تعريف السخرية
السخرية تعني الاستهزاء بشخص ما، وهي تشير إلى الاستهانة والتحقير، حيث يتم تناول عيوب ونقائص الآخرين بطريقة تُثير الضحك. يمكن أن تأخذ السخرية أشكالاً متعددة، سواء كانت أقوالاً أو أفعالاً أو حركات أو إيماءات، ويتعلق الأمر بالهزء من صفات أو حالات لا يستوجب الذكر من قبل الشخص الساخر.
نتائج السخرية من الآخرين
تعتبر السخرية من الآخرين سلوكاً غير مقبول، إذ تحمل في طياتها العديد من الأضرار، ومن أبرزها:
- تدمير العلاقات الاجتماعية والتقليل من الألفة والمودة في المجتمع.
- زرع العداوة والكراهية بين الأفراد.
- تزايد الرغبة في الانتقام.
- الساخر من المؤمنين قد يعود الضرر عليه.
- يشعر المستهزئ بالتقزيم لذاته ويقلل من احترامه لنفسه نتيجة استهزائه بالآخرين.
- تغذية الحقد والضغينة في النفوس.
- الاستهزاء قد يؤدي إلى فقدان الحسنات في الآخرة.
- حثت الشريعة الإسلامية على عدم السخرية من الآخرين، حيث ستُحاسب النفوس على ذلك.
- تفكيك النسيج الاجتماعي، مما يحفز الساخر من الشخص الساخر منه على الانتقام.
- جلب سخط الله، كما وقع لقوم نوح الذين سخروا من رسالته.
- فقدان هيبة الساخر في عيون الناس نتيجة تصرفاته.
- يعد الساخر ظالمًا لنفسه لأنه تقلل من عظمة الله.
- تجعل القلب غافلاً وقد تصل به إلى الندم يوم القيامة، كما ورد في قوله تعالى: ﴿أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَىٰ مَا فَرَّطْتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ﴾.
- تحذير الله من التشبه بالمنافقين والكفار، حيث تُعد السخرية صفة من صفاتهم.
- من يسخر من الناس في الدنيا سيسخر منه الله والناس في الآخرة.
- يجب على الساخر توقع الاستهزاء به كما فعل بغيره.
- خوف المجتمع من الساخر، مما يدفعهم لتحاشيه.
- الساخر يعاني من عمى القلب، حيث لا يدرك فضل الله على عباده.
- يمثل الساخر نموذجًا للجهل بنفسه، إذ أن من يدرك عظمة الله لن يسخر من عباده.
- لا يقبل الساخر سماع الحق أو النصيحة.
حكم السخرية من الآخرين
يُعد الاستهزاء بالآخرين وتعليقهم على الأمور الصغيرة والكبيرة سلوكًا مذمومًا، والسخرية من الآخرين سواء كان ما يُقال صحيحًا أو غير صحيح محرم. قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ ۖ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ۖ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ۚ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾.
حرّم الله عز وجل في هذه الآية جميع أشكال السخرية من الآخرين، فهو وحده يعلم إن كان الشخص الذي يسخر منه يتفوق مكانة عنده. إن من يسخر من الآخرين غالباً ما يظن أنه في مقام أعلى وأنه كامل، لكن الله عز وجل هو الوحيد الذي يعلم من هو الأتقى ومن هو الأقرب إليه.