المعارك الرئيسية لنابليون بونابرت
تاريخ الجيش الفرنسي مليء بالعديد من الأحداث العسكرية البارزة، لكن القليل منها يمكن أن يتساوى مع الإنجازات التي حققها نابليون بونابرت خلال فترة حكمه. يعتبر نابليون واحدًا من أعظم القادة العسكريين في التاريخ، حيث شارك في حوالي 60 معركة، من بينها ثماني معارك فقط خسرها. في ما يلي، سيتم تسليط الضوء على أبرز المعارك التي قام بها نابليون بونابرت.
معركة الأهرامات
حدثت معركة الأهرامات، والمعروفة أيضًا بمعركة إمبابة، في مصر يوم 21 يوليو 1798، أي قبل خمس سنوات من بداية الحروب النابليونية في أوروبا. مثلت هذه المعركة خطوة رئيسية لنابليون في مواجهة التحالفات الأوروبية بين عامي 1803 و1815. كان نابليون يتولى منصب الجنرال في الجيش الفرنسي خلال هذه الحملة العسكرية التي قادها لغزو مصر.
قابل نابليون في معركة الأهرامات القوات المصرية واستطاع تحقيق انتصار ساحق، مُبرزًا مهارته في تنظيم وتوزيع جيشه باستخدام ما يُعرف بتقسيم المشاة الرباعي. كان لهذا الانتصار تأثير كبير في تعزيز مكانته السياسية.
معركة مارنجو
تاريخ 14 يونيو 1800 يمثل بداية معركة مارنجو التي وقعت في إيطاليا، حيث شكلت بعض الدول الأوروبية تحالفًا ضد فرنسا تحت مسمى التحالف الثاني، مما مثّل مدخلًا للتحالفات التي خاضت خلالها الإمبراطورية الفرنسية حروبًا أخرى. تعد هذه المعركة من بين الانتصارات التحديّة لنابليون.
في تلك الفترة، كان نابليون قائدًا عسكريًا، وقاد جيشًا قوامه 28,000 جندي ضد 31,000 جندي نمساوي. انتهت المعركة بفوز نابليون، مما ساعد في الحفاظ على سلطته العسكرية والمدنية في فرنسا، مما مهد الطريق لاختياره رئيسًا للحكومة الفرنسية.
معركة أوسترليتز
وقعت معركة أوسترليتز المعروفة أيضًا بمعركة الإمبراطوريات الثلاث في 2 ديسمبر 1805. تُعتبر هذه المعركة من بين الأهم في تاريخ نابليون، إذ تمثل أحد أعظم انتصاراته. تولى القيادة كإمبراطور فرنسا وإيطاليا بهدف مقاومة تحالف النمسا وروسيا وبروسيا ضده.
عقب توليه الحكم، شعرت النمسا وروسيا وبروسيا بالقلق حيال طموحات نابليون بغزو إنجلترا ثم بقية الممالك الأوروبية، فاتفقت على التحالف ضده. استعد نابليون على الفور بتجهيز جيش يتألف من 68,000 جندي واقترب من أوسترليتز في مورافيا (الجمهورية التشيكية الحالية).
برز نابليون في تلك المعركة بخططه الاستراتيجية، حيث خاض تقاتلًا تمهيديًا ضد النمساويين في أولم وانتهى به الأمر إلى احتلال فيينا. وبعد أن أوهم القادة الروس والنمساويين بأنه ضعيف، هاجمهم بسبب استعداد جيشه. دارت المعركة في 2 ديسمبر، ورغم أن قوات نابليون كانت أقل عددًا، إلا أنه تلقى الدعم من المارشال لويس نيكولا دافوت الذي أضاف 18,000 جندي، مما قاد إلى انتصار ساحق.
معركة لايبزج
استمرت معركة لايبزج بين 16 و19 أكتوبر 1813، وتعتبر واحدة من أهم المعارك لنابليون لأنها كانت المعركة الأولى التي يتعرض فيها لهزيمة. نشبت المواجهة بين القوات الفرنسية وقوات التحالف التي تتكون من روسيا وبروسيا والنمسا والسويد، وتعرف أيضًا بمعركة الأمم، وكانت أكبر معركة في أوروبا قبل الحرب العالمية الأولى.
بلغ عدد الجنود الفرنسيين 198,000 مقابل 370,000 من قوات التحالف، مما أدى إلى فقدان نابليون السيطرة على الأراضي شرق أوروبا. تجاوزت خسائر الجيش الفرنسي 60,000 بين قتيل وجريح وأسير، مما أجبر نابليون على العودة إلى فرنسا، وبعد ذلك نُفي إلى جزيرة إلبا.
معركة واترلو
وقعت معركة واترلو في 18 يونيو 1815 إثر عودة نابليون من منفاه في جزيرة إلبا لتولي قيادة الجيش الفرنسي مجددًا ضد القوات البريطانية والبروسية بقيادة وولنجتون والمارشال بلوشر. جرت تداعيات المعركة بالقرب من مدينة واترلو في بلجيكا، حيث عانت القوات الفرنسية خسائر فادحة تُقدر بنحو 25,000 بين قتيل وجريح و9000 أسير.
تمثل معركة واترلو واحدة من المعارك الحاسمة في تاريخ نابليون، حيث كانت هزيمته الأخيرة وأدت إلى إنهاء دوره كقائد عسكري. رغم تواجد 72,000 جندي ضمن صفوف القوات الفرنسية مقابل 68,000 لجيوش الأعداء، تنازل نابليون عن سلطاته وصلاحياته في أعقاب هذه المعركة وتوفي لاحقًا.