أهمية النية
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى). فالنية تمثل جوهر العمل، حيث تميز بين العمل الصالح وغير الصالح. إذا كانت النية صادقة، فإن العمل يكتسب قيمته، أما إذا كانت فاسدة، فإن العمل يفقد قيمته. ومن الجوانب المهمة للنية أنها تساعد في التفريق بين العادة والعبادة. فعلى سبيل المثال، الجلوس في المسجد يُعتبر عادةً إذا كان بهدف الراحة، في حين أنه يُعد عبادة إذا كان بقصد الاعتكاف. كما أن الغسل يمكن أن يكون عبادة أو عادة حسب النية، فإذا كان الهدف هو النظافة، فهو عادة، وإذا كان بقصد الطهارة، فهو عبادة. كذلك تساهم النية في تمييز العبادات عن بعضها؛ فصلاة الأربع ركعات قد تكون فرضاً أو سنة، لكن النية تعبر عن المقصد الحقيقي، والصيام أيضاً يمكن أن يكون فرضاً أو نافلة، إلا أن النية تحدد الهدف.
تعريف النية
في اللغة، تعني النية القصد والعزم على القيام بشيء معين. فمثلاً، يقال: نوى القوم منزلاً أي قصدوا الذهاب إليه. كما يُقال: نوى الأمر، أي عزم عليه. وفي التعريفات الفقهية، عُرفت النية بطرق متعددة. فعرفها ابن عابدين الحنفي بأنها قصد الطاعة والعبادة والنزول بالقرب من الله سبحانه وتعالى. وعرّفها المالكية على أنها القصد الصادر من المكلف في الشيء المأمور به. بينما عرفها ابن النووي من الشافعية بأنها العزم في القلب لأداء الفرض أو غيره. ومن جانب آخر، عرفها البهوتي من الحنابلة بأنها عزم القلب على أداء العبادة طلباً لنيل مرضاة الله تعالى.
محل النية وحكم التلفظ بها
تُؤخذ النية من القلب فقط، ولا يُشرع للمسلم التلفظ بها، حيث لم يُثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أو عن الصحابة رضوان الله عليهم ما يدل على جواز التلفظ بالنية. بل يُحبذ إخفاؤها، مما يعكس صفاء القصد وصدقه.