ما هي الأهمية التي تحملها التنشئة الاجتماعية للأطفال؟ وما هي العوامل التي تؤثر فيها؟ تعتبر التنشئة الاجتماعية عملية أساسية، حيث تُمثل سلسلة مستمرة من التعلم تتضمن اكتساب القيم والمهارات الاجتماعية والسلوكيات، بالإضافة إلى تشكيل الهوية الشخصية. يقوم الأفراد بتطوير شخصيتهم من خلال تفاعلهم مع المجتمع من حولهم، ويمكن الاطلاع على أهداف التنشئة الاجتماعية للأطفال أدناه.
أهمية التنشئة الاجتماعية للأطفال
تلعب التنشئة الاجتماعية دوراً حيوياً في حياة الطفل، وتبرز أهميتها من خلال النقاط التالية:
- تساعد التنشئة الاجتماعية الطفل في اكتساب القدرة على التفاعل والاندماج مع أفراد المجتمع.
- يتعلم الطفل من خلالها مهارات التواصل ويتعرف على تقاليد ولغة مجتمعه، مما يعزز قدرته على بناء علاقات اجتماعية والحفاظ على النظام الاجتماعي.
- تساهم في تشكيل شخصية الطفل، لذا من الضروري أن يزرع الآباء فيها روح المسؤولية منذ الصغر.
- تعزز من الصحة النفسية للطفل، مما يجعله يشعر بالانتماء ويصبح فرداً طبيعياً غير منعزل.
العوامل المؤثرة على التنشئة الاجتماعية
تعتبر التنشئة الاجتماعية عملية تقوم على استيعاب قيم ومعايير المجتمع، وقد تأثرت بتوجهات مجموعات معينة. من العوامل التي تؤثر على التنشئة الاجتماعية ما يلي:
1- الأسرة
تُعتبر الأسرة واحدة من أكثر العوامل تأثيراً على التنشئة الاجتماعية للفرد، وتساهم في ذلك من خلال:
- تعزيز ثقة الطفل بنفسه وبالآخرين، حيث تتكون أخلاقيات احترام الذات من خلال العلاقات الأسرية.
- غرس روح المسؤولية والالتزام بالقيم المجتمعية، بالإضافة إلى تقديم الإرشادات التعليمية ذات الصلة بمستوى الأسرة الاجتماعي.
- تنمية السلوك المعرفي لدى الطفل عبر تجارب الحياة الأسرية.
- تشجيع السلوك الإيجابي والعمل على تقليل السلوك السلبي من خلال التوجيهات الأسرية.
2- المدرسة
تسهم المدرسة في توفير مناهج تعليمية رسمية تهدف إلى تعزيز القيم والأخلاق. يعمل المعلمون على تنشئة الأطفال من خلال تشجيع قيم المشاركة والتعاون.
3- الأصدقاء
للأصدقاء دور أساسي في عملية التنشئة الاجتماعية؛ إذ يشيد الأصدقاء علاقات متبادلة فيما بينهم، ويتعلم كل منهم من الآخر دون أي ضغط. كما أن اللعب مع الأصدقاء يسهم في تعلم تبادل الأدوار.
وفي مرحلة المراهقة، تؤثر الصداقات على اهتمامات الشباب مثل الموضة والموسيقى والتكنولوجيا وفي بعض الأحيان المخدرات، ولكن أثر الصداقات يبدأ بالتقليل عند بلوغ الثلاثينات من العمر.
4- الإعلام
يحمل الإعلام تأثيراً كبيراً على التنشئة الاجتماعية للطفل، حيث تعرض البرامج التلفزيونية والمواقع الإلكترونية ثقافات مختلفة، ولكن قد يكون لها تأثير سلبي إذا تعرض الطفل لمحتوى يحتوي على أعمال عنف.
5- التقليد
يتعلم الأطفال من خلال تقليد الأفعال التي تصدر عن الأشخاص المحيطين بهم، وغالباً ما يكون هذا التقليد إما واع إذا اعتبر أو غير واع. يمكن أن يكون تقليداً عفوياً أو مقصوداً، إدراكياً أو فكرياً.
أهداف التنشئة الاجتماعية للأطفال
تتمثل أهداف التنشئة الاجتماعية في النقاط التالية:
- تمكين الطفل من التحكم في مشاعره وتنمية ضميره.
- تهيئة الطفل لأداء أدوار اجتماعية محددة، مثل الأدوار المهنية.
- تعزيز قدرة الطفل على اكتساب المعرفة وتعلم أشكال السلوك المختلفة.
- تسهيل اكتساب العادات والتقاليد السائدة في المجتمع.
- تحويل الفرد إلى كائن اجتماعي.
- زيادة قدرة الفرد على التنبؤ بتفاعلات الآخرين مع سلوكياته واتجاهاته.
- تمكين الطفل من استيعاب الثقافات المحيطة به، مما يشكل جزءاً من هويته الاجتماعية.
إن أهمية التنشئة الاجتماعية للأطفال ملحوظة، حيث تسهم في تشكيل هويتهم وشخصيتهم المستقبلية، بالإضافة إلى مساعدتهم على التعلم من الأنماط الاجتماعية المحيطة بهم وقدرتهم على التواصل بفاعلية مع الآخرين.