أهمية عنصر الحديد لصحة جسم الإنسان

دور الحديد في صحة الإنسان

يعد الحديد من المعادن الأساسية التي تلعب دورًا حيويًا في جسم الإنسان. يتولى الحديد مسؤولية نقل الأكسجين من الرئتين إلى مختلف أنحاء الجسم من خلال الهيموجلوبين الموجود في خلايا الدم الحمراء. يمثل الهيموجلوبين حوالي ثلثي مجموع الحديد في الجسم، مما يعني أن نقص الحديد يمكن أن يؤثر سلبًا على العديد من الوظائف الحيوية، بدءًا من الأداة المعرفية وصولاً إلى نظام المناعة وقدرته على محاربة العدوى.

لمزيد من المعلومات حول فوائد الحديد للجسم، يمكنكم الاطلاع على مقال فوائد حبوب الحديد.

أهمية الحديد لصحة الشعر

يوفر الحديد الأساس الضروري لصحة الجسم، بما في ذلك نمو الشعر. يُعتبر فقر الدم الناتج عن نقص الحديد من الأسباب الرئيسية لتساقط الشعر، خاصة لدى النساء. يُشدد على أن نقص الحديد يعد الأكثر شيوعًا من بين جميع أنواع النقص الغذائي في العالم، على الرغم من أن تأثيره على تساقط الشعر لا يزال غير مدروس بشكل كافٍ. لا يمكن اعتبار مكملات الحديد بمثابة علاج للصلع، لكنها قد تكون مفيدة إذا أُدرجت ضمن نظام غذائي متوازن يحتوي على مكونات أخرى مفيدة. يُفترض تناول الأطعمة الغنية بالحديد لتعزيز صحة الشعر، ولكن ينبغي استشارة طبيب قبل استخدام مكملات الحديد بغرض تحسين نمو الشعر.

مصادر الحديد

ينقسم الحديد إلى مصدرين رئيسيين: الأول حيواني ويعرف بالحديد الهيمي (بالإنجليزية: Heme)، والذي يمكن الحصول عليه من مصادر مثل اللحوم الحمراء، والأسماك، والدواجن، وصفار البيض، والكبد. بينما المصدر الآخر نباتي، ويعرف بالحديد غير الهيمي، والذي يصعب على الجسم امتصاصه ويشمل الفواكه المجففة، والخضراوات الورقية مثل السبانخ والبروكلي والملفوف، بالإضافة إلى البقوليات والحبوب بشكل عام. من المهم ملاحظة أن بعض الأطعمة قد تعزز امتصاص الحديد، مثل تلك التي تحتوي على فيتامين ج، مثل الحمضيات والطماطم والفراولة. يُنصح بتناول اللحوم مع الخضراوات الورقية لتعزيز امتصاص الحديد، في حين أن بعض الأطعمة مثل الشاي والحليب قد تقلل من امتصاص الحديد، الأمر الذي قد يكون ملحوظًا بشكل خاص لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنة إلى أربع سنوات عند استبدال حليب الأم بحليب صناعي غير مدعوم بالحديد. وفي هذه الحالة، يُنصح بتناول الحليب الاصطناعي المدعم بالحديد (بالإنجليزية: Iron-fortified infant formula). كما أن الأطفال في هذه الفئة العمرية يحتاجون إلى استهلاك مرتفع من الحديد بسبب النمو السريع، ولهذا يُفضل تعزيز نظامهم الغذائي بأطعمة غنية بالحديد أو استخدام المكملات

لمعرفة المزيد عن مصادر الحديد في الأطعمة، يمكنكم الاطلاع على مقال أين يوجد الحديد في الطعام.

الكميات الموصى بها من الحديد

تتباين حاجة الإنسان من الحديد باختلاف العمر والجنس والحالة الصحية. يحتاج الأطفال والمراهقون إلى كمية أكبر من الحديد مقارنة بالبالغين نظرًا لفترات نموهم. وتمتاز حاجة كل من الذكور والإناث في مرحلة الطفولة بالتساوي، ولكن يزداد احتياج الإناث عن الذكور من عمر المراهقة نتيجة فقدان الدم خلال الدورة الشهرية، ثم تنخفض الحاجة مجددًا بعد انقطاع الدورة. ويظهر الجدول أدناه الكميات الموصى بها من الحديد لكل فئة عمرية:

الجنس والمرحلة العمرية الكمية الموصى بها يوميًا (ميليغرام)
الأطفال الذكور أو الإناث من عمر 4-8 سنوات 10
الأطفال الذكور أو الإناث من عمر 9-13 سنة 8
الإناث من عمر 14-18 سنة 15
الرجال البالغون 8
النساء من عمر 19-50 عاماً 18

علامات نقص الحديد

ينتج نقص الحديد عادة عن انخفاض مستويات الحديد في الجسم، مما يؤدي إلى قلة الهيموجلوبين وعدد خلايا الدم الحمراء، وبالتالي يمكن أن يسبب فقر الدم (بالإنجليزية: Anemia). ينعكس هذا النقص سلبًا على فعالية العضلات والأنسجة بسبب نقص الأكسجين، ومن الأعراض المرتبطة بهذا النقص:

  • التعب والإرهاق وانخفاض مستويات الطاقة وصعوبة التركيز والإنتاجية.
  • شحوب الوجه والأظافر نظرًا لافتقار الجسم إلى الهيموجلوبين الذي يمنح الدم لونه الأحمر.
  • ضيق في التنفس.
  • عدم انتظام ضربات القلب.
  • الصداع والشعور بالدوار.
  • جفاف الجلد وتلف الشعر.
  • تنميل الساقين.
  • برودة اليدين والقدميين.
  • الشعور بالقلق.
  • زيادة في عدوى الجسم لأن نقص الحديد يمكن أن يؤثر على جهاز المناعة.

لمعرفة المزيد حول أعراض نقص الحديد، يمكنكم الاطلاع على مقال ما هي أعراض نقص الحديد في جسم الإنسان.

أسباب وعوامل تشخيص نقص الحديد

يتم تشخيص نقص الحديد عبر إجراء تحليل دم (CBC) الذي يعتبر من الفحوصات الروتينية للكشف عن الحالة الصحية العامة. يتم من خلاله قياس مستويات مكونات الدم المختلفة، وهناك مؤشران رئيسيان يمكن استخدامهما للتعرف على نقص الحديد وهما نسبة الهيموجلوبين وحجم كريات الدم الحمراء. في بعض الحالات، قد require تنظير باطني (بالإنجليزية: Endoscopy) في حال الاشتباه بوجود نزيف داخلي. تتعدد أسباب نقص الحديد، ومنها:

  • تناول كميات غير كافية من الحديد في النظام الغذائي.
  • فقدان كميات كبيرة من الدم خلال الدورة الشهرية.
  • عدم تلبية الاحتياجات المتزايدة من الحديد لدى النساء الحوامل.
  • وجود حالات صحية تؤثر على امتصاص الحديد مثل الداء البطني.

لمعرفة المزيد حول أسباب نقص الحديد في الجسم، يمكنكم الاطلاع على مقال ما هي أسباب نقص الحديد في الدم.

مكملات الحديد

في بعض الحالات، قد يحتاج الأفراد لتعويض نقص الحديد من خلال استهلاك مكملات الحديد الغذائية. يمكن أن تتوفر هذه المكملات في شكل كبسولات أو عن طريق الوريد في الحالات الشديدة. يجب تناول المكملات على معدة فارغة لتجنب انخفاض الامتصاص الناتج عن تناول الطعام، وضرورة استشارة الطبيب لتحديد الكمية المناسبة، فزيادة الجرعة قد تؤدي إلى السُميّة، خاصة among الأطفال.

بعض الحالات التي تتطلب زيادة الحاجة للحديد تشمل:

  • النساء الحوامل، حيث قد تصل حاجتهن يوميًا إلى 27 ميليغرامًا وفقًا للمعهد الوطني للصحة.
  • الأمهات المرضعات.
  • مرضى غسيل الكلى.
  • الذين يتناولون أدوية تقلل من مستويات الحديد، مثل أدوية خفض الكوليسترول.

نظرة عامة على الحديد

يعتبر الحديد من مجموعة المغذيات الدقيقة (بالإنجليزية: Micronutrient) الضرورية للجسم بكميات صغيرة، ويلعب دورًا رئيسيًا في النمو والتمثيل الغذائي والوقاية من الأمراض. يتم تزويد الجسم بالحديد من خلال النظام الغذائي، حيث لا يمكن إنتاجه داخليًا، مما يعني أن نقص الحديد قد يؤدي لمخاطر صحية خطيرة، خصوصًا لدى النساء الحوامل والأطفال.