافة إلى ملاعب الأطفال، والساحات المدرسية، وجوانب الطرق، وممرات الأنهار، وحدائق المنازل.