ما هو العدل؟
يُعرّف العدل وفقاً للغة بأنه نقيض الجور، بينما يرى علماء الشريعة أنه يمثل تطبيق القوانين الإلهية كما وردت في كتاب الله -عزّ وجلّ- والسنّة النبوية. يُعتبر العدل أيضاً التوزيع العادل للحقوق والواجبات بين الأفراد، أو بعبارة أخرى التزام كل شخص بحقوق الآخرين. لقد جاء الإسلام ليحث الأفراد على تحقيق العدل في المجتمعات، كما جاء في قوله تعالى: {إِنَّ اللَّـهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّـهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا}. وقد أشار الله عزّ وجلّ إلى أن إقامة العدل تُعتبر وسيلة للابتعاد عن المعاناة والمشاق في حياة الإنسان المسلم، حيث قال جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما-: (بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يوزع غنيمةً بالجعرانة، إذ قال له رجل: اعدل، فقال له: لقد شقيت إن لم أعدل).
أهمية العدل
دور العدل في حياة الفرد
للعدل دور محوري في حياة الأفراد، ومن أبرز جوانبه:
- يُعزز محبة الله للعبد: فممارسته للعدل تعكس أخلاق الفاضل، كما جاء في القرآن: {وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}، والمقسطون هم من يُعرفون بعدالتهم.
- يُحقق الطمأنينة لدى الأفراد: عندما يسود الظلم وتقل مظاهر العدل، يجد الشخص نفسه دائماً في حالة من القلق حيال حقوقه، مما يُفقده الشعور بالأمان والاستقرار.
- يُسهم في استجابة الدعاء: حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (ثَلاثَةٌ لا تُرَدُّ دَعوَتُهم: الإمامُ العادِلُ، والصَّائِمُ حتى يُفطِرَ، ودَعوَةُ المَظلومِ تُحمَلُ على الغَمامِ، وتُفتَحُ لها أَبوابُ السَّمَواتِ، ويَقولُ الرَّبُّ عزَّ وجلَّ: وَعِزَّتي لَأَنصُرنَّكِ ولو بعْدَ حينٍ).
- يُعتبر العدل وسيلة للنجاة من عذابه تعالى: فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (ما من أميرِ عشرةٍ إلا يُؤتَى به يومَ القيامةِ مغلولًا؛ لا يَفُكُّه من ذلك الغَلِّ إلا العَدلُ).
- يمثل العدل مقياس الله في الأرض، حيث يُستعاد للمظلوم حقه من الظالم.
دور العدل في المجتمعات
- يُساهم في استقرار البلاد: فلا شك أن تطبيق العدل يؤدي إلى نهضة المجتمعات. وقد كتب أحد عمال الخليفة عمر بن عبد العزيز يُعبر عن حالة الخراب في البلاد، فأجاب عمر -رحمه الله- قائلاً: “ما بعد، فقد فهمت كتابك وما ذكرت من خراب مدينتكم. إذا قرأت كتابي، فحصنها بالعدل، وانقُ طرقها من الظلم، فإنه مرمَّتُها، والسلام”.
- غياب العدل يؤدي إلى خراب الأمة: كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أَيُّهَا النَّاسُ، إنَّما أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ أنَّهُمْ كَانُوا إذَا سَرَقَ فِيهِمِ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ، وإذَا سَرَقَ فِيهِمِ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عليه الحَدَّ، وَأيْمُ اللهِ لو أنَّ فَاطِمَةَ بنتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا).
- يُساعد في جذب غير المسلمين إلى الإسلام.
- يُعزز العلاقة بين الحاكم والمحكوم.
- يُرسخ مبادئ التعاون والتآزر بين أفراد المجتمع.