أهمية الاجتهاد في العمل
تتجلى أهمية الاجتهاد في العمل من خلال العديد من الآيات القرآنية التي تؤكد على ضرورة إتقان العمل وأدائه بشكل diligente ومثالي. يقول الله تعالى: (وَيُبَشِّرُ المُؤمِنينَ الَّذينَ يَعمَلونَ الصّالِحاتِ أَنَّ لَهُم أَجرًا كَبيرًا). ويُعَتَبر الاجتهاد في العمل مؤشراً على الإتقان والبلوغ إلى مرحلة الإحسان، حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الإحسان: (أنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأنَّكَ تَرَاهُ، فإنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فإنَّه يَرَاكَ). وفيما يلي بعض الأسباب التي توضح مدى أهمية الاجتهاد في العمل:
- الاجتهاد في العمل يُعتبر من مظاهر الإحسان.
- يُعد الاجتهاد في العمل سبيلاً لكسب الحلال من خلال إتقان العمل؛ حيث يعود ذلك بالنفع على العامل من حيث التقدير والمكافآت المالية، حتى وإن لم يحصل على أجر في الدنيا، فإن الثواب في الآخرة عظيم بإذن الله إذا كانت نيته طيبة.
- يمثل الاجتهاد في العمل استغلالاً للأوقات في ما هو نافع؛ كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لا تزول قدما عبدٍ حتى يُسألَ عن عمُرهِ فيما أفناهُ، وعن علمِه فيما فعل، وعن مالِه من أين اكتسَبه وفيما أنفقَه، وعن جسمِه فيما أبلاهُ).
- يُسهم الاجتهاد في العمل في زيادة الإنتاج، والترويج للسلع وتحسين المبيعات، مما يعود بالنفع على أصحاب الأعمال والمجتمع ككل؛ حيث يخلق ذلك فرص عمل ويعزز الاستقرار المالي.
- تشجيع الاجتهاد في العمل يُعزز التنافس في الخير، حيث قال الله -تعالى-: (وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ) وأيضًا (فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ)، مما يعزز الهمم ويزيد من الإنتاجية، ويشعر المؤمن بأنه يقوم بأداء عمله بأفضل الطرق.
- يُعتبر الاجتهاد في الوظيفة شكلاً من أشكال العبادة؛ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (فلا يَغْرِسُ المُسْلِمُ غَرْسًا، فَيَأْكُلَ منه إنْسَانٌ، وَلَا دَابَّةٌ، وَلَا طَيْرٌ، إلَّا كانَ له صَدَقَةً إلى يَومِ القِيَامَةِ).
- الإهمال وعدم الاجتهاد في العمل قد يُعتبر من الأمور المحرمة.
- الإخلاص في العمل هو أحد الأمور التي توصي بها الشريعة وتدعو إليها.
- يجب الحفاظ على الأمانة في العمل، والتي تتضمن حفظ الحقوق والواجبات الوظيفية، والالتزام بها، والعمل على أدائها بطريقة احترافية بإذن الله -تعالى-.
كيفية الاجتهاد في العمل
من التساؤلات المطروحة هي كيفية الاجتهاد في العمل وما إذا كان ذلك يعني قضاء كل الوقت فيه، ويمكن تلخيص الاجتهاد في النقاط التالية:
- الإخلاص في العمل.
- تجديد النية، وجعلها مخصصة لله تعالى ونفع الآخرين.
- أداء المهمات بشكل ممتاز.
- تحقيق التوازن بين العمل ووقت الراحة.
- إتقان العمل وتنفيذه بالطريقة المطلوبة.
- التنافس الإيجابي في مجال العمل وفي الخير.
- احتساب أن العمل عبادة وله أجر عظيم بإذن الله.
- وعي أن عدم تنفيذ العمل كما ينبغي قد يُعتبر خيانة للأمانة ودخولاً في دائرة المحرمات.
الإحسان في العمل
إن الإحسان هو درجة عالية لا يصل إليها إلا المقربون من الله -عز وجل-، ويتمثل في عبادة الله كأنك تراه. ومن الشروط اللازمة للإحسان في العمل:
- تطابق العمل مع الكتاب والسنة.
- أن يكون العمل خالصاً لله تعالى.
- استشعار مراقبة الله -تعالى- عند القيام بالعمل، مما يسهم في الاجتهاد وأداء العمل بأفضل صورة.