أهمية دورة المياه في البيئة الطبيعية

ما هي أهمية دورة الماء في الطبيعة؟

تشكل المياه نحو 73% من سطح كوكب الأرض، حيث يتم انتقالها عبر الغلاف الجوي على هيئة بخار، تتكون منه السحب، ثم هطول الأمطار. تُعتبر دورة الماء إحدى العمليات الطبيعية الأساسية التي تمكّن الحياة على وجه الأرض بفضل توفيرها للماء. تجدر الإشارة إلى أن المياه تُعتبر من الموارد المتجددة التي تتكرر تلقائيًا بواسطة الأمطار وذوبان الثلوج. في حال حدوث أي خلل في دورة المياه الطبيعية، يمكن أن يعني ذلك نفاد المياه النظيفة، مما يهدد حياة الكائنات الحية. في ما يلي، سنستعرض أهمية دورة الماء:

تنظيم أنماط الطقس

تتميز دورة المياه في الطبيعة بقدرتها على تنظيم أنماط الطقس من خلال تعرض مياه المحيطات لأشعة الشمس. حيث تسخن جزيئات الماء، مما يُؤدي إلى تفاعلها مع الهواء وتبخرها، مما يخلق مناخًا أكثر دفئًا ورطوبة في المناطق القريبة من خط الاستواء. بالإضافة إلى ذلك، تساهم عملية التبخر في ازدياد العواصف وهطول الأمطار، فضلاً عن توزيع درجات الحرارة حول العالم عبر تيارات المحيط، مما يسهم في جعل الأراضي مناسبة للحياة.

توفير المياه لكافة الكائنات الحية

تصل المياه إلى سطح الأرض عبر مجموعة من المراحل ضمن دورة الماء، حيث تبدأ بتبخر الماء، ثم يتكاثف، ليعود بعدها إلى الأرض على شكل أمطار، مكونًا مجاري مائية وأنهار وبحيرات، أو تتسرب إلى باطن الأرض وتصبح مياهًا جوفية. وبالتالي، تصل المياه إلى البشر والنباتات والحيوانات.

توزيع الماء على كافة أنحاء الأرض

يتغير توزيع المياه على كوكب الأرض نظرًا لاختلاف الجغرافيا، حيث يعد هطول الأمطار العامل الرئيسي لهذا التباين. إذ قد تغمر الأمطار بعض الأماكن، مثل الغابات المطيرة المعتدلة والاستوائية، بينما تبقى مناطق أخرى جافة بسبب قلة الأمطار والثلوج.

يعتبر توزيع المياه على سطح الأرض وحركتها في الغلاف الجوي، بالإضافة إلى تحولها بين الأشكال الصلبة والسائلة والغازية، وسيلة رئيسية لإعادة توزيع الطاقة. تؤثر هذه العمليات أيضًا على سلوك مناخ الأرض والأنظمة البيئية. ومن المهم الإشارة إلى أن هطول الأمطار هو المصدر الرئيس لتجديد المياه في الأنهار، وزيادة المخزون الجوفي، وتحديد مصادر المياه العذبة.

تنقية المياه

تمر المياه بعملية تنقية طبيعية خلال دورة الماء، حيث تتبخر المياه من البحيرات والمحيطات، تاركة الشوائب خلفها. كما يتم تنقية المياه أيضًا عندما ترشح من خلال النباتات، حيث يتبخر الماء من أوراقها.

الحفاظ على توازن الأنظمة البيئية

تمثل أهمية الماء في الطبيعة أهمية الحفاظ على توازن الأنظمة البيئية على كوكب الأرض، من خلال توفير الماء الذي تحتاجه الكائنات الحية للبقاء، ونقل العناصر الغذائية ومسببات الأمراض والرواسب داخل وخارج النظم الإيكولوجية المائية.

ما تأثير تغير المناخ على دورة المياه؟

تتأثر دورة المياه في الطبيعة بتغير المناخ. فقد يؤدي هذا التغير إلى تسريع مراحل دورة المياه بواسطة ارتفاع درجات الحرارة العالمية، مما يزيد من معدل التبخر وبالتالي يزيد من هطول الأمطار. وفيما يلي توضيح لتأثير تغير المناخ على دورة المياه:

زيادة نسبة حدوث العواصف المطرية الشديدة

تؤدي درجات الحرارة المرتفعة إلى تسخين سطح المحيطات، وينتج عن ذلك زيادة في حدوث العواصف والأعاصير المطرية الاستوائية الشديدة، مما يزيد من خطر تآكل اليابسة. ويتوقع العلماء زيادة هذه الأعاصير في المستقبل.

زيادة مخاطر الفيضانات

مع ارتفاع درجات الحرارة وزيادة عملية التبخر، يزيد مستوى المياه في الغلاف الجوي، مما يؤدي بدوره إلى زيادة معدلات هطول الأمطار الغزيرة في بعض المناطق، مما قد يتسبب في حدوث الفيضانات، ويستوجب التنبيه إلى أن الفيضانات تشكل خطرًا على البيئة وصحة الإنسان.

زيادة مخاطر التصحر

يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى زيادة التبخر، مما يؤثر سلبًا على رطوبة التربة، فيجعلها أكثر جفافًا في بعض المناطق، مما يعزز احتمالية تحولها إلى صحارى ويقلل من إنتاج المحاصيل الزراعية. ويُتوقع من قِبل العلماء أن تصبح المناطق المعرضة للجفاف قاحلة بشكل أكبر في السنوات القادمة.

زيادة نسبة حدوث موجات الحر

تزداد احتمالية حدوث موجات حر أكثر شيوعًا في معظم مناطق العالم نظرًا لارتفاع درجات الحرارة. ويعتبر أن ارتفاع الحرارة يؤثر على وجود السحب، التي تُعد شكلاً من أشكال التبريد الطبيعي. يُذكر أن درجات الحرارة المرتفعة المرتبطة بموجات الحر قد تسرّع من نمو النباتات في المناطق الرطبة، مما يعزز من عملية النتح، التي تعني خروج الماء من النبات على شكل بخار، وبالتالي تسرع من مراحل دورة المياه.

تُعرّف دورة الماء في الطبيعة على أنها الحركة المستمرة للماء على سطح الأرض وفي الغلاف الجوي. تبدأ بتبخر المياه من المحيطات والأنهار، لتتكون سحب من بخار الماء، تليها عملية هطول الأمطار التي تتوزع بنسب مختلفة على سطح الأرض. إن أهمية هذه الدورة تتجلى في توفير المياه العذبة للكائنات الحية، وتنظيم أنماط الطقس المختلفة، وتنقية المياه لتصبح صالحة للاستهلاك. كما يجدر بالذكر أن دورة الماء تتأثر بتغير المناخ، مما يتسبب في ظهور ظواهر طبيعية لها تأثيرات سلبية على الكائنات الحية وتهدد حياتها، مثل الأعاصير والعواصف والفيضانات.